يترقب السودانيون والجنوبيون السودانيون اليوم قمة تجمع الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا،لتجاوز عقبات ابطأت بمحادثات الدولتين،وسط تفاؤل حذر من وسطاء الاتحاد الأفريقي والمبعوثين الدوليين،مع نهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن لتسوية القضايا العالقة اليوم. وعقد طرفا المحادثات أمس لقاءات، أتسمت بروح ايجابية حسب مفاوضين من الجانبين التقتهم «الصحافة»،غير أنها لم تحقق اختراقا يغير مجرى التفاوض،وأكتفيا بمعالجة تفاصيل محدودة في الملف الاقتصادي وتحرير نقاط الاتفاق والخلاف لطرحها امام البشير وسلفاكير. ونجح مقترح طرحته الوساطة الافريقية أمس من الاقتراب لتجاوز الخلاف حول المنطقة العازلة بانسحاب الطرفين من من منطقة «الميل 14»،ورجحت مصادر موثوقة ل»الصحافة» ان توقع الخرطوم وجوبا اليوم على اتفاق حول كافة القضايا العالقة. وأعلن رئيس وفد الحكومة، وزير الدفاع، الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين،في تصريحات مقتضبة ان الخرطوم وافقت على خريطة أمبيكي بشأن الميل 14،لكن بترتيبات خاصة للمنطقة لانها منطقة ذات خصوصية، وعلمت «الصحافة» ان وفد السودان قدم مقترحاً لامبيكي بانسحاب الجيش الشعبي من منطقة سماحة جنوباً «10» كيلومترات بجانب «14» ميلاً أخرى. بيد ان الناطق الرسمي باسم وفد الجنوب، عاطف كير، أكد ان وفد السودان وافق على الخارطة بدون شروط، وكشف ان الاتفاق تم بين وزيري الدفاع في البلدين،وتحدث عن تقدم في كافة الملفات ،عدا نقاط محدودة في الملف الاقتصادي. الى ذلك، تسلم وفدا التفاوض مساء الجمعة مقترح أمبيكي الذي سيناقشه الرئيسان البشير وسلفاكير اليوم،وعلمت «الصحافة» ان امبيكي طرح تنفيذ بروتوكول ابيي ،والذي ينتهي باستفتاء على مستقبل المنطقة،غير انه قدم مقترحات ايضاً لحفظ حقوق ومكتسبات أي طرف في حال تبعية المنطقة لأي من البلدين، أي الميزات التي تحفظ للمسيرية حقوقها والعكس صحيح لدى دينكا نقوك. من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي، بدرالدين عبدالله، ان ساحة المفاوضات شهدت امس حراكا مكثفا حول ملف الترتيبات الامنية من قبل كافة الاطراف وبرعاية الوساطة الافريقية والقيادة الاثيوبية، واكد ان جميع الملفات التي حدث حولها تقدم الان في مرحلة الصياغة القانونية لتصبح اتفاقاً نهائياً. وقال سفير غربي يتابع المحادثات في أديس ابابا ل «الصحافة» إنه حسب التجارب السابقة فإن أي اختراق في التفاوض كان يحدث في اللحظات الأخيرة،ورأى أن الخلافات بين الدولتين هي أقرب ما تكون الى مواقف سياسية من كونها خلافات موضوعية،معربا عن أمله في «نهاية سعيدة» تحمل الأمل لشعبي الدولتين. وبانتهاء موعد جولة المحادثات الاخيرة بين الطرفين،يكون مستقبل العملية أمام ثلاثة سيناريوهات،الاول توصل البشير وسلفاكير الى اتفاق على القضايا المتبقية خلال لقائهما اليوم،والثاني تمديد المهلة وعقد جولة محادثات جديدة،والأخير طرح الاتحاد الافريقي مقترحات وحلولا للملفات العالقة،يتبناها مجلس الأمن وفرضها على الدولتين،وفرض عقوبات على أي طرف يرفضها تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة.