وصل رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، بغرض المشاركة في القمة المنتظرة أن تجمعه اليوم هناك مع الرئيس عمر البشير لحسم القضايا الخلافية في المفاوضات الجارية بين البلدين. وتكثف لجنة الوساطة الأفريقية جهودها حالياً بغرض التحضير للقمة، وينتظر أن يوقِّع البشير وكير على اتفاق نهائي يطوي كل الملفات العالقة. من ناحيتها، أصدرت مفوضية الاتحاد الأفريقي بياناً أمس رحبت فيه بالقمة المرتقبة، وأعربت عن الأمل في أن تكلل بالنجاح،وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتور جان بينغ، إن الاتحاد يتطلع إلى أن يستغل الرئيسان هذه الفرصة الفريدة للوصول لاتفاق حول الموضوعات القائمة، والتي أعقبت انفصال الجنوب،وأوضح أن اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي قد أكدت طوال عملها أن حل المشكلات السودانية يقع على عاتق السودانيين أنفسهم. وقال رئيس المفوضية ، إن الاتحاد أكد وأقر على أن الأزمة القائمة بين الدولتين أزمة أفريقية، وفي إطار هذا الشأن فإن على القارة بأثرها أن تساعد الدولتين في الوصول إلى حلول دائمة لهذه الأزمة،وأضاف «أن الاتحاد الأفريقي يدرك تماماً أن هنالك قرارات صعبة ينبغي أن يتخذها الطرفان في المباحثات الجارية حالياً». وتابع «إن الاتحاد على ثقة من أن قيادتي البلدين سترتفعان لمستوى الحدث وستتركان إرثاً في السلام يكون مثالاً للأجيال القادمة». وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، الخرطوم وجوبا إلى «توقيع اتفاق شامل خلال قمة أديس أبابا»،وبعد أن أشاد بالتقدم الذي تحقق حتى الآن بين البلدين، دعا بان كي مون «الرئيسين إلى تحمل المسؤولية حالياً وحل الخلافات القائمة». وأورد بيان لمجلس الأمن أنه «من مسؤولية رئيسي السودان وجنوب السودان إظهار روح بناءة وإرادة سياسية لتأكيد التقدم الذي أحرز سابقاً وتحقيق تقارب في وجهات النظر بهدف إنهاء مفاوضات 23 سبتمبر بنجاح». وشددت الدول ال15 الأعضاء في المجلس على أن «قضايا حيوية لا تزال تتطلب معالجة»، داعية إلى الإسراع بتشكيل اللجنة المشتركة للتحقق من الحدود. على صعيد متصل، حث وزراء خارجية الولاياتالمتحدة، والنرويج، وبريطانيا، السودان وجنوب السودان على التوصل إلى تسوية عاجلة لجميع القضايا العالقة.وذكر بيان مشترك لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير خارجية النرويج اسبن بارث إيدي، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أن «قمة أديس أبابا تمثل فرصة استثنائية للسودان وجنوب السودان لإظهار الالتزام المشترك بالسلام نيابة عن شعبيهما».