وضعت شرطة مكافحة المخدرات بولاية القضارف حداً لاحدى العصابات المتخصصة في زراعة المخدرات بالشريط الحدودي فيما يتم ترويجها بالخرطوموالولايات الأخرى لتاتي الضربة عبر عملية محكمة استمرت لأكثر من اربعة أشهر وقف على رأسها مدير شرطة الولاية اللواء إبراهيم عثمان والعقيد دكتور حقوقي محمد أحمد الأمين مدير مكافحة المخدرات وأفراد القوة ، حيث رسموا خطة بدأت من بواكير الخريف لأماكن استزراع المخدرات بأنواعها (الشاشمني والقات والبنقو) عبر متابعة لصيقة ووفق مصادر منتشرة وقوة ينقصها الزاد والإمكانيات لكنها متشبعة بحب الوطن وأرضه . قطعت شعبة مكافحة المخدرات الأميال وتسلقت الجبال لتأتي ضربتها التي وجهتها لأوكار الجريمة سيراً على الأقدام برغم وعورة الطريق و السيول الجارفة في ملحمة سميت بالبرق الخاطف حيث تم ضبط ثلاث مزارع في الشريط الحدودي داخل الأراضي السودانية في منطقة السرف الأحمر بلدة باو بوجود أكثر من سبعين شجرة ذات ارتفاع كثيف بطول أكثر من ثلاثة امتار وعرض يفوق المترين . تتكون العصابة من ستة رجال وإمراتين لتأتي المداهمة بعد ان وصلت المخدرات إلى مرحلة النضوج والتصنيع حيث تجري عملية تعبئتها بغرض الترويج والتوزيع إلى ولاية الخرطوم عبر إثنين من النساء بجانب علبة كبريت معبأة بسعر خمسين جنيه لعلبة الكبريت الواحد . يقول الدكتور عميد حقوقي محمد أحمد الأمين مدير شرطة مكافحة المخدرات بالولاية بان عملية القبض على العصابة استمرت وفق خطة ورؤية محكمة بين شرطة الولاية وإدارته بقيادة اللواء إبراهيم عثمان، حيث استمرت عملية المتابعة لأكثر من أربعة أشهر بجانب إثني عشر ساعة لإنفاذها عبر ثلاث عربات حيث تمت المداهمة داخل المنطقة لثلاث مزارع والقبض على المعروضات التي تقدر بحوالي إثنين مليار جنيه وتم فتح بلاغات تحت الأرقام (50/51/52) المواد 15أ مخدرات ومؤثرات عقلية. وقال الدكتور حقوقي محمد أحمد للصحافة ان الشريط الحدودي يمثل أهمية قصوى في إطار المكافحة والحد من استزراع المخدرات . تعتبر عملية الترويج والزراعة من أكبر المهددات التي تمت السيطرة عليها عبر إدارة المكافحة من جهته أكد الدكتور وليد علي فارح استاذ علم النفس بجامعة القضارف بان موقع الولاية الحدودي جعلها من أكثر الولايات ترويجاً للمخدرات بجانب ولايات شمال كردفان في ظاهرة تهدد أمن المجتمع عبر الآثار النفسية الخطيرة وتفشي الإنحلال الأسري والتفكك ، مشيراً إلى خطورة المخدرات وسط الشباب ما ادى إلى الاضطرابات النفسية والذهنية والخلافات الأسرية والعائلية بعد انتشارها وسط الطلاب والجامعات السودانية ،حيث أصبح الطلاب يتركون حجرات الدراسة ويمارسون السرقة من أجل الحصول على المخدرات. وحذر استاذ علم النفس بجامعة القضارف من ظاهرة تعاطي الحقن التي تساعد على انتشار الإيدز داعيا أفراد المجتمع للحد من انتشارها بجانب دور الشرطة في الرقابة الصارمة على الشريط الحدودي وأهمية الواعز الديني ،محذرا من توجه بعض الاسر في منح الطلاب أكثر من حاجتهم . الناشطة في حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني كوثر أحمد السجان في حديثها للصحافة اشارت الى تفشي المخدرات في ولاية القضارف لسهولة التسلل الأجنبي عبر الحدود السودانية وضعف آليات الرقابة الحدودية والضبط مطالبة الدولة بتزويد الشرطة بالآليات والعتاد بجانب الحد من تدفق الوافدين عبر إقامة شبكات مراقبة اضافة الى مراجعة القوانين بعد السياسات الخاطئة التي اتبعتها الدولة التي ادت إلى كثرة الوجود الأجنبي فضلاً عن الضائقة الاقتصادية التي سهلت عملية التجارة والترويج والاستزراع.