*فقد المدير الفنى للمريخ ثقة أنصار النادى فيه بعد أن تسبب فى تدمير الروح المعنوية العالية التى كانت تسكن دواخل الجمهور قبل لقاء القمة الأخير ودمر الإحساس بالتفاؤل الذى سيطر على الأجواء الحمراء وجعل الإحباط سيدا للموقف وأضاع نشوة الجماهير بعد تأهل الفريق للدور قبل النهائى فى البطولة الكونفدرالية، ولهذا فقد كان من الطبيعى أن تلاحقه ثورة الغضب الشعبية ويطالب الجميع بإعفائه من منطلق أنه لن يحقق طموحات عشاق الأحمر وسيطيح بالفريق من بطولتى افريقيا وكأس السودان مثلما أضاع على المريخ الإحتفاظ بلقبه كبطل للممتاز *وإن جاز لنا أن نعرج عن الخط ونخرج عن المألوف فنقول إن ريكاردو برئ فى كل الأحوال وليس له دور فى فقدان المريخ للقبه كبطل للممتاز ولا ضياع نصر كان فى متناول اليد فى المواجهة الأخيرة أمام الهلال ولا نرى أنه (مذنب أو مخطئ ) ذلك من منطلق أن هذه هى قدراته وإمكانياته وقد ( عمل العليهو وبالزيادة ولم يكن فى إستطاعته أن يفعل أكثر مما فعل فهذه هى إمكاناته ومعرفته بل يستحق أجر الإجتهاد ) بالتالى يبقى علينا أن نحدد الجهة المقصرة والتى يجب أن تتحمل المسئولية. وبالطبع فليس هناك جهة اخرى يمكن تحميلها المسئولية سوى مجلس إدارة نادى المريخ ، فهو السبب الرئيسى فى حالة التأرجح والإهتزاز والخلل النفسى الذى يعيشه مجتمع وفريق المريخ الآن من واقع أنه ظل يمارس التعنت والتصلب والإصرار على التمادى فى الخطأ وعدم لجوئه للإصلاح برغم أنه يعرف أن ريكاردو هو الحلقة الضعيفة فى الفريق والدليل أنه - أى المجلس - وصل إلى هذه القناعة منذ فترة طويلة وسعى للترميم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهذا ما جعله يلجأ للتعاقد مع الكابتن فاروق جبرة ليكون بمثابة تدعيم للجهاز الفنى ولكن هذه الخطوة - الإستعانة بجبرة - جاءت ( ناقصة ومبتورة ولا أثر مباشر لها ) ولهذا فقد كان مردودها صفرا ، إذ كان المتوقع بل والصحيح أن يمنح مجلس الإدارة بعض الصلاحيات الفنية للكابتن فاروق - بعد أن يلزم ريكاردو بالوضع الجديد - مادام أنه رأى فى الكابتن جبرة الكفاءة التى تجعله يصحح أخطاء البرازيلى ولكنه لم يفعل وهذا ما جعل أثر فاروق يغيب على أساس أن كافة الصلاحيات والقرار النهائى لدى ريكاردو وحتى عندما حاول فاروق التدخل حدث الخلاف لدرجة أن البرازيلى طلب إبعاده - أى جبرة - بالتالى تبقى خطوة التعاقد مع فاروق لم تحقق هدفها وبات وجوده مثل عدمه *لا يمكن أن نحسب لريكاردو أى إيجابية فى الفريق لأنه لم يضف أية لمسة أو بصمة فنية على فريق المريخ فى عهد هذا المدرب والدليل أن المريخ مازال يعتمد على إسمه وتاريخه وعلى السنام والهيبة والنظام الذى بناه الكابتن حسام البدرى وحتى لا يحاول ريكاردو سرقة جهود الآخرين والتباهى بأنه قدم شيئا للمريخ فنقول له إن فترة قيادتك للمريخ تعتبر هى أسوأ عهود المريخ وفتراته حيث فقد المريخ كل صفاته ومميزاته وخاصياته ولم يعد هو المريخ الذى تعرفه جماهيره وتقتدى به وتعتقد فيه *لم يتبقَ للمريخ شئ سوى تحقيق بطولة الكونفدرالية ونرى أنه مؤهل لذلك من حيث إمتلاكه للاعبين يملكون كل مقومات التفوق والتميز والجودة كما أن مجلس إدارته متحمس ولم يترك شيئا ولم يتأخر فى تلبية كافة إحتياجات الفريق وبالزيادة ونشهد له بعدم التقصير وإن كان هناك خطأ يحسب عليه فهو إبقاءه على ريكاردو وصبره عليه غير ذلك فالمريخ له أنصار يمكن أن يأكلوا النار ويعلنوا الجهاد فى سبيل نصرته ودعمه ومؤازرته وتشجيعه أما أهم ما يملكه المريخ فهو أنه مسنود بترسانة إعلامية صلبة ومتينة لا يمكن إختراقها ونرى أنه بإمكان الأحمر تحقيق حلم جماهيره بالفوز ببطولة أفريقيا ولكن هذا لن يحدث إلا فى حالة واحدة فقط وهى أن لا يكون ريكاردو مديره الفنى و صاحب القرار الأخير، بمعنى أنه فى وجود هذا البرازيلى لن يحقق المريخ شيئا وسيفقد البطولة الأفريقية بنفس الطريقة التى أضاع بها بطولة الممتاز *إن كانت هناك أسباب تفرض على مجلس المريخ الإبقاء على ريكاردو ومنها الشرط الجزائى فنقول لهم (أمنحوه راحة إجبارية وأنزعوا منه الصلاحيات وأمنحوها لغيره ) على أن يستمر بلا أعباء وأن لا تكون له علاقة بالفريق ولا حتى الإشراف - هذا إن أراد مجلس المريخ الخير للفريق أما إذا كرر تصلبه وتعنته وأصر على التمادى فى الخطأ فمن المؤكد أنه سيدفع الثمن *موقف تاريخى للنيل *ضرب مجلس إدارة نادى النيل الحصاحيصا المثل الأعلى فى الوفاء وهو يرفض نقل مبارياته لإستاد مدينته ويصر على أداء كافة مواجهاته المتبقية له فى الدورى الممتاز بإستاد الكاملين تقديرا لأهلها ووقفتهم التاريخية مع الفريق وترحابهم به والمساعدات الكبيرة التى ظل إتحاد الكاملين يقدمها للنيل وإستضافتهم لمعسكره فضلا عن المؤازرة الضخمة التى ظل يجدها التماسيح من جمهور الكرة بمنطقة الكاملين - إنه موقف تاريخى يحسب لنادى النيل والذى أكدت إدارته أنه بالفعل نادى رسالى مثالى يعرف قيمة الوفاء والأوفياء كيف يرد الوفاء لأهله *لقد كان من الطبيعى أن يتخذ مجلس إدارة نادى النيل هذا الموقف لا سيما وان النتائج التى حققها الفريق فى إستاد الكاملين جاءت إيجابية زائدا على ذلك فليس من المقبول أن يؤدى النيل أكثر من عشر مباريات بإستاد الكاملين ومن بعد ذلك يقرر نقل مواجهاته إلى الحصاحيصا دون أدنى إعتبار للمعاملة النموذجية والكرم الفياض الذى وجده الفريق من الكاملين وإتحادها وجمهورها وأهلها،إضافة لذلك فقد كسب التماسيح عنصر التعود على اللعب فى هذا الإستاد فضلا عن ذلك فقد صرح نجوم النيل بأنهم يتفاءلون باللعب فى الكاملين لا سيما والنتائج الإيجابية التى حققوها فيه . لكل ذلك فقد جاء قرار إدارة النيل بإستمرار برمجة مبارياتهم بإستاد الكاملين وأنهم لن يغادروه حتى وإن كان الثمن الإنسحاب من بطولة الدورى الممتاز - موقف قوى سيحفظه التاريخ ويؤكد على أن للنيل رجالاً يعرفون قيمة الوفاء.