نجت طابية الدباغة الشهيرة من الغرق في مياه النيل خلال الفيضانات الاخيرة وكادت ان تغمرها المياه حيث احاطت بها المياه من ثلاث جهات وصارت قاب قوسين او ادني من الغرق واقتحمت مياه النيل السور الحديدي الذي يحيط بالطابية ووصلت الي مستوي قريب من جسم الطابية التاريخية الاثرية المبنية من الطين وصمدت الطابية بفضل الترس الذي تم تشييده خلال السنوات الماضية من الحجارة والاسمنت وظلت الطابية معرضة للانهيار في اي لحظة تزيد فيها مناسيب النيل خلال المد والجزر وكانت زيادة امتار او سنتميترات بسيطة كفيلة بازالة الطابية من الوجود . وكشفت جولة لمشاوير «الصحافة» عن خطر حقيقي يحيط بالطابية حيث وصلت المياه ايام الفيضان الي مكان قريب من الطابية وادي فتح طريق جديد في النيل بالجهة الغربية الي تغيير مسار النيل وجرت المياه من الشرق الي الغرب متجهة الي الطابية وتعدتها عبر فتحة في الجسر تقع يمين الطابية في اتجاه الشمال الجغرافي ووصلت الي مكان يقع خلفها في الناحية الغربية ومنعها الجسر من الوصول اليها ووصلت المياه الي مكان قريب من جسم الطابية الاخر الذي يقع في الاتجاه الجنوبي . وناشد عدد من سكان ابناء حي ابروف وبيت المال المهندس محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والاثار والحياة البرية الاهتمام بالطابية وحمايتها بوصفها احد اقدم الاثار في مدينة ام درمان، وقالوا ان النيل اذا عاد في العام القام اكثر قوة قد يؤدي الي ضرر كبير بالطابية، وقالوا ان طابية الدباغة تعرضت لتجاهل كبير من المسؤولين الذين اكتفوا بصيانتها وتسويرها بالحديد ووضع حاجز خرساني لكنها صارت مكباً للاوساخ ومسكناً للكلاب الضالة. وحسب بيانات لافتة ضخمة وضعتها وزارة البيئة والاثار جوار الطابية فانها تحمل اسم الدباغة لموقعها الجغرافي وذلك على ضوء سجلات الهيئة القومية للاثار والمتاحف وتقول اللافتة انه من المحتمل ان تكون هي ذات الطابية التي اوردها زلفو في كتابه كرري، واشار الي انها هي طابية الباب الكبير التي يقودها الطريفي ربيع التعايشي تحت امرته طاقم مكون من خمسة مدفعجية يقودهم سيد أحمد ريش المصري الجنسية مزودين بعدد اثنين مدفع جبلي وكانت مهمتها صد بوارج العدو المتجهة الي ام درمان.