تتجه الدولة وسياساتها الكلية للاهتمام بالقطاعات الإنتاجية غير النفطية التي يقف على رأسها القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بجانب القطاع الصناعي إلا أن تلك القطاعات لا زالت تعاني من مشكلات ومعضلات عدة حالت دون وصولها إلى المستوى المنشود الذي يعول عليه في سد فاقد عائدات النفط عقب انفصال الجنوب ولعل القطاع الغابي يشكل ميزة نسبية كبيرة خاصة في مجال إنتاج الصمغ العربي الذي يحتل فيه السودان مرتبة الريادة على مستوى العالم بيد أنه هو الآخر لم يسلم آفة التدهور وتراجع الإنتاج رغم الجهود التي تبذلها الهيئة القومية للغابات فأين يكمن الخلل؟ الصحافة تسلط الضوء على ما يجري بالقطاع الغابي بمناسبة الاحتفال القومي بعيد الشجرة بالتركيز على ولاية القضارف التي زارها وفد من وزارة البيئة والغابات والتنمية العمرانية والهيئة القومية للغابات ولفيف من مجلس الصمغ العربي والمهتمين. ويقول وزيرالبيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال إن العالم يتجه للاقتصاد الأخضر ويسعى لتحقيق التنمية المستدامة وزاد أن التغير المناخي يعتبر من ألد الأعداء بعد الصراعات والحروب التي تأثر بها الطبيعة الأمر الذي قاد إلى اضمحلال القطاع الغابي بالبلاد من نسبة كانت تفوق ال «50%» إلى أقل من «10% » من كل مساحة السودان وزاد هلال إن الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا التراجع بل طرحت معالجات منها مشروع الأمطار الاصطناعية والاستزراع الغابي باستخدام مياه الصرف الصحي بجانب إنشاء مشاتل رئيسة وفرعية بطاقة مليون شتلة في العام وتعهد هلال بزراعة 25% من مساحة كل ولاية بشكل علمي ومدروس وفق قاعدة عريضة من المعلومات بغية التأسيس لخارطة استثمارية قوية تصب في إطار إستراتيجية قومية شاملة علاوة على تشجيع الاستثمار في مجال الصمغ العربي من قبل القطاع الخاص والأهلي عقب فك احتكاره بالداخل بجانب العمل على زيادة الإنتاج والإنتاجية لتتجاوز «300» ألف طن ليعود السودان لموقعه القديم . فيما يرى نائب والي ولاية القضارف كامل هرون أن مسؤولي ولايته تواجههم عدة معضلات تحول دون الاستفادة القصوى من القطاع الغاابي بالولاية على رأسها مقارنة إنسان الولاية عائدات الغابات والزراعة الأمر الذي عجل بإزالة أشجار الهشاب والاستعاضة عنها بزراعة السمسم والذرة لإرتفاع أسعار الأخيرة وزاد هرون أن صنيعهم يرجع إلى قلة وعي المواطن وعدم وجود إرادة وخارطة واضحة في هذا المجال الأمر الذي يحتاج لتكامل الجهود الاتحادية والولائية لتحقيق الأهداف المرجوة بتقييم المرحلة السابقة لتلافي المعوقات وهذا لن يتحقق في عام واحد لكن في مراحل تسندها إرادة سياسية تدعم القوانين. ومن جانبه يقول الأمين العام لمجلس الصمغ العربي دكتور عبد الماجد عبد القادر يعتبر حزام الصمغ العربي الأهم على مستوى السودان للوضع الذي أصبح يحتله الصمغ على مستوى العالم وأن تطويره يتطلب المزيد من الجهود لزيادة الإنتاج والإنتاجية بتحسين سبل الري وتدريب المنتجين ورفع قدراتهم هذا بجانب زيادة وعي المواطنين لاستخدام بدائل الطاقة في حزام الصمغ العربي لتقليل عمليات التعدى على الغابات والأحزمة الشجرية وأبان عبد الماجد سعي مجلسه لتفوير «10» مليون أنبوبة غاز بالتعاون مع بنك النيلين نصيب ولاية القضارف منها «100» ألف علاوة على الإقدام على تأسيس «3» ألف وحدة سكنية من أصل «30» ألف وحدة سكنية بالاتفاق مع الصندوق القومي للإسكان والتعمير لتحقيق الإستقرار للمنتجين على طول حزام الصمغ العربي . ويقول مدير الهيئة القومية للغابات دكتور عبد العظيم ميرغني تعد ولاية القضارف من اكثر الولايات التي تمتلك تصورا واضحا للغابات يؤهلها إلى تصل مساحة الغابات فيها بموجبه إلى 30% من مساحة الولاية الكلية بجانب تطور جانب التشريع فيها الخاص بهذا المجال رغم قلة الإمكانات والهجمة الكبيرة في ما يخص حماية ومكافحة جرائم الغابات وضعف مرتبات العاملين في القطاع في كل ولايات السودان وكشف ميرغني عن رؤية متكاملة لترقية القطاع الغابي بالبلاد بتشجيع الاستثمار من قبل القطاع الخاص والأهلي وعلى مستوى ولاية القضارف تبلغ المساحات المعدة للاستثمار في مجال الصمغ العربي فقط «148» ألف فدان منها «60» ألف فدان هشاب و«88» ألف طلح بجانب مساحات جاهزة للطق تصل إلى «63» ألف فدان . ويزيد مدير الغابات الاتحادي بولاية القضارف برعي بله الحسن أن الغابات تحتل المرتبة الثالثة بالولاية بعد المراعي وتغطي « 3.5 » مليون فدان تشكل الغابات الحكومية «14%» والشعبية «0.8%» والخاصة «1%» و الأحزمة الشجرية «0.2% » والهشاب نسبة « 4.5% » وزاد في أواخر عام 1991 صدر قرار وزاري بزراعة «10%» غابات بنسبة في المشاريع المطرية و «5%» في المشاريع المروية وأن ضربة البداية كانت «52» ألف فدان من أصل «750» ألف فدان كان من الفترض إكمالها في عام 2012 وخلال عدة أعوام إكمال نسبة ال «10%» والتي تصل إلى «5» مليون فدان غير أنه نتيجة للافتقار إلى قرار سياسي واضح يدعم هذا الجانب بالإضافة إلى شح الإمكانيات تم فقط تنفيذ «52» ألف فدان بواسطة صندوق الأحزمة الشجرية ومشروع تعمير المناطق المتأثرة بوجود اللاجئين واعتبر برعي المعوقات مسوغا لعدم الوصول إلى الأهداف المنشودة من القطاع . وغير بعيد عن إفادة برعي حمل مدير مشروع تعمير المناطق المتأثرة بوجود اللاجئين عصام عبد الكريم تزايد أعداد اللاجئين من دول الجوار لولاية القضارف وتدني وعيهم البيئي إلى تدهور البيئة بصفة عامة والموارد بصفة خاصة ما حدا لتصميم مشروع لتعمير المناطق التي تأثرت بوجود اللاجئين بإعادة المساحات المتدهورة داخل وخارج الغابات المحجوزة وزراعة المنازل بشتول الظل والزينة ورفع الوعي البيئي ولتحقيق هذا الهدف يقول عبد الكريم صُمم «18» مشتل شعبي بمعسكرات اللاجئين بجانب «3» مشاتل مركزية بالفاو وكسلا وحلفا الجديدة ساهمت في إنتاج حوالي «7» مليون شتلة منذ عام 1985 بغرض التعمير داخل وخارج الغابات المحجوزة .