من المتوقع ان يعقد اجتماع في جوبا الاحد المقبل بين اللجنتين الامنيتين العسكريتين في السودان وجنوب السودان لتطبيق بنود الاتفاق الامني بشكل كامل لتهيئة الاجواء واجراء مباحثات تفصيلية لفك الارتباط بين الجيش الشعبي وقطاع الشمال، وضمان ضخ النفط عبر حدود آمنة. وبحسب مصدر مطلع فإن الاجتماع يجئ في اطار الترتيبات المتفق عليها بين الجانبين ويترأسه وزيرا الدفاع من الدولتين واضاف المصدر ان « هذه الترتيبات ستعقبها زيارة الرئيس عمر البشير الى جوبا خلال الفترة المقبلة ولا استبعد ان تكون خلال الشهر الجاري» ،بينما اعتبر مسؤولون من دولتي السودان وجنوب السودان اتفاق التعاون مرحلة جديدة لرفاهية الشعبين وتجنيبهما «الحروب والحدود المتوترة» وانفراجا وشيكا لمشكلة ابيي . وكشف سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم، ميان دوت، ان الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت ،اجريا اتصالا هاتفيا مساء امس الاول لمناقشة اتفاق التعاون وتفعيل البنود على الارض بشكل فعال. وقال السفير دوت في تنوير قدمه لطلاب ولاية الخرطوم امس، ان الدولتين عازمتان على عرض الاتفاق لبرلماني البلدين خلال 21 يوما من الاتفاق لاستباق 40 يوما حددها الاتفاق ،مؤكدا ان بعض بنود الاتفاق لاتحتاج الى اجازتها من البرلمان ،مشيرا الى ان الطرفين شرعا في تفعيل بعض الاتفاقات، وتابع « سيتسلم سفير السودان في جوبا مطرف صديق اعباءه الاثنين المقبل». وقلل دوت من التصريحات التي صدرت من بعض مسؤولي حكومة الجنوب وقطاع الشمال ،وقال ان الحديث متاح للجميع لكن مايحدث على صعيد الاتفاق مغاير تماما لما يقولونه ،وزاد « الرئيسان يعلمان مايتعين عليهما فعله في هذا التوقيت ولانريد ان نفصح بكل الاشياء حتى وان كانت ايجابية لانها مرتبطة بتوقيتات محددة وبتحركات جادة من اطراف دولية لتسوية كافة الملفات «. واكد دوت ان الطرفين يمتلكان ارادة حقيقية لسلام دائم وجوار آمن مشترك ،وردا على حديث حول احداث توريت وعدم وجود رابط بين شعبي البلدين قال السفير «دعونا لاننظر الى الوراء ونتطلع الى بناء دولتين قابلتين للحياة والاستمرار»، مؤكدا انه لامكان لمثل هذه الاحاديث بين المجتمعات المتطورة والمتطلعة الى رفاهية شعوبها وزاد « لدينا رابط مشترك فأنا من اصول سودانية وانتمي الى قبيلة البقارة». من جانبه، اعلن عضو الوفد الحكومي المفاوض، المعز فاروق، ان دولتي السودان وجنوب السودان انخرطتا في مفاوضات جادة اثمرت اتفاق تعاون من شأنه ان يعزز اتفاقا وحلا شاملا لمنطقة ابيي وزاد « يمكن معالجة وضع منطقة ابيي بصورة مثالية ونقطة تكاملية بين الشعبين». وانتقد فاروق في ذات الندوة رافضي الاتفاق، وقال انهم يتحدثون من الخرطوم وغير آبهين بمصير ملايين السودانيين على حدود مشتركة مع دولة الجنوب ،مضيفا ان الاتفاق يساعد السودان على جلب 9 مليارات دولار من المجتمع الدولي ودولة جنوب السودان وبعض الشركاء الدوليين في العملية السلمية لتعويض الخرطوم عن الاضرار الناجمة من عملية الانفصال ،ورأى ان خسارة السودان لثلاثة ارباع نفطه عقب الانفصال يمكن ان تعوض بأكثر من ذلك بعد تفعيل اتفاقية الحريات الاربع والتبادل التجاري وحركة التنقلات الحدودية، واضاف « القبائل الحدودية اعلنت ترحيبها بالاتفاق لانها اكتوت بنار الحرب وآن الاوان للنظر الى المصالح المشتركة «. واشار فاروق الى ان اسعار الدولار انخفضت في الاسواق الموازية بعد توقيع اتفاق التعاون وهي من الفوائد التي سيجنيها السودان لاحقا بشكل اوسع.