الجنوبيون الذين عاشوا في الشمال بما فيهم قيادات الحركة الشعبية الحاكمة الآن مازالوا يعاودهم الحنين للشمال ورغبة العودة له ودليلي على ذلك مطالبتهم بالحاح شديد واصرار قوي بالحريات الأربع التي أثاروها في اجتماع أديس أبابا مع وفد الشمال وهي: التجول، العمل والتملك، والاقامة. أسألكم بالله ماذا تبقى لهم من الوحدة القديمة وكانت من أقوى الأجندة التي يحملها الوفد المفاوض لدولة جنوب السودان ويريد الموافقة عليها من وفد الشمال هي الحريات الأربع التي تبيح لهم الدخول في دولة الشمال في أية لحظة. الجنوبيون أضحى ينطبق عليهم المثل الذي يقول «لا بريدك ولا بحمل براك» فلو أجريت عملية استفتاء للجنوبيين للحريات الأربع لوجدنا النتيجة 95% لصالح الحريات الأربع التي يطالب بها وفد الجنوبيين. ان الجنوبيين هم حفروا قبورهم بايديهم وأصبح لسان حالهم يقول براي سويت في نفسي قلبي الحبة ما واعى انني اقترح على اخوتنا الجنوبيين بدلاً من المطالبة بالحريات الأربع أن يدخلوا بنداً آخر وهو العودة للوحدة وليس في ذلك عيب أو غرابة فهنالك كثيراً من البلدان التي سبقتهم وانشقت ولكنها سرعان ما عادت للوحدة ومنها المانيا واليمن وغيرها كثر ممن جربت الانفصال وعادت للوحدة أكثر قوة وأنعمت بالاستقرار والتنمية العالية في كل مجالات الحياة ،فالاستقرار هو أساس للتنمية فلا تنمية بدونه وأعتقد ان نسبة 90% يوافقوني على تجديد الوحدة فهي تريحهم كثيراً من المشاكل التي أنجبتها بطن نيفاشا يا ليت نيفاشا لم تلد ولم تربِ ولا ترعي مولودها الذي جرجر والديه إلى جملة من المشاكل المعقدة ذات الحلول الصعبة: أبيي، جنوب كردفان، جنوب النيل الأزرق، الحدود بين البلدين، فكل هذه المواليد كانت من بطن نيفاشا التي لم يتم الاقتران بها بشكل شرعي ومحضور مِن مَن يهمهم الأمر مع الآخرين الذين غُيبوا من نيفاشا وكل هذا للشوفونية والبوبار أهو نحن نهينا مشكلة الجنوب والحقيقة لم تنته مشكلة الجنوب العكس هو الصحيح ازدادت نارها اشتعالاً ولهيباً وتوسعت في أماكن شتى وبقى أمر اطفائها أقرب إلى المستحيل وهذا الحال سيؤدي إلى حرب بين البلدين وكل المؤشرات تقول ذلك وهنا تأتي الطامة الكبرى وهي التدخل الدولي وعلى رأسه امريكا واسرائيل المعروفتين بالعداء الشديد للسودان الشمالي المسلم والموجودات بالعاصمة الجنوبيةجوبا بشكل يعرفه راعي الأغنام في الخلا. السي آي ايه والموساد بكل أجهزة المراقبة والتنصت المتطورة لجمع المعلومات عن السودان الشمالي لضربه في حالة انفجار الوضع بين البلدين، وهذا بدوره يؤدي للحرب العالمية الثالثة لا قدر الله ان وقعت ستقضي على الأخضر واليابس وأولى ضحاياها هما الدولتان المتصارعتان الشمالية والجنوبية ونتمنى أن لا يتسببا في الحرب اللعينة يا حافظ يا حفيظ. أحمد مالك الطيب دار الأسد - القطينة