انفضت اجتماعات اللجنة السياسية العسكرية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان بجوبا أمس، دون التوصل لاتفاق بشأن اجندة الحوار، بعد رفض جوبا إدراج مسألة قطاع الشمال ضمن اجندة الحوار ، وعاد وفد الحكومة برئاسة وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين للخرطوم مساء أمس. وأكد وزير الدفاع في تصريحات بمطار الخرطوم، أن تبايناً في الاراء ظهر خلال الاجتماعات ،وقطع في ذات الوقت بتوفر الارادة السياسية لدى الطرفين لمواصلة الحوار وتنفيذ ماتم التوصل اليه من اتفاقيات بين البلدين باديس ابابا اخيرا، تمهيدا للوصول لحدود امنة، وقال الوزير إن الاجتماعات ناقشت القضايا التي تهم البلدين واشار لتقدم الحوار في بعض القضايا وظهور مشاكل في الاخرى ،لكنه أكد على اتفاق الطرفين على استمرار الحوار بالخرطوم في وقت يحدد لاحقا ،وذكر أن النقاش في الاجتماعات كان مثمراً وجيداً رغم التباين في الاراء . وفي السياق ذاته، أكد مصدر موثوق ل»الصحافة « أن اجتماعات اللجنة السياسية العسكرية التي عقدت بجوبا انفضت دون الوصول لنتيجة بعد احتدام الخلافات والجدل حول الاجندة، لاسيما فيما يتعلق بمطالبة الخرطوم بإدراج فك الارتباط مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وطرد الحركات المتمردة من جوبا ضمن أجندة الحوار ،ورفض جوبا لنقاش تلك القضايا ،واشار الى ان اجتماعاً آخر سيعقد بالخرطوم لم يتفق على موعده، وذكر ذات المصدر أن الخلافات منذ اليوم الاول تمثلت في قضية الحركة الشعبية قطاع الشمال والمنطقتين، وأكد أن جوبا رفضت مجموعة من المقترحات التي دفعت بها الخرطوم على رأسها مقترح بمد المنطقة الآمنة من 50 كليلو متر لتشمل الدولتين اضافة لزيادة المساحات التي تراقبها لجان المراقبة المشتركة الي 60 و70 كيلو مترا، واضاف المصدر «لو وافقنا بمقترح الخرطوم هذا يعني ان تمتد الرقابة حتى نمولي «. أعلن وزير دفاع حكومة الجنوب، جون كونق،التزام بلاده بسحب الجيش الشعبي من المنطقة العازلة منزوعة السلاح،بموجب الاتفاق الموقع بين السودان والجنوب في اديس ابابا. وقال كونق في تصريحات صحافية على هامش اجتماعات اللجنة السياسية الامنية المشتركة المنعقدة حالياً بجوبا بمشاركة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ان القوات من الطرفين جاهزة للانسحاب «10» كيلومترات جنوباً وشمالاً،لاقامة المنطقة العازلة التي اقترحها الاتحاد الافريقي،واضاف «الجيش الشعبي مستعد الآن للانسحاب «10» كيلومترات جنوباً من المناطق التي يتواجد فيها الآن على الحدود المشتركة، والقوات المسلحة السودانية ستفعل ذات الشئ»،وتشمل المنطقة العازلة ايضاً الميل «14». ودافع كونق، عن اتفاق التعاون ،مشيراً الى انه سيزيل كل المخاوف والتوترات الامنية للمجتمعات في الحدود المشتركة،كما انه يشجع على انسياب السلع والبضائع والخدمات بين البلدين،ورأى ان على شعب الجنوب ان يعمل مع الحكومة في جوبا لدعم تطبيق الاتفاق،خاصة اولئك الذين في الحدود المشتركة يتعين عليهم ان يكونوا رأس الرمح في انفاذ الاتفاق؛ لانهم المستفيدون الحقيقيون من الاتفاق ،الذي قال انه جاء بالسلام والاستقرار ويبدد مخاوف الحرب،ويدفع القبائل من الطرفين لاستئناف التجارة الحدودية وحرية الحركة والسلع .