عزا تجار الماشية بأسواق ولاية الخرطوم، ارتفاع اسعار الخراف الى قلة الوارد من مناطق الانتاج، بالاضافة الى الاجواء السائدة فى الولاية التي امتدت منذ بدء الحملات الانتخابية فى البلاد واحدثت ربكة كبيرة فى الوارد، حيث قلل الموردون من عملية ادخال الماشية الى الولاية، كما أن الحملات الانتخابية هى الاخرى أيضا اسهمت بصورة كبيرة فى ارتفاع اسعار الخراف، باعتبار انها تعد ضمن الاستقطاب الجماهيرى للاحزاب التى ظلت تنصب الخيام وتتكدس دورها بالموالين، الأمر الذى زاد من الطلب عليها. ويقول احمد النور صاحب ملحمة التيسير بالصحافة شرق، إن اسعار الخراف ارتفعت وهى اصلا فى هذا التوقيت يقل واردها الى العاصمة، الامر الذى يشكل ارتفاعا فى السعر، وزاد قائلا لكن تزامن الانتخابات مع هذا التوقيت زاد من اسعارها بشكل كبير، مما ادى الى ارتفاع سعرها الى اكثر من 500 جنيه لأصغر خروف. وبالطبع هذا زاد من سعر كيلو الضأن الذى وصل الى 17-18 جنيها، ومتوقع اذا استمر الوضع هكذا أن تزداد اسعار اللحوم بصورة عامة، الا انه قال حتى اذا ارتفع السعر فإنه لن يدوم طويلا لدخول مواسم جديدة مثل الهدى والاعياد الاخرى التى تشكل موسما للمنتجين والموردين الذين يعملون على تربية المواشى خصيصا لهذه المناسبات، والتى بدورها تعمل على كثرة الوارد وقلة فى الأسعار. ولكن الوضع بالولاية يزداد تعقيدا فى اسواق الماشية بصورة عامة، خاصة للمناسبات التى ظلت تقام بين الحين والآخر، فقد قال المواطن ابراهيم التوم الذى وجدناه يتجول فى بعض مراكز بيع الماشية بامبدة، ان الامر اصبح لا يطاق، فحينما تريد أن تشترى خروفا ل «سماية» مثلا او لاية مناسبة تطرأ فى هذا التوقيت منذ بداية ابريل، فإنك تتكبد مشاقا وعناءً ماليا كبيرا لشراء الخراف بكل ما لديك اذا كانت المسألة غير قابلة للتأجيل ولا بد منها، فعليك ان تجنب مبلغا من المال ربما يصل الى حدود 1500 جنيه لشراء خراف اثنين او ثلاثة من اجل الحصول على خراف تكفي مناسبتك وتكون معقولة فى احجامها، ولذلك فإننا ايضا نتوقع أن يكون هذا الظرف استثنائياً ولن يدوم طويلا، بحجة عدة اسباب يمكن زوالها. وقال إن الهجمة الكبيرة على اسواق الماشية بالولاية من قبل المرشحين هى السبب الاول فى جعل الاسعار مرتفعة، والسبب الثانى فترة الصيف التى تعتبر فترة شح وارد الى الولاية. ولذلك فإن شح الوراد كل الناس تعودت عليه خلال هذه الفترة من كل عام، وأثناء ذلك فإن سعر الخروف لا يزيد عن ال400 جنيه، ويرجع الى ما كان عليه فى وقت سابق بين «250-300» جنيه. ولكن تجار الماشية ايضا يعزون الارتفاع الى اسباب اخرى تتعلق بالمحليات وكثرة الرسوم المفروضة عليهم، بالاضافة الى مسألة رسوم الارضيات التى تجعل من الاسعار مبالغاً فيها. وقالوا حتى أننا تجار التجزئة غير مستفيدين من هذه الاسعار، فاذا قلت للمواطن ان السعر ب 500 جنيه فإنه يماطل ويسب ويلعن ويقول لك ان هذا الخروف سعره لا يزيد عن ال 300 جنيه، واذا لم تبع لمدة ثلاثة أيام فإنك سوف تدفع تكلفة أكل وشرب الخراف ورسوم اضافية، وغير ذلك من الالتزامات اليومية، ولذا فاننا امام محك حقيقى وامتحان صعب فى السوق. وتمنى أن تُراعى في الفترة المقبلة مسألة تنظيم أسواق الماشية، بالإضافة الى اعادة النظر فى امر رسوم المحليات، كما ذكر أنهم يفتقدون العناية البيطرية الكاملة التى اذا تمت فإنها تتم وفقا لرسوم هى ايضا من ضمن أسباب ارتفاع الاسعار.