مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ارتفعت أسعار الخراف بصورة مخيفة الأمر الذي أدّى إلى حدوث حالة تخوّف كبير لدى المواطنين، جرّاء قيام التجار برفع الأسعار لمبالغ قد يعجزون «معها» عن شراء الأضحية لأسرهم خاصة وأن الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد قد أثرت بصورة واضحة، بجانب موجة الغلاء التي اجتاحت الأسواق عامة رغم التطمينات والقرارات التي أطلقها المسؤولون والجهات ذات الصلة للحد من الارتفاع في أسعار الأضاحى..وكشفت جولة قامت بها (الإنتباهة) بمجمعات البيع للأضاحي بمدينة بحري أن أسعار المواشي بصورة عامة في تزايد مستمر وخاصة أسعار الخراف حيث أكد السيد محمد علي «تاجر مواشي» أن أسعار الخراف قد تضاعفت، وتراوح سعر الخروف الصغير ما بين 300 450 جنيهًا والمتوسط بين 550 جنيهًا 600 جنيه، ووصل سعر الأحجام الكبيرة إلى 700..وفي ذات السياق قال علي عبد الله إن أسواق المواشي قد شهدت ركودًا خلال الأسابيع الماضية بسبب ارتفاع الأسعار، لكن سرعان ما عاد وقال إن باقتراب عيد الأضحية شهد السوق حراكاً واسعاً وإقبالاً كبيرًا من المواطنين مؤكداً استقرار الأسعار، وتوقّع انخفاضها في الأيام القليلة القادمة، وأرجع أسباب ارتفاع أسعار الخراف إلى تمسّك أصحاب المواشي بالأسعار العالية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج كالعلف والترحيل بجانب قلّة الوارد منها للأسواق بالإضافة لفرض الرسوم والجبايات غير المقننة التي تؤخذ على الماشية عند تحركها من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك حيث يتم استقطاع ما يقارب ال «300» جنيه على كل عربة محملة بالماشية.وفي سوق المويلح للماشية التقت الجولة التاجر بخيت جمعة شنشون الذي أوضح أن سعر الخروف الجدع يتراوح ما بين 400 جنيه فيما بلغ سعر التني 550 جنيهًا، كما يتراوح سعر الخروف الرباع 650 جنيهًا، وقال التاجر إن معظم الخراف يتم جلبها من حمرة الوز وود البخيت بأم درمان والهلبة والشقيق بولاية النيل الأبيض كذلك جبرة والمنجرابي وأم ترحة، كما أشار التاجر إلى ارتفاع تكلفة الترحيل عن العام السابق حيث وصل سعر تكلفة ترحيل الخروف الواحد 10 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات وتوقع التاجر ارتفاع الأسعار في الأيام القليلة الماضية بنسبة 50%، كما التقت الجولة التاجر حمد محمد فضل الله بسوق الماشية جنوبالخرطوم «سباق الخيل» الذي أوضح أن سعر الخروف التني الكبير وصل 650 جنيهًا والصغير 350 جنيهًا بينما وصل سعر الجدع الكبير 500 جنيه كما بلغ سعر الخروف الرباع 650 جنيهًا والرباع الصغير 350 فيما وصل سعر السديس الكبير 650 جنيهًا والصغير 270 جنيهًا، وقال التاجر إن معظم الخراف يتم جلبها من النهود والخوي والأبيض وكوستي وربك، وأضاف أن أسعار الخراف بالولايات أقل من العاصمة نسبة لتكلفة ترحيل الماشية ففي السابق كان يتم تأجير اللوري أو الدفار من مناطق الإنتاج لمراكز الاستهلاك «الخرطوم» بمبلغ 750 جنيهًا وحاليًا وصل المبلغ لألف و500 جنيه إضافة لذلك تكلفة الخروف الواحد تصل 35 وتوقع التاجر انخفاض الأسعار في حالة تقليل تكلفة الترحيل إضافة للضرائب التي تفرض على الماشية.. في وقتٍ طالبت فيه وزارة الثروة الحيوانية بتعزيز قدرات القطاع الإنتاجية وتطوير آلياته التسويقية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الثروة الحيوانية وإيجاد شركات اقتصادية ضخمة وإستراتيجية تتخطى المجهودات الفردية المحددة مع توفير البنيات التحتية اللازمة وأكدت وجود عدد من التحديات التي تواجِه القطاع مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخراف وحدوث شح كبير في الأعلاف وضعف المراعي الطبيعية وذلك نسبة لفساد الموسم الزراعي الصيفي بعدد من الولايات كل ذلك جعل الدولة في حراك مستمر لإيجاد حلول إسعافية باستنفار جهود المصدرين والتجار بتوفير الأضاحي للشرائح الضعيفة. وقامت شعبة مصدري اللحوم باتفاق مع عمال ولاية الخرطوم بتوريد كميات من الأضاحي بأسعار ميسرة من أجل تخفيف حدة الأسعار وأكد رئيس شعبة مصدري اللحوم د. خالد المقبول تعاونهم مع التجار والمنتجين لخدمة المواطن مستبعدًا أن يكون للتجار والمصدرين دور في ارتفاع أسعار الخراف واتهم الوسطاء والسماسرة، موكدًا أن الدولة لا «تسعر» المواشي ولا تتدخل في الأسواق وما تقوم به الشعبة من جهد طوعي أشبه بحملة حماية المستهلك «الغالي متروك» التي ساهمت في انخفاض الأسعار.