حسم المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في جلسته أمس الخلاف حول وسيلة انتخاب الأمين العام للحركة ليتم عبر مجلس الشورى بدلاً عن انتخابه عبر المؤتمر العام،وذلك بعد ان اخضع وجهتي النظر للتصويت ،وجاء التصويت 1800 عضو لصالح مجلس الشورى و600 لصالح المؤتمر العام، بينما اصدرت رئاسة المؤتمر بيانا اكدت خلاله ان الحركة الإسلامية فى السودان فى علاقاتها الخارجية مع الحركات الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب ولاتقوم على محور موجه ضد أحد . وعلمت «الصحافة» أن المؤتمر أقر التعديلات المقترحة على الدستور بعد جدل ساخن، واضافة مقترحات محدودج مساء أمس وبجانب اتفاق غالبية المؤتمرين على انتخاب الأمين العام من مجلس الشورى،بدلاً عن المؤتمر العام وافقوا أيضاً على انشاء قيادة عليا لتوحيد القيادة على أن تكون قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم، هي القيادة العليا للحركة الإسلامية، وسيتولى رئاسة القيادة العليا «رئيس الصعيد التنفيذي - أي رئيس الحكومة- الملتزم ونوابه الملتزمون،وبالتالي سيصبح الرئيس عمر البشير رئيساِ للقيادة العليا. ومن التعديلات الأخرى حظر حل الحركة الاسلامية إلا بموافقة 70 في المئة من أعضاء المؤتمر العام على أن يشارك في المؤتمر 80 في المئة من الأعضاء. وشهدت الجلسة المغلقة صباح أمس نقاشاً ساخناً،وانتقد بعد الأعضاء أداء الأمانة العامة،وأضطر الأمين العام علي عثمان محمد طه للدفاع عن أمانته،وعندما اعتلى الدكتور غازي صلاح الدين المنصة وقف غالبية المؤتمرين وهم يكبرون ويهللون،وتحدث طويلاً عن هموم البلاد والإسلاميين،ودعا الى اتاحة الحريات ومحاربة الفساد،واحترام الآخرين وعدم الاستبداد بالسلطة،ووافقه في بعض مواقفه الدكتور نافع علي نافع خصوصاً ما يتصل بالحريات والحكم الرشيد. و وصف صلاح الدين ، جلسات المؤتمر بأنها شكلت لحظات ميلاد جديدة بالنسبة للحركة من حيث واقعها والظروف والتحديات الداخلية والخارجية التي انعقد في ظلها المؤتمر وهي تشكل تحدياً للحركة. من جانبه قال رئيس المؤتمر العام الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير، إن المؤتمر حسم بالتصويت ، عملية اختيار الأمين العام للحركة، وستجرى اليوم السبت بواسطة مجلس الشورى الجديد. وأكد في تصريحات صحفية، أن الحوار الذي ساد جلسات المؤتمر ركز على القضايا الجوهرية والمهمة ،مبيناً أن النقاش كان ساخناً وشدد غالبية من تحدثوا على ضرورة على أن تكون الحركة رائدة ومستقلة. من جهته رأى الدكتور أمين حسن عمر، أن الانتخاب غير المباشر للأمين العام للحركة الإسلامية ليس لتقليل التفويض، قائلاً إن رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية ينتخب بواسطة المندوبين وليس بالانتخاب المباشر وهذا لا يقلل في يوم من الأيام من التفويض. وقالت رئيسة اللجنة الإعلامية للمؤتمر، سناء حمد العوض، ان المؤتمر سيناقش عدة أوراق، من بينها ورقة حول الاقتصاد، وورقة حول نشاط الحركة في العمل المدني، وورقة حول الدستور القومي المقترح وملاحظات الحركة عليه ،وجلسة حول كسب المرأة في الحركة الإسلامية في المجال الاجتماعي والسياسي يحضرها ضيوف السودان من الخارج بجانب بعض أعضاء المؤتمر. الى ذلك، أقرت سناء بأن تجربة الحركة الإسلامية في سدة الحكم لفترة ربع قرن جانبها الصواب وبعض الاخطاء. واشارت الى انها فترة غير مرضي عنها من الإسلاميين، لكنها رفضت تسميتها ب»الاخفاقات» ، مضيفة ان المؤتمر الوطني يمثل الذراع السياسي للحركة الإسلامية التي تؤمن بالتداول السلمي للسلطة والديمقراطية ،وتابعت « السلطة ليست قضية مركزية لاننا دعاة ولسنا قضاة». ورأت سناء في مقابلة مع الاذاعة السودانية امس، ان عملية اختيار الامين العام بواسطة مجلس الشورى تعطي له دفعة قوية وتتيح له اختيار نوابه ومعاونيه وتعطيه مساحة واسعة. واعلنت استعداد الحركة الإسلامية للاستماع وقبول الآخر وعدم اقصائه ،وقالت ان الحركة جزء من المشروع الوطني الذي يتشارك فيه الجميع بلا استثناء ، وزادت» لن يستطيع الإسلاميون الانفراد بالسلطة في بلدانهم وعليهم أخذ العبرة من التجارب السابقة». وشددت على ان مؤتمر الحركة الإسلامية في الخرطوم خاص بمراجعة مسيرتها بعد أربع سنوات من آخر مؤتمر ،وليس مخصصاً لمناقشة شؤون الآخرين ،واضافت «انعقاد المؤتمر في الخرطوم بحضور قيادات الحركات الإسلامية بالعالم ليس موجها ضد أية جهة أو دولة محددة، وليس تجمعا لبحث شؤون الآخرين، وان الحركة الإسلامية ليست لديها ما تخاف عليه أن يعرف من داخل المؤتمر وليست لها نوايا التآمر ضد أية جهة «. وأشارت الى أن هدف المؤتمر تطوير الاداء داخل الحركة وتحقيق الانجاز، وأكدت حرص الإسلاميين على الاستقرار بالمنطقة، واقامة علاقات جيدة مع الغرب ،مؤكدة ان المؤتمر الوطني ذراع سياسي للحركة الإسلامية، وزادت» المؤتمر الوطني يمثل الذراع والوعاء الذي يتمارس من خلاله الحركة نشاطها السياسي، وان المؤتمر الوطني يمثل جزءاً بسيطاً من أنشطة الحركة». وأقرت رئيس لجنة الاعلام بمؤتمر الحركة الإسلامية، بان كسب الحركة الإسلامية خلال الفترة الماضية غير مرضي لهم ،لكنها اكدت فى الوقت ذاته عدم فشل تجربتها بالبلاد، وأشارت الى أن تجربة الحركة الإسلامية تجربة إنسانية ليست كاملة بها أخطاء وضعف وتحتاج لمراجعات وتقويم لتطوير أدائها. وفي السياق ذاته، اصدرت رئاسة المؤتمر بيانا اكدت خلاله ان الحركة الإسلامية فى السودان فى علاقاتها الخارجية مع الحركات الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب ولاتقوم على محور موجه ضد أحد . وأشار البيان الى ان بعض وسائل الاعلام والمواقع تداولت معلومات لاتخلو من الغرض عن المؤتمر وهى تتنافى مع طبيعة المؤتمر وجدول اعماله ،مبيناً ان رئاسة المؤتمر وضيوفه أكدواعلى اهمية الوحدة والتماسك فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الامة، وتجنب الدخول فى محاور او برامج استقطاب يمكن ان تؤثر على استقرار المنطقة او دولها. وقال ان الحركة الإسلامية فى السودان فى علاقاتها الخارجية مع الحركات الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب ولاتقوم على محور موجه ضد اى أحد، وان لها رسالة لا تتقاطع مع الحكومات والدول بل تبحث عن نقاط الالتقاء والتعاون والمشاركة لاجل التعامل مع التحديات التى تواجه المنطقة وشعوبها. وكان قائد شرطة دبى، الفريق ضاحى خلفان، شن هجوما حادا على المرشد العام للاخوان، الدكتور محمد بديع،وكتب خلفان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «ان الدكتور محمد بديع من السودان يعلن العداء لدول الخليج التى يأمل أن يجرف نهر ثورته أنظمتها، وعلى أهل الخليج أن يردوا على مرشد الاخوان المفلسين هذا فراق بيننا وبينكم». وقال خلفان «ان أخطر ما فى مؤتمر العالم الإسلامي كلمة مرشد الاخوان التى أعلن فيها بوضوح عن استراتيجية التنظيم دون اكتراث لأحد،وانهى خلفان كلامه قائلا «خطاب المرشد العام للاخوان الذى أطلقه من السودان يجب أن يؤخذ على محمل الجد فالغرور والتهور كانا واضحين فى أقواله التى قد تتحول أفعالا».