*وكثير من أبناء الخرطوم ثلاثة مازالوا يرددون مقطع الأغنية « دستورى نازل فى الخرطوم تلاتة » فهم يتباهون ويتفاخرون بموطنهم ويرون أنهم الأصل والأوائل والأساس ويضربون المثل بالخرطوم ثلاثة « الحى السكنى وناديهم الرياضى » قبل أن يطلق عليه « اسم الخرطوم وقد جاء التعديل وقتها بغرض أن يكون هذا النادى هو الماعون والوعاء الشامل والكبير الذى يحتضن كل الخرطوميين ثم من بعد ذلك تحول اسم النادى اثر - شراكة ذكية - ليصبح نادى الخرطوم الوطنى ». *ويحسب لنادى الخرطوم « تلاتة » أنه قام على موارد وامكانيات أبنائه و أهله الذاتية وارتقى بفكر وطموح وحماس الشباب وواكب التطور وأدخل الحداثة ويحسب له أنه أول نادى فى السودان نال صفة الرسالية وأنه النادى الشامل من واقع أنه متعدد المناشط وليس محصورا فقط على كرة القدم كما الأندية الأخرى بما فيها « التى يقال عليها كبيرة » فنادى الخرطوم تلاتة ليس هو مجرد نادى لكرة القدم بل ينال الجانب الاجتماعى فيه الأولوية وهو مقر وملتقى للأجيال من مواليد « ثلاثينيات القرن الماضى والى شباب اليوم » ويجمع بين أهل وعشاق هذا النادى كثير من الحب والمودة والاحترام والتقدير - فكل أعضاء هذا الكيان ينتهجون مبدأ الأدب والتهذيب والكبير عندهم كبير والصغير له مكان خاص وكافة الأعضاء يعرفون بعض وقرايب وأهل وأولاد دفعة جمعت بينهم المراحل الدراسية وعلاقة أولاد الحلة تربوا مع بعض ونشأوا فى حيز واحد وكل منهم يحس بالاخر وليس من بينهم من هو غريب أو بعيد - فهم كتلة واحدة وجسد مترابط الأعضاء. *نادى الخرطوم الوطنى « بتسمية اليوم » خلية يميزها النشاط الدائم والتزام الأعضاء بالحضور اليومى وهو النادى الوحيد الذى جذب أعضاء من خارج « حى الخرطوم تلاتة » فهناك الكثيرون من الذين يقيمون فى أحياء وأعضاء فى أندية ولكنهم ملتزمون بهذا النادى بل لهم عضوية فيه ويمارسون فيه النشاط الاجتماعى - ويحسب لنادى الخرطوم الوطنى أنه حقق الاعجاز فى مسيرته الكروية حينما صعد بسرعة الصاروخ من « الثالثة للثانية للأولى ثم الممتاز ومن بعد ذلك أصبح ناديا سياديا بعد أن فرض وجوده وأكد جدارته وصنع لنفسه مكانا صداريا مرموقا واصبح ضلع القيادة الثالث وهذا ما أتاح له تمثيل السودان مرتين فى البطولة الأفريقية ومثلهما فى بطولة شرق ووسط أفريقيا للأندية وهاهو اليوم يمثل السودان فى بطولة الأندية العربية وهو يستحق بامكانياته الفنية والادارية والمالية، و كل ذلك لم يأت بمحض الصدفة ولا عن طريق الحظ بل تحقق بالاجتهاد والمثابرة والجدية والتخطيط السليم والاصرار على تجسيد الطموح والتطلع - فمنذ أيام رئاسة كمير والذى جاء من بعده رمز الأدب والتهذيب الأخ مامون بشير النفيدى ورفاقه الأجلاء على رأسهم « فؤاد نقة واللواء أبوبكر سليمان وهشام نصر ومجدى مامون وعبد المجيد والمسنودين بشيوخ النادى ورموزه الكبار وأقطابه العظماء الحاج محمد الأمين بابكر وصديق حمد وأحمد عبدالرازق والكاهن وعمر بدر والجوكر » وبقية الأجلاء « وأرجو من الأعزاء الذين فات على ذكرهم أن يجدوا لى العذر ان تخطيت أسماءهم الرنانة فأى منهم له جهود ولمسة ودور فى أن يصل هذا النادى لهذه المرحلة المتقدمة ولابد لى أن أذكر الراحل المقيم الذى خطفته منا الأقدار « عبدالجبار النفيدى - نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء فقد كان يعشق نادى تلاتة بطريقة متفردة تجسد الاقتداء ». *أعود للانتصار الذى حققه فرسان الخرطوم الوطنى أو « الخرطوم تلاتة » أمس الاول وقطعوا به مسافة طويلة فى طريق التأهل للدور الثانى فى بطولة الأندية العربية فقد جاء نصرا مبينا ومستحقا تحقق بالعرق والجهد وعزيمة الرجال وصمودهم وأكد خلاله أولاد الوطنى على قوة ارادتهم وعدم يأسهم فبرغم تأخرهم بهدف الا أنهم استطاعوا أن يحقوا الفارق والتفوق ويحرزوا ثلاثة أهداف منحتهم الأفضلية خاصة فى الشوط الثانى للمواجهة والذى أداه الفرسان بروح قتالية عالية ومسئولية ورجولة وبقوة مضاعفة وعزيمة اضافية - انتصرنا بثلاثة أهداف مقابل واحد ، ولكن المعركة مازالت مستمرة - انتهت جولة وهناك واحدة أخرى أصعب وأشرس وهى الحاسمة وتحتاج لقدر كبير من الاهتمام ومضاعفة الجهود وتضافرها وتكثيف الاعداد - فمباراة العودة بالاسماعيلية لن تكون سهلة كما أن نتيجة الخرطوم وبرغم أنها كبيرة الا أنها ليست كافية بالتالى يجب أن نتعامل بحذر وبواقعية وأن نعطى الخصم حجمه ونتوقع منه أى شئ - فالمسئولية تقع على اللاعبين والجهاز الفنى ومجلس الادارة ولكل منهم دور كبير ينتظره وقياسا على أداء الفريق أمس الأول وخاصة فى الشوط الثانى والنتيجة التى خرج بها فان مهمته فى تجاوز الاسماعيلى لن تكون صعبة ولكن لابد من الجدية والتركيز والاهتمام « فالنوم على العسل » عاقبته وخيمة وعلى الفرسان أن يراجعوا شريط خروج ما «يسمى بطرفى القمة » من البطولة الأفريقية ومن ثم يضعوا المحاذير ويتعاملوا بواقعية بعيدا عن الغرور والتعالى. فى سطور *انتصار الخرطوم أمس الأول يجب أن يتم اهداؤه للراحل المقيم عبدالجبار النفيدى « نسأل العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ». *التحية والاشادة يستحقها كابتن أبوعبيدة سليمان المدير الفنى للفريق وهو الذى حافظ على وضعية الفريق المتميزة وهاهو يسير به نحو المجد ولا ننسى الظرف الحرج الذى تسلم فيه قيادة الفريق. *الريس مامون النفيدى أبدى تفاؤله بتشريف اللواء ركن عبدالرحمن الصادق المهدى مساعد رئيس الجمهورية للقاء ،وطالبه بالحضور الدائم لمباريات الفريق ونرجو أن يقدم النادى الدعوة له ليرافق الفريق الى مدينة الاسماعيلية .