وسط اقبال وصف بالضعيف انتهت المرحلة الاولي من اجراءات العملية الديمقراطية لانتخاب والٍ لولاية القضارف خلفا لكرم الله عباس الشيخ الذي اجبر علي الاستقالة منتصف هذا العام ، واستفاقت القوي السياسية من سباتها وبدأت تولي الامر اهتماما لم يصل بعد مرحلة اكتمال الرؤي حول موقفها النهائي من العملية الانتخابية. وكانت المرحلة الاولي المتعلقة بتحديث وتصحيح السجل القديم الذي حوي 496 ألف ناخب ،قد استمرت لثلاثة أيام عبر 265 مركزا ، ووصف مراقبون الاقبال من قبل المواطنين والاحزاب بالضعيف ،الا ان رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية مولانا صالح ادم سبيل كشف في حديث ل«الصحافة» عن توقعاتهم بارتفاع السجل الي مايقارب الخمسمائة وعشرة آلاف ناخب ، مشيرا الي ان المرحلة الاولي استهدفت تسجيل من وصلوا الي السن القانونية لممارسة حقهم الديمقراطي ،بالاضافة الي حذف اسماء الذين فارقوا الحياة ،وقال ان مرحلة التحديث انتهت وان الاجراء الثاني قد بدأ وهو المتعلق بالاعتراضات علي السجل الجديد ،مبينا عن انتهاء المرحلة الثانية في الفاتح من ديسمبر وتليها مرحلة اعتراضات اخري بعد نشر الكشوفات بعد التعديلات حسب اللجنة القانونية التي ستنظر في الاعتراضات ،مشيرا الي ان الكشف النهائي للناخبين سيرفع الي المفوضية القومية للانتخابات في السادس والعشرين من شهر ديسمبر، وفي اليوم السابع والعشرين من ذات الشهر يتم فتح باب الترشيحات حتي الثالث عشر من شهر يناير ،لافتا الي ان يوم 14 من ذات الشهر هو اخر موعد لسحب الترشيحات ،مبينا ان استمرار الحملة الانتخابية في حالة عدم فوز مرشح بالتزكية لمدة 46 يوما ،لتجري بعد ذلك عملية الاقتراع في السادس عشر من شهر مارس. ولكن رغم بدء اجراءات العملية الانتخابية الا ان المشهد السياسي بالقضارف يبدو غير واضح المعالم ولم تتبلور رؤي الاحزاب بما فيها المؤتمر الوطني الذي ورغم اهتمامه بالمرحلة الانتخابية الاولي الا ان هناك توجسا وتوقعا من ان يحدث اختيار المركز لمرشح الحزب من القائمة الخماسية التي رفعت له وضمت الضو الماحي،مبارك منير،عبد الله عثمان ،محمد أحمد الهادي ويونس عبد الله ،ردود افعال رافضة لاختيار المركز تقود لانقسام كالذي حدث في انتخابات 2010 التي شهدت بروز تيار داخل الحزب مناوئ لكرم الله عباس الشيخ ،وهنا يقلل رئيس امانة الانتخابات بالحزب الحاكم بالقضارف ابوبكر دج من هذه المخاوف معتبرا ان الحزب يشهد استقرارا كاملا ،وقال في حديث ل«الصحافة» ان الجميع سيقف بقوة خلف من يقع عليه الاختيار . تأكيد القيادي بالمؤتمر الوطني علي توحد صف الحزب ربما جاء علي خلفية الاهتمام الكبير الذي اولاه الحزب للمرحلة الاولي من الانتخابات ،ويعود ابوبكر دج للاشارة الي ان تقارير لجانهم في عدد من المراكز اوضحت ان المؤتمر الوطني نجح في اضافة 18 ألفا من عضويته لكشف الناخبين ، وهذا يعتبره دليل نجاح وتأكيدا علي تماسكهم ، معتبرا ان انشغال مواطني الولاية بالحصاد اثر نسبيا في عملية التسجيل. في المقابل فان مارشح عن انباء تفيد باعتزام القيادي البارز بالحزب وامين الامانة الاقتصادية الامين عبد اللطيف البدوي الترشح مستقلا لمنصب الوالي توضح ان الحزب الكبير ربما يواجه صعوبات اذا صحت هذه الانباء ، فالبدوي يعتبر قائد تيار الاصلاح بالحزب وله مناصرون ، وبخلاف احتمال اقدام البدوي علي خطوة الترشح ،تتناقل الاوساط السياسية عن تململ وسط شريحتي التجار والمزارعين المنتسبين للحزب الحاكم ،والذين تشير مصادر الي اجرائهم مشاورات مع بعض القوي السياسية للاتفاق علي مرشح مستقل يحظي باجماع كل اهل القضارف ،وهنا ينفي امين امانة الانتخابات بالوطني هذه الانباء،مشددا علي انها احاديث عارية تماما من الصحة ،مؤكدا علي ان شريحتي التجار والمزارعين لهم ادوار فاعلة ومؤثرة داخل الحزب،واردف «نثق ثقة عمياء في عضويتنا التي لا يوجد وسطها متفلتون، والحزب حاليا اكثر تماسكا». علي صعيد القوي السياسية الاخري اعلن حزب الامة القومي عن عدم خوضه الانتخابات ،فيما اشارت مصادر الي ان عددا من الاحزاب المعارضة اتفقت علي ترشيح القيادي بالاتحادي الاصل رمزي صالح لمنصب الوالي ،الا ان الامين العام للمؤتمر الشعبي عبد القادر محمود وقبل الاشارة الي موقف القوي السياسية يرجع ضعف الاقبال علي المرحلة الاولي للانتخابات الي اصابة المواطن بالاستياء جراء الأزمة الاقتصادية التي جعلته بحسب محمود يلهث وراء «لقمة العيش» غير عابئ بالانتخابات التي يعتبرها غير ذات جدوي وانها ستأتي بذات الوجوه الحاكمة ،وعن موقفهم من الانتخابات اشار في حديثه ل«الصحافة» الي ان القوي السياسية ماتزال في طور المشاورات والتحاور ،وقال انهم لم يحددوا بعد المرشح الذي ستدعمه القوي السياسية ، الا ان الامين السياسي للمؤتمر الشعبي يشير الي ان هناك تيارات مؤثرة في الولاية تضم اعدادا كبيرة من شرائح مختلفة مثل التجار والمزارعين تبحث بصورة جادة عن شخصية وطنية يتفق عليها كل اهل القضارف يتم تقديمها لمنصب الوالي ،وقال ان حزبه لم يقرر في امر المشاركة في الانتخابات الا انه سيعمل علي الاستفادة من اجواء الحرية التي ستتيحها الحملة الانتخابية للمطالبة باسقاط النظام. وغير بعيد عن ذلك ربط مراقبون غياب والي الولاية الاسبق كرم الله عباس عن محافل الحزب بالولاية والمركز والحركة الاسلامية بتحركات شبابية نشطت الايام السابقة في اقامة دورة رياضية الغرض منها تكريم الوالي الاسبق وذلك بحي ديم النور ،حيث اعتبر المراقبون ان الامر لم يأت صدفة وربما يكون مقدمة لترشيح كرم الله لمنصب الوالي ،واذا حدث ذلك وبحسب متابعين فان اوراق الانتخابات ستتبعثر وذلك للمكانة التي يحظي بها الرجل ،الا ان مصدرا بالقضارف قريبا من عباس اشار الي ان الوالي السابق لم يعلن بصورة رسمية ترشحه وانه «متردد»،غير ان هذا المصدر قال ان كل الاحتمالات تبقي مفتوحة. ويري المحلل السياسي والاستاذ بكلية علوم الاتصال بجامعة الجزيرة مهند علي محمد نور ان ضعف الاقبال علي المرحلة الاولي للعملية الانتخابية جاء نتيجة للغموض الذي يكتنف العملية برمتها، مشيرا في حديث ل«الصحافة» الي ان عدم استعداد الاحزاب وضعف رؤية منظمات المجتمع المدني المناط بها المراقبة ،بالاضافة الي ضعف الاعلام فيما يتعلق بتوضيح جدول الانتخابات ، بالاضافة لعدم وضوح موقف القوي السياسية من المشاركة في الانتخابات او مقاطعتها ،وقال ان هذا الامر يعتبر من مهددات سير العملية الانتخابية ،لافتا الي ان اختيار مرشح المؤتمر الوطني ستؤثر عليه الكثير من الاوضاع والملابسات القومية التي تتطلب ترتيب البيت داخل الحزب ولائيا وقوميا قبل اختيار مرشح الحزب للانتخابات.