٭ يزورني الكثير من الشباب والشابات.. من الخريجين من مختلف الكليات الجامعية.. ويشكون مر الشكوى.. الذين ظلوا في رصيف انتظار الوظيفة عبر لجنة الاختيار المركزية والولائية.. والذين يبحثون عن عقودات العمل والتأشيرات في الخارج.. وضمن هذه الزيارات قصص لحالات لا تصدق او لا تعقل.. ان يظل الخريج لمدة سبع وعشر سنوات في انتظار الفرصة.. وان وجدها او وجدتها تظهر معيقات أخرى. ٭ يوم الثلاثاء الفائت زارتني مجموعة من طالبات جامعة الخرطوم يطلبن بعض المعلومات عن وضع المرأة ودورها في الصحافة السودانية.. وبالطبع تشعب الحديث ووصل الى حال الصحافة في عموميته وحال سوق العمل أمام الخريجين في مختلف الكليات العلمية والادبية.. ٭ وقالت إحداهن نحن نناقش فرص العمل الآتية.. لكن ماذا نفعل للحكومة وهى تعلن ان ليس لديها وظائف للأطباء وعليهم ان يبحثوا فرص عمل في الخارج.. وهنا كانت أمامي صحيفة الصحافة وأنا أطالع فيها خبرا يقول 136.57 مهاجرا غادروا البلاد.. معظمهم من الأطباء وأساتذة الجامعات وقبل أن أطلع قراء صدى على تفاصيل الخبر اتساءل.. هل وصلت الخدمات الطبية الى كل أنحاء السودان حتى تصبح لنا عمالة فائضة من الأطباء ونحن البلد النامي الذي تمرح وتسرح فيه أمراض التخلف والفقر.. وهل نسبة التعليم بلغت عندنا نسبة المائة في المائة حتى ندفع بكوادرنا التعليمية الى خارج البلاد.. الخبر يقول: أشار تقرير حكومي صادر عن وزارة العمل الى تزايد معدلات الهجرة وسط السودانيين خلال العام الحالي وبلغت خلال العشرة أشهر الماضية حوالي 13657 مهاجراً موضحاً أن الكوادر الصحية والتعليمية هى الأكثر هجرة.. حيث بلغ عدد المهاجرين من الأطباء 8205 خلال الخمسة أعوام الماضية بينما بلغ عدد المغادرين من المهن التعليمية 2001 معظمهم خلال العام 2102.. وأكد التقرير أن هجرة الاختصاصيين والعلميين خلال الخمس سنوات الماضية تشكل هاجساً لدى الحكومة بعد أن بلغت 70441 مهاجرين. ٭ وأرجع تقرير قدمته وزيرة الموارد البشرية آمنة ضرار لمجلس الولايات أسباب تزايد الهجرة لضعف الاجور وقلة فرص العمل وتزايد العاطلين بجانب انفتاح ومغريات سوق العمل في الدول المستقبلة للمهاجرين.. فضلاً عن السعي للحصول على موارد مالية من العملات الصعبة.. ولفت التقرير الى الزيادة المتوالية للهجرة السنوية للكوادر إذ بلغت ذروتها بحسب التقرير في العام 2102 وغادر نحو 13657 سودانياً مقارنة 23001 مهاجراً خلال العام 8002 بنسبة زيادة 456%. ٭ ونوهت الوزيرة الى أن هجر الاختصاصيين والعلميين هى الأكثر أثراً على حركة التنمية في السودان تشهد تصاعداً مستمراً واعتبرت الوزيرة ذلك تهديداً مباشراً لقطاع التعليم العالي حيث بلغ عدد المهاجرين من أساتذة الجامعات حوالي 2001 استاذ جامعي مقارنة ب 12 أستاذا في العام 8002. ٭ وأقرت الوزيرة قائلة هناك مشاكل تواجه بعض المهاجرين السودانيين حتى سفارات السودان بالخارج لا يمكن ان تحلها وطالبت بتأسيس ملحقيات عمالية بالخارج لمعالجة قضايا السودانيين العاملين بالخارج. ٭ من جانبه طالب عضو المجلس بدوي الخير ادريس وزارة الموارد البشرية باجراء دراسات لاوضاع السودانيين بالخارج كما طالب بالاسراع في إبرام اتفاقيات السلام بعد أن خرج الكثير من السودانيين بسبب النزاعات المسلحة وإنهاء النزاع المسلح كي يتجه السودانيون الى التنمية والبناء وحتى يتعافى الاقتصاد كما دعا الى فتح مجالات العمل للراغبين في الهجرة باعتباره حقاً شرعياً للانسان. ٭ هذا ما جاء في تقرير الدكتورة آمنة ضرار وزيرة الموارد البشرية.. وهو حصاد متوقع للسياسات الاقتصادية والتعليمية طوال فترة حكومة الانقاذ.. فهل رصد المحصلة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية يكفي؟؟ ام الأمر يحتاج الى أكثر حتى لا يهاجر الشعب السوداني كله.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هذا مع تحياتي وشكري