أعلن معتمد الخرطوم عمر ابراهيم نمر منذ اكثر من تسعة شهور بدء تنفيذ استراتيجية المحلية نحو تطوير وسط المدينة بمشاركة مختلف التنظيمات والشرائح العاملة في مركز المدينة الذي يمتد من شارع النيل حتى السكة الحديد ومن المقرن حتى شارع الطابية. وقال المعتمد ان تطوير وسط الخرطوم جاء في اعقاب مؤتمر جامع عقدته المحلية وبمباركة (22) شريحة اجتماعية عاملة بالسوق العربي والافرنجي. ولفت المعتمد الى بدء تنفيذ التطوير باضاءة وسط الخرطوم التي اكتملت - على حد قوله - بنسبة (60%) لينتقل المعتمد للحديث عن تنظيم شريحة الباعة الفريشة وهي فئة تعتبر من اهم مكونات السوق الرئيسة ، واذكر ان الوسائط الاعلامية قد نقلت كل تلك البشريات للناس خاصة ان وسط المدينة يظل احد ابرز المواقع التي تحتاج للرصد الدقيق والمعالجة في كل الخدمات بدءً بمواقف المواصلات وانتهاءً بدورات المياه العامة وخطوط الصرف الصحي دائمة الطفح . الآن وبعد ما يقارب العام وفي قراءة متأنية لواقع مركز العاصمة نجد ان المحلية قد فشلت بدرجة الامتياز في تحقيق أي من وعودها حتى على مستوى الاضاءة الليلية ،فالعابر لطرق المدينة ليلا يلفت نظره حالة الظلام الدامس لاهم طرق وشوارع المدينة وحتى تلك التي تحظى بكثافة المرور سواء من المشاة او مواعين النقل تفتقر الى الاضاءة الليلية ما يبذر الخوف في قلوب المارة ، وكلما مررت بشوارع العاصمة ليلا اتذكر ذلك التقرير الذي اعده احد مكاتب صندوق النقد الدولي واشار فيه الى ان منطقة جنوب الصحراء هي الاكثر ظلاما على سطح كوكب الارض وبرغم ان مسئولي الكهرباء بالبلاد في عهدي المهندس مكاوي محمد عوض المدير العام السابق للهيئة القومية للكهرباء والوزير اسامة عبدالله وزير الكهرباء والسدود قد اقسما جهد ايمانهما على الخروج بالبلاد من دائرة المنطقة الاكثر ظلاما حول العالم من خلال اضافة انتاج الكهرباء ليتجاوز الثلاثة آلاف ميقاواط بدلا من ثلاثمائة ميقاواط الا ان محلية الخرطوم تأبى الا ان تبقينا مع الجماعة جنوب الصحراء رضي من رضي وأبى من ابى وهو توجه يدل على عمق الازمة .. ازمتنا في وضع الاولويات وازمتنا في كيفية اختيار من ينفذون تلك الاولويات. لقد اكدت محلية الخرطوم قبل شهور انها تعاقدت مع احدى الشركات لانشاء جملونات ووحدات عرض لعدد (200) وحدة للباعة والبائعات من الفريشة بمنطقة السوق العربي وحول الجامع الكبير ومجمع الذهب، والآن بعد مرور شهور من بداية تطوير وسط المدينة فإن الصورة الكلية يشكلها الباعة المتجولون والفريشة، ولا تبدو معالم التغيير التي تطرحها المحلية واضحة، وحتى وحدات العرض التي تم نشرها لا تحمل ملامح التطوير.