عقد حزب الأمة القومي مساء الاول من امس بداره بامدرمان «ندوة الأربعاء» بعنوان: (السودان إلى أين) تحدث فيها رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي الذي اوضح في مستهلها اسباب غيابه لمدة ثلاثة أسابيع عن الوطن للرد على بعض الناس الذين قالوا إن هذه الزيارة كانت جزءا من عملية تغطية، وقال انه قدم ثلاث محاضرات استغرقت اسبوعا اثنتان منها بجامعة اكسفورد بلندن والثالثة بارتريا حول مصير العلاقة بين ارتريا واثيوبيا، وقال انه حينما جاء للقاهرة وجد ان الموقف في مصر لا يمكن مغادرته. فمكث بها سعيا لوقف الفتنة في مصر والتقى باطراف النزاع الذين استمعوا اليه، ليدلف بعدها الى سؤال الندوة: السودان إلى أين؟ في اجابته اكد ان السودان إلى فجر جديد ونظام جديد حتماً إن شاء الله. واشار الى ان الدليل واضح ولا يحتاج للكثير لأنه حينما ترى نظام برئة معطلة والقلب معطل والشرايين مسدودة والمسائل كلها تدل على أن هذا الوضع وصل لنهايته ليس بكلامنا بل بكلامهم. وجدد المهدي موقف حزبه الرافض للعنف وقال انهم ليس لديهم أي أمل ولا طريقة ولا صلة بأية حركة انقلابية وهذا موقف أصولي. وقال انهم اتخذوا سبيل العنف مرتين. الاولى في مواجهة نظام نميري لانه عمل ما عمله في الجزيرة أبا وودنوباوي اما فيما يتعلق بالنظام الحالي أيضا النظام الحالي أقفل الدروب كلها وعمل عملاً كبيراً لئلا يكون هناك أي شيء. ويطرح المهدي السؤال: كيف يحدث تغيير؟ ويقول ان هناك سيناريوهات وطرق مختلفة. كل القوى السياسية الآن متفقة على الاتفاق على النظام البديل، واشار الى ان حزب الأمة اقترح ما هو البديل في كل الجوانب: العلاقة مع الجنوب، كيف ننهي الحرب في جنوب كردفان، كيف ننهي الحرب في جنوب النيل الأزرق، كيف ننهي الموقف في دارفور، والاقتصاد وكل الملفات. نحن يجب أن نتفق فلا يمكن أن يحدث التغيير بدون بوصلة مثلما حصل في كل مناطق الربيع العربي، فكل مناطق الربيع العربي قطعوا الرأس وما وضعوا البديل، لذلك نريد قبل ان يحصل اي تحرك أن نتفق على هذا البرنامج البديل ليشمل كل شيء وممكن نتفق عليه ونوقع عليه: كل القوى السياسية وحملة السلاح المدنيين والسياسيين كلهم لنكون اتفقنا على البوصلة هذه هي البوصلة. وقال المهدي انهم حينما يقولون نريد اتفاقا ليس للانضمام للنظام أو الاشتراك معه وقال ان كل هذا كلام فارغ، واشار الى انه منذ 24 مارس 2011م قدم للرئيس البشير اقتراحا محددا جدا مفاده أنه لا حل أصلا إلا أن الاتفاق على رئيس وفاقي وحكومة انتقالية ببرنامج قومي، وقال ان هذا الكلام مكتوب. واضاف «الآن يمكن أن نتفق، وهذا حصل في بلدان كثيرة أجرت عملية تحول ديمقراطي وحكومة جديدة ونظام جديد وبرنامج جديد متفق عليه. هذا ممكن أن يحدث، لكن واضح جدا أنه ممكن ألا يحدث»ما يبقى»». وتناول المهدي المؤتمر الاخير للحركة الاسلامية وقال ان كل من يقرأ الحوادث يعلم أن المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية واضح فيه ان الاغلبية محتجة على ما هو سائر وكل الاجراءات، وقال «نحن طبعا لدينا من داخلهم معلومات كافية. اليوم يناشدوني، قالوا يناشدون الصادق ألا يتدخل في شئونهم وصفوفهم: والله، الفيك بدربو، لكن التسوي كريت تلقاه في جلدها. الحالة دلوقتي حالة كريتية، ليس لدينا فيها دخل. لكن الناس في المؤتمر الوطني مواطنون وفي القوات المسلحة مواطنون، شايفين البهدلة الفيها البلد وشايفين أنهم يدفعون الثمن في هذه البهدلة وممكن يتحركوا. ما غريبة أبدا أن يكون هناك تحركات واسعة جدا داخل المؤتمر الوطني معترضة ورافضة، الذين كتبوا المذكرات اقلية وهناك ناس لم يكتبوا المذكرات ولكن مليانين بمفاهيم تطلّع للإصلاح، وهؤلاء لا يريدون أن يتآمروا لكن شايفين بلدهم لأين تسير، والمغالطات والأكاذيب والاختلاف». واشار الى انه في مؤتمر الحركة الاسلامية كتب لهم مذكرة مفتوحة «وقلت لهم هذا ادعاء لا معنى له فالاسلام في السودان معروف من أدخله ونشره ودور الحركة الصوفية ودور الحركة المهدية ودور كل هذه الحركات في تثبيت الإسلام في السودان. هم ممكن أن يضيفوا لأنفسهم معنى ولكن لا يمكن يحتكروا هذا كله بأنهم هم الذين جاءوا بالإسلام للسودان». وعن المحاولة الانقلابية قال المهدي انه لا يستطيع أن يعطي معلومة واشار الى ان ما حصل في المحاولة الأخيرة كان انقلابا او محاولة انقلاب، واضاف «لا يسأل الناس على الأعراض لو صار شخص يكح ويشكو من وجع راس وحمى، ممكن يقولوا وجع راس يداوى باسبرين والكحة بقرض والحقيقة هذا سل متقدم لا ينفعه الاسبرين والقرض لا بد من علاج أساسي». وقال ان هؤلاء الضباط الذين اعتقلوا هم «المصارين البيض بتاعة النظام» ولا شك اذا صارت شاكية معناها الجسم مريض جدا جدا. واضاف «هذا الكلام العنتري نسوي ليهم ونفعل لهم لا يجدي. نحن لا نعرف فكر هؤلاء الناس أو غرضهم، ولكن اعتقد أنهم يعبرون عن حالة السخط العامة وهي في كل أوساط الحكام والأوساط المختلفة فهي ليست حاجة غريبة هناك مشكلة حقيقية». وقال انهم بدلا عن النظر في المشروع البديل الذي يأتي بالسلام والتحول الديمقراطي بإجماع السودانيين يتحدثون عن الانتقام من زيد وعبيد ليمثلوا بهم. حقيقة هؤلاء الناس حتى لو كانوا عملوا ما قيل لما فارقوا السنة: سنتهم نفسها «أي الانقلاب»: لا تجزعنَّ من سيرة أنت سرتَها وأولُ راضٍ سنةً من يسيرُها وقال ان أي انسان يخطيء بالعدل يعاقب. لكن القضية هي ما وراء الكحة: السل لا بد النظر ليس للأعراض إنما للمرض الحقيقي، وهذا يقتضي النظر للمرض وليس العرض من كحة وتفاف جاف هي اعراض: السل هو المحتاج للعلاج. ولذلك نقول يجب الاعتراف بان هناك سل في درجات متأخرة. وشدد المهدي على ان أن السودان لديه فرصة أن يجري إجراءً استباقيا لتحقيق الربيع السوداني وهذا ممكن، ولكن إذا تأخر كل الراغبين في التهديف في «القون» سوف يشوتون، بفاولات أو بغيرها. وقال «نحن نريد بقدر الإمكان إجراء استباقي لكي يأتي الجميع معنا في بناء الوطن وهذا ممكن: حل مشكلة جبال النوبة: جنوب كردفان، حل مشكلة دارفور.. الخ، ممكنة بتوافق واتفاق السودانيين ولكن بالعناد والانفراد لا شك أن الساحة السودانية ستتحول لساحة مواجهات لا أول لها ولا آخر». وعن سؤال بعض الناس: لماذا لم ينتفض السودانيون؟ قال المهدي ان كل هذه الحركات انتفاضات: الحركة المطلبية انتفاضة، حاملو السلاح انتفاضة فهم شباب السودان يعبرون بصورة أو أخرى عن سخطهم، وقال «نريد تجميع الجميع في موقف واحد ونعتقد إن شاء الله نحن وزملاؤنا كلنا في هذا العمل الوطني المشترك نتفق على صيغة مشتركة للبوصلة البديلة للسودان». وقال ان الطريقة سهلة جدا ف «حينما نتفق على هذا ندخل نحن اعتصام في السوح الميدانية كلها وكل الزعامات المختلفة لازم تكون قدام الناس في هذا المشهد على أساس ان هذا هو الطريق الذي يعطي بديلا افضل، حللا بالايد ولا حللا بالسنون».