في استطلاع «محدود» أجرته «الصحافة» حول هدوء التسجيلات وغياب التنافس فيها وضعف الاقبال عليها فقد أجمع عشاق كرة القدم على العديد من الأسباب التي جعلت موسم انتقالات اللاعبين يأتي باردا هذا الموسم وخاليا من الاثارة، إذ اتفق المتحدثون على خمس نقاط قادت الى هذا الوضع، حيث قال المهندس مرتضى هاشم القطب الهلالي المعروف ان الاتفاقية التي تمت بين رئيسي ناديي الهلال والمريخ كان لها كبير الأثر في أن تأتي التسجيلات هادئة وخالية من المزايدات، مشيرا الى أن قلب الاتفاقية وأساسها قام على ألا يقدم أي من الطرفين على مفاوضة أي لاعب من الطرف الآخر الشيء الذي جعل اللاعبين أمام طريق واحد، اما الموافقة أو البحث عن خيار أضعف، أي بعيدا عن القمة. وأشار في حديثه للصحافة الى أن هذا الاتفاق عاد على الناديين بفوائد عديدة أولها توفير المال والابتعاد عن المهاترات والمشاحنات الشيء الذي أدى الى غياب الوسيط «السمسار» الذي كان يتحكم في مسار التسجيلات. أما الأستاذ مهدي عليان «الصحافة» فقد أرجع الهدوء العام الذي ساد «سوق اللاعبين» يرجع الى ندرة المواهب وتعامل المسؤولين في الناديين الكبيرين بالعقل والحكمة بعيدا عن الانفعال والتهور والسعي لتطبيق مبدأ الكمية على حساب النوعية، وأضاف أن الأزمة المالية التي يمر بها الطرفان أطلت برأسها على هذا السوق الشيء الذي جعل العرض أكبر فيما كان الطلب أقل وهذا ما أضعف السعر العام للاعب، على عكس ما كان يحدث في السابق عندما كانت الادارتان تتعاملان بنظرية «الكاش يقلل النقاش». الكابتن حسن حسين نجم هلال بورتسودان السابق ولاعب المقرن المعروف وعضو مجلس ادارة ناديه قال ان السبب الرئيسي في برود التسجيلات وسيرها بصمت يرجع الى الاستقالة المفاجئة التي قدمها رئيس المريخ والذي كان يشكل مصدر قوة للاعبين ولناديه لما يتمتع به من امكانيات فضلا عن سخائه تجاه دعم ناديه. وذكر ان ابتعاد الدكتور جمال الوالي أضعف الحماس حتى لدى اللاعبين فيما أتى بالتروي والهدوء على النادي المنافس «الهلال». الأستاذ عبد الحميد عبد الغني قال ان من الاسباب التي قادت الى هدوء التسجيلات ندرة المواهب أو البدلاء الذين يستحقون السباق عليهم والتنافس من اجل توقيعهم، مشيرا الى أن مصدر حرارة سوق التسجيلات ينبع من أندية الدولار، وبما أن النجوم الجدد يحتاجون الى خانات شاغرة وبعد أن رجع الاداريون لتحكيم العقل فقد رأوا الحقيقة مجردة وهي أن اللاعب الذي يودون شطبه هو الأفضل من حيث المستوى والتطور فضلا عن التعود من سابقه الجديد والذي يحتاج لفترة ليثبت وجوده، غير ذلك فان مستواه أضعف من الذي سيحل محله، ولهذا فقد كان من الطبيعي ان يسارع طرفا القمة باعادة نجومهما الذين انتهت فترة قيدهما بدلا من تسجيل الجديد المجهول.