الدعاء لك بكل خير وبعد لا يخالجني أدنى مراء في تسيد شطب كابتن الهلال هيثم مصطفى الشهير بسيدا من قائمة سجل الهلال، قائمة أحاديث الرأي العام الرياضي بالبلاد، من واقع الهالة الكبيرة التي ارتسمت حوله من قبيل أمة الهلال وجماهير الموج الأزرق التي شدما فتنت بوجود هيثم على مدى عقدين من عمر الزمان إلا قليلاً، أبلى فيها البرنس كثيراً وأخفق أيضاً فيها بما يوزاي إنجازاته، بل يفوق إنجازاته بالمستطيل الأخضر. وأنا هنا ليس في مقام إجراء جرد حساب لمسيرة اللاعب ما لها وما عليها، بل وددت بإطلالتي عبر نقاطك الساخنة مناقشة أمر شطبه، فبدءاً أقول إن هيثم مصطفى ليس لاعباً في سيرك ومسيرة الهلال العتيقة منذ انطلاقها، لأجل هذا وكونه لاعباً مقيداً بسجل الهلال الحافل ينبغي أن يكون خاضعاً وملبياً ومتقيداً بكل ضوابط النادي التي لا تنفك عرواها الوثقى لأحد وتنقبض عند الآخرين تشديداً وتزمتاً، فما جرى للبرنس ليس مخالفاً لنواميس الشؤون الفنية والإدارية بالهلال، وهذه حقيقة لا بد من التأمين عليها ابتداءً سواء طالت يد قرارات النادي الفنية والإدارية البرنس أو خلافه من اللاعبين، لجهة أن مؤسسية الهلال يتوجب أن تتنزل على كل أحد حتى تسود وتعم هيبة المكان وتتغلغل في حنايا أي منتسب إليه، مع الاحتفاظ بالمقام لكل أحد في الثغرة التي يخدم فيها الهلال. صحيح أن هيثم مصطفى قدم للهلال على مدى «17» عاماً عصارة جهده حتى أوشك أن يبلغ الأربعين من عمره، ومع ذلك يود التشبث والتنطع بالقدرة على العطاء، واهماً أنه مازال قادراًَ على الأداء الكروي بالمستطيل كما كان في عشرينيات عمره المديد بإذن الله، غير أن كل الإرهاصات تؤكد أن البرنس قد وقع في نسيج فخ ثلة من أبناء الهلال أرادوا أن يجعلوا منه صورة مستنسخة من حصان طروادة لبلوغ أهدافهم وتحقيق أمانيهم الذاتية بالوصول إلى سدة إدارة النادي أو على الأقل ذهاب مجلس الإدارة الحالية بالسعي الدائم لاختلاق المشكلات وإثارة البلبلة والفتن في حمى النادي العريق، وما درى البرنس أن بصنيعه الأخير هذا فقد كثيراً من بريق القيادة ومسح الصورة الزاهية المرتسمة والمتربعة في خيال كل هلالي عنه خلال مسيرته المديدة التي أعطى فيها للهلال، مما حمل الغالبية العظمى من جماهير الموج الأزرق على الصفح عن كل ما يبدر منه من هنات لا يتوقع صدورها عن قائد فريق في قامة الهلال، وما أكثر الأمثلة والبراهين على ذلك فهي على قفا من يشيل، ومع ذلك يبدو أن البرنس قد توهم أنه أكبر من الكيان، ونسي أنه مجرد لاعب، فإن تم تشطبه لن تقف الدنيا بالهلال، وكم حزَّ في نفسي وضع البرنس نفسه في مقارنة غير متكافئة بينه وبين الهلال الكيان الممثل في مجلس إدارته المنتخب الذي لم يأتِ بالتعيين حتى يؤخذ عليه وينتقص من قيمته. فكم وددت خالصاً لو أرسى البرنس نهجاً في الأدب في محراب الهلال، بابتعاده طوعاً عن المستطيل وإخلاء خانته لمن بعده حفاظاً على تأريخه الممتد، لا أن يكتب بيديه ذهابه غير مأسوفٍ عليه على الأقل عند فئة ليست قليلة من أمة الهلال ترى وتتيقن تماماً أن الهلال الكيان أكبر من كل منتسب إليه، وإن لامست إنجازاته عنان السماء. فأرجو أن يُسدل الستار على قصة البرنس بالخروج بجملة من العبر أنه لا كبير على كيان، وأن السيادة والقيادة للمؤسسية والشرعية في أية مؤسسة رياضية بالبلاد. أخوك محمد صديق أحمد