تناولنا قبل أيام حكاية المريض محمد عثمان بشير وقلنا انه ظل ينزف لساعات طويلة امام غرفة العناية المركزة بمستشفى البقعة وروينا كيف كانت المماطلة من قبل المشرف على وحدة العناية المكثفة اذ ظل المريض راقدا على النقالة امام باب الوحدة والدماء تنزف منه في وقت كان السبب في عدم اسعافه هو ان العاملين بالوحدة جعلوا منه اداة ضغط على ادارة المستشفى لصرف حوافزهم . ما نريد قوله ان محمد عثمان بشير قد مضى في رحاب الله اذ وافته المنية داخل العناية المكثفة بعد ان نزف كثيرا من دمائه الطاهرة وكان السبب الرئيس للوفاة هو فاقد الدم الذي نجم عن عدم اسعافه وادخاله العناية المكثفة اضافة لعوامل اخرى منها ان الاخصائي كان قد طلب توفير الصفائح الدموية حتى تساهم في وقف النزيف وذلك منذ الساعة السابعة صباح الخميس ليتحرك ذووه من المتبرعين بالدم نحو المعمل القومي (استاك) لاجراء اعمال الفحص ومن ثم التبرع وقد تم ذلك في وقت وجيزغير ان تلك الصفائح ومع اهميتها في وقف النزف لم تصل الى المستشفى حتى لحظة وفاة المريض عند الثامنة والنصف مساء ما يعني تأخرها لاكثر من (13) ساعة لمريض ظل ينزف طيلة هذه الساعات.واللافت ان غرفة الانعاش كانت تفتقر حتى للكمامات التي تقي العدوى ولم تكن هنالك انابيب للاوكسجين وعندما عمد العمال الى احضار الانبوبة كان المريض قد فارق الحياة؟ تري الى من نتوجه بالقاء اللوم الذي يصل درجة التجريم ؟ في ذمة من ذهبت روح محمد عثمان بشير ؟ هل هي ادارة المستشفى ؟ ام هي وزارة الصحة التي تمنح التراخيص لهكذا مؤسسات تفتقر للمؤسسية والمسئولية معا ؟ ام ان المسئول عن استمرار نزف محمد عثمان بشير حتى الموت هو ذلك المشرف على تلك الغرفة البائسة المسماة زورا وبهتانا بالعناية المكثفة . ان اطفال محمد عثمان بشير وهم زغب الحواصل الذين غشيتهم مصيبة الموت يتساءلون ما جزاء من اورد اباهم اسباب الموت بسبب اهمال هنا ولا مبالاة هناك واقول لصغار محمد عثمان بشير (عثمان - الزين - وائل ) وللصغيرات (دعاء وداليا) لكم الله نبتهل اليه في ان يخفف مصابكم وان يتقبل والدكم الشهيد قبولا حسنا وعندما نقول شهيداً فاننا نحسبه كذلك فقد مضى بسبب الاهمال واللامبالاة كشأن العامة من اهل بلادي. مع بالغ عزائي للاسرة المفجوعة وللزميل زين العابدين محمد محمود في مصابهم الجلل ولا حول ولا قوة الا بالله