تمسك مجلس السلم والامن الافريقي بإجراء استفتاء لتحديد مصير منطقة ابيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان،وأقر منح الطرفين فرصة جديدة وقرر رفع الموضوع الى القمة الافريقية المقبلة،متراجعاً عن موقفه بإحالة ملف النزاع إلى مجلس الامن الدولي بعد انقضاء مهلة حددها في وقت سابق،ودعا الى اجتماع قمة بين الرئيسين عمر البشير و سلفاكير ميارديت من أجل تسوية العقبات التي قد تعيق تقدم المفاوضات في كل الامور المعلقة، ودعا الى بدء مباحثات فورية بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال على اساس الاتفاقية الاطارية التي وقعت في 28 يونيو. وتقاطعت مواقف الخرطوموجوبا أمام مجلس السلم والامن الافريقي الذي عقد ليل الجمعة في العاصمة الاثيوبية أديس، إذ طلب وزير الخارجية علي كرتي من المجلس عدم احالة الامر على مجلس الامن الدولي، لاتاحة الفرصة الى مزيد من الحوار، وكان كرتي حذر من أن «إحالة القضية الى مجلس الامن ستعقد الامور، وقد تفضي الى نزاع مسلح جديد»،بينما طالب وزير خارجية الجنوب، نيال دينق باتخاذ قرار يتبنى مقترح الوسطاء بإجراء استفتاء في ابيي في»اكتوبر» المقبل لتحديد مصير المنطقة. ودعا ممثلو الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا خلال جلسة مجلس السلم الافريقي، الى احالة القضية «مباشرة ومن دون تسويف إلى مجلس الامن الدولي لاتخاذ قرار ملزم في شأن مقترح الوسيط الافريقي ثابو مبيكي»،لكن ممثلي روسيا والصين ساندا موقف الخرطوم بإتاحة الفرصة امام طرفي النزاع من اجل التوصل الى تسوية. و ذكر وزير الخارجية الجنوبي، نيال دينق، ان بلاده حظيت بتأييد كبير داخل الاجتماعات، ما عدا في مقترح أبيي، الذي وجد عرقلة بحسب تعبيره، قائلا «يبدو ان المجلس اتاح مهلة اضافية للحوار حول أبيي». اما على كرتي، فأبدى تفاؤله بقدرة الخرطوموجوبا على معالجة الخلافات من دون الحاجة الى نقل ملف قضية أبيي الى مجلس الأمن الدولي، مشيدا بجهود الوسيط الافريقي في معالجة النزاع. دعوة لقمة بين البشير وسلفاكير: ودعا مجلس السلم والامن الافريقي الى إجراء محادثات عاجلة بين السودان وجنوب السودان في شأن منطقة أبيي، وقرر احالة الملف إلى اجتماعاته التى ستعقد على مستوى الرؤساء على هامش القمة الافريقية العادية ، في «يناير» المقبل في بإثيوبيا، ووصف البيان، مقترح الوسيط الافريقي ثابو مبيكي في شأن ابيي بأنه «»حل عادل ومنصف وعملي لانهاء النزاع بين البلدين، يأخذ في الحسبان الاتفاقيات القائمة التي ابرمها الطرفان، فضلا عن انه يلبي احتياجات ومصالح المجتمعات المحلية على أرض الواقع»،وأضاف المجلس أيضا أنه ينتظر عقد اجتماع قمة بين الرئيسين عمر البشير و سلفاكير ميارديت من أجل تسوية العقبات التي قد تعيق تقدم المفاوضات في كل الامور المعلقة، ومن ضمنها قضية مصير أبيي الشائكة وقضايا ترسيم الحدود بين البلدين. كما اعرب المجلس عن اسفه لفشل حكومة السودان والحركة الشعبية في عقد مباحثات مباشرة ،كما عبر عن قلقه من تصاعد الاقتتال في جنوب كردفان والنيل الازرق ،مؤكداً انه ليس هناك حل عسكري لهذا الصراع، وان جهود الحل السياسي يجب الا تؤخر ،ودعا الى بدء المباحثات بصورة فورية وبتسهيل من الآلية الافريقية ودعم رئيس ايقاد على اساس الاتفاقية الاطارية التي وقعت في 28 يونيو بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال ،بجانب الاسراع في تنفيذ ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المتأثرة ووقف اطلاق النار بصورة فورية كأولوية قبل المباحثات المباشرة ، وطلب المجلس من الآلية الافريقية تسليم تقرير نهائي حول القضايا العالقة في اجتماع يناير. وفي أول رد فعل لقرار المجلس، ابدت الحكومة اطمئنانها الي ان قمة الرؤساء الافارقة المقرر لها اواخر يناير المقبل ،لن تحيل النزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان بشأن ابيي الي مجلس الامن الدولي . واعرب وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، عن ثقته في قدرة القادة الافارقة علي حسم الخلاف بين الخرطوموجوبا بدون اللجوء الي مجلس الامن الدولي ،واعتبر عثمان، ان كل الاحتمالات موجودة ،لكنه رأي ان الافارقة سيكونون اكثر حرصا على معالجة مشاكلهم داخل البيت الافريقي . واعتبر وكيل الخارجية، ان ملف ابيي لايزال بأيدي الافارقة ولم يتم البت فيه، وكل ما حدث هو احالة مقترح رئيس الوساطة الافريقية ثامبيو امبيكي وتوصياته الي قمة الرؤساء الافارقة في يناير. واكد سفير السودان في اديس ابابا ،عبد الرحمن سر الختم وجود تحول في مواقف عدد من الدول الافريقية تجاه السودان في اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي بخصوص الوضع في ابيي ،وقال «مافي زول وقف في الاجتماع ضد السودان « ،موضحا ان اجتماع المجلس تم في مناخ طيب وشهد تحولاً في مواقف عدد من الدول الافريقية تجاه السودان ،توج بقرار تاريخي يقف ضد احالة المقترح الي مجلس الامن الدولي واعطاء مزيد من الوقت للطرفين للحوار، وفي حال عدم حدوث اختراق تتم احالة الخلاف الي القمة الافريقية في اواخر يناير المقبل، ووصف سر الختم، القرار بالايجابي ،»ويتيح مساحة لتبادل الاراء وحل المشكلة في البيت الافريقي. جوبا تتجه لتقديم شكوى ضد الخرطوم: علمت «الصحافة»، ان دولة جنوب السودان تعكف في اعداد شكوي للامم المتحدة ضد السودان تتهمه فيها بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق الامني الموقع بين البلدين بطرح اشتراطات خارج بروتوكول اديس ابابا. واوضح مصدر مطلع، ان الشكوي التي تعتزم جوبا الدفع به للامم المتحدة عبر الاتحاد الافريقي، تتهم الخرطوم بالتلكؤ في انشاء آلية الشكاوي والمراقبة بين البلدين، بالاضافة الي ادراج اشترطات غير موجودة باتفاق اديس ابابا بشأن وقف دعم قطاع الشمال والاعلان عن فك الارتباط بالوثائق والكشوفات التي توضح حجم القوة وتسليحها واماكن تواجدها، اضافة الي عدم رغبة الخرطوم في تطبيق الانسحاب الكامل من الحدود جنوبا وتوقيف المعارضة الجنوبية المسلحة والانسحاب من منطقة كافي كنجي المتنازع عليها.