قال الكاتب الدرامي عادل ابراهيم محمد خير ل(الصحافة) انه بصدد اصدار كتاب يحتوي على مجموعة من مسرحياته القصيرة التي قدمت على خشبة المسرح مثل «الذين عبدوا النهر/ المشي على الجمر/ إلا أن/ سمفونية العناصر الضالة» وذلك توثيقا لابداعه الفني ومساهمة منه في اثراء مكتبة المسرح السوداني. كما أن قناة النيل الأزرق عرضت برنامجا وثائقيا عن أعمال وحياة الأستاذ/ عادل ابراهيم بعنوان خطاوي الشوق وتحدث فيه عدد من الدراميين عن ابداعه الفني ، البرنامج من اخراج الأستاذ دفع الله حامد. ان فكرة التوثيق لابداع وحياة الفنانين فكرة جيدة فهي تساهم في الحراك الثقافي وتنقلنا نقلة كبرى من المشافهة والحكايات المبتورة والمجزأة عن المبدعين إلى حيز آخر هو حيز التوثيق للمبدع من خلال وسيلة اعلامية هامة وهي التلفزيون. كما أن ذلك يساهم في تعريف الأجيال الجديدة بابداع هؤلاء المبدعين وما خطوه في دفتر الزمن من ابداع رسم بالعرق والدموع. وذلك يساهم في تواصل الأجيال فهنالك مساحة بين الأجيال في السودان ويرجع ذلك لعدم التوثيق حتى تنتقل الخبرة بطريقة سلسة من جيل لآخر. لكن التوثيق يجب ألا يتم إلا بعد دراسة متأنية لأعمال الكاتب وحياته ويتطرق إلى جوانب خفية أثرت في حياته وابداعه وألا يهتم بالعموميات والشكليات التي لا تضيف للمتلقي شيئاً. عادل ابراهيم محمد خير كاتب غزير الانتاج وذو خيال شعري شفاف وحس فلسفي يطرح الأفكار العميقة عبر الشخصيات بسلاسة ويسر كأنه يحدثك وحدك من دون الآخرين بحميمية وصدق. كتب للتلفزيون والمسرح والاذاعة وطرح الكثير من القضايا المسكوت عنها في المجتمع. ولامس قضايا شائكة بكل جرأة كقضية المرأة في مسرحية (عنبر المجنونات) والتشرد في مسلسل «الاقدام الحافية» والجريمة التي هزت الضمير الانساني كمسلسل (الشاهد والضحية). يقول في مسرحية الرقص على الجمر: «وهل عرف العلم الفرق بين جمال نجمة حائرة في غسق الفجر وجمال زهرة مهدلة الشعر على سطح بحيرة ساكنة». إذاً هو طرح في أعماله الابداعية في الاذاعة والتلفزيون والمسرح نزعات النفس البشرية وهي تنوء بحملها الثقيل وتحاول ألا تسقط تحت هذا الحمل.. فرسم بقلمه الارادة الانسانية وهي تواجه قدرها وتحاول وتحاول.. إلى أن تنتصر في النهاية. ان خطاوي الشوق تتجه ناحية المستحيل والأبواب المغلقة التي لا تفتح إلا لمن عرف معنى الانسانية وحاول أن يرسم طرقا للآخرين تأخذ خطواتهم إلى بر الأمان ومن هؤلاء الأستاذ/ عادل ابراهيم محمد خير.