شهدت الساحة السودانية العديد من المؤتمرات السياسية والحزبية والعلمية، إلا أن جماعة أنصار السنة المحمدية قد اتجهت مؤخرا لعقد مؤتمرات دعوية لمراجعة الأداء الدعوي للجماعة وتقييم وتقويم العمل الدعوي، وفي هذا الإطار يأتي المؤتمر الدعوي الأول للجماعة بمحلية جبل أولياء الذي جرت فعالياته بالكلاكلة أمس السبت الحادي والعشرين من ديسمبر 2012م، وخاطب المؤتمر كل من نائب الرئيس العام للجماعة الأستاذ كامل بلال، والأمين العام للجماعة الدكتور عبد الله التهامي، ومعتمد محلية جبل أولياء الدكتور بشير أبو كساوي، ورئيس الجماعة بالمحلية الشيخ عوض محمد عبد الله، والأمين العام للجماعة بالولاية الدكتور لواء ركن حامد عبد اللطيف، وأمين الجماعة بالمحلية الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن، وشهد المؤتمر جمع غفير من أعضاء الجماعة وضيوفها. ابتدر الحديث راعي المؤتمر ورئيس الجماعة بالولاية الشيخ عوض محمد علي عبد الله الذي دعا للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله وإلى الوسطية والدعوة بالحسنى، مؤكدا أن أنصار السنة هي اليد اليمنى للدولة وأن الخروج على الحكام لا يجوز، مشيرا إلى أن الجماعة ليست لها عداوة مع أحد ولم تتهجم على أحد بل تعرضت للهجوم عليها أكثر من مرة نافيا أن تكون الجماعة تتلقى دعما من أية جهة مشيدا بمعهد الجماعة بالكلاكلة الذي يخرج سنويا مائة وعشرين داعية مثمنا جهود المعتمد في فتح المجال للدعوة إلى الله. أمين الجماعة بمحلية جبل أولياء الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن حيا جهود الرعيل الأول من الجماعة بالمحلية مؤكدا أن المرأة لها دور في تلقي العلم وحمل الدعوة، معلنا أن الجماعة تمد أياديها لكل الجماعات بلا حقد ولا غل وتمشي بين الناس بالحسنى وتخالطهم في افراحهم وأتراحهم، وتشارك في كافة الأنشطة الدعوية التي تقوم بالمحلية ومعهد البعوث. أمين الجماعة بولاية الخرطوم الدكتور لواء ركن حامد عبد اللطيف أشار إلى أن المؤتمر يأتي في إطار الشورى التي هي من نهج الجماعة، معلنا أن للجماعة أكثر من أربعمائة مسجد بولاية الخرطوم عامرة بالدروس العامة، وتكفل أكثر من ألفين وسبعمائة يتيم بالولاية، وأنها تمد أيديها لكافة الجهات الرسمية والشعبية لنشر الدعوة. نائب دائرة الكلاكلة بالمجلس الوطني المهندس الحاج عطا المنان أكد أن العلاقة بين الحركة الإسلامية وأنصار السنة قديمة وقوية، وأن أنصار السنة من أوائل الجهات التي أيدت الإنقاذ وساهمت في العمل العام بمعتمدي محليات ووزراء على مستوى الولايات والمركز، وشهد أن أنصار السنة لم تعرف تطرفا ولا عنفا، داعيا إلى توحيد أهل القبلة ونبذ القبلية ومواجهتها، معلنا تبني المحلية لتوصيات المؤتمر. الأمين العام لأنصار السنة الدكتور عبد الله التهامي أكد أن الدعوة إلى الله أسمى مقامات الدين ولا تعدلها مهمة أو وظيفة، مؤكدا أن أنصار السنة قد أيدت الإنقاذ في أول أسبوع بوفد شارك هو فيه وقابل الرئيس البشير وعاهدوه على الطاعة والنصيحة والنصرة، معلنا أن الجماعة أقامت خلال أربع سنوات خمسا وثلاثين مؤتمرا، وأن لأنصار السنة معهداً للدراسات الإسلامية بالكلاكلة، وثان بالحاج يوسف، وثالث بكسلا، ورابع بنيالا وخامس بالدلنج وأن طلاب هذه المعاهد من المبرزين في الشهادة الأهلية، وأن منهج الجماعة ليس فيه خروج على الحكام، وأكد أن الجماعة حرب على البناء على القبور لكنها لا تمد ايديها لإزالتها لأن هذا من مهام الحاكم، معلنا أن هناك جهة ثالثة تدخل بين أنصار السنة والصوفية مرجحا أنها جهة أجنبية تريد أن تفسد أمن السودان مؤكدا حرص الجماعة على أمن السودان. معتمد محلية جبل أولياء الدكتور بشير أبو كساوي أعلن أن محلية جبل أولياء بها أكثر من مليون وسبعمائة ألف نسمة وهي تعادل عدد سكان ولايات نهر النيل والشمالية وكسلا مجتمعة، بها كل قبائل السودان، مشيرا إلى ان المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية انشغلا بحاجات الناس وأن هذه فرصة لأنصار السنة لينتشروا ويعلموا الناس، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا ضد التطرف والتشيع والأفكار الهدامة، متعهدا بتبني توصيات المؤتمر. نائب الرئيس العام للجماعة الأستاذ كامل بلال أهاب بالشباب التنقيب عن الذهب النفيس في كتاب الله وسنة رسوله والخروج بالكنوز والنفائس للناس، مشيرا إلى أن الذين اعتدوا على أنصار السنة في العام الماضي بالمولد مجموعة من شذاذ الآفاق وليسوا أعضاءا في طريقة صوفية معينة وأن الجماعة لم ترد عليهم بالعنف بل لاحقتهم قانونيا، وان جماعة أنصار السنة تتواصل مع الجميع بمن فيهم الصوفية وهذا هو منهج رؤساء الجماعة السابقين، وأن علاقتهم بالآخرين علاقة نصيحة نعطيهم لها ونقبلها منهم، وأن المؤتمرات مناسبة لمراجعة الجهد الدعوي على المستويين العام والشخصي.