رحبت الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية والحركات المسلحة في دارفور والنازحون واللاجئون بتولي الخبير الغانى الدكتور محمد بن شمباس رسميا منصب رئيس البعثة الدولية لقوات اليوناميد (الهجين ) منصبيه كبير الوسطاء في عملية السلام في دارفور خلفا للنيجيري البروفيسور ابراهيم قمباري. ويرى مراقبون ومتابعون للوضع في دارفور يرون ان رئيس البعثة محمد شمباس تنتظره مهمة صعبة،في ظل تفاقم الوضع المطرب في إقليم دارفور ،ودعوه بأن يقف في مسافة واحدة من كل الاطراف المتصارعة حتى يتسنى له الوضع ليلعب دوراً محورياً في عملية تسوية النزاع في دارفور و ان يتخذ من مسيرة أسلافه كل من(رادلف أدادا وابراهيم قمباري وجبريل باسولي ) عبرة من اجل تحقيق تسوية سلمية شاملة تنهي ازمة السودان في الاقليم المضطرب لاكثر من عقد من الزمان. وطالب وزير الصحة بولاية وسط دارفور وامين امانة البحوث والدراسات بحركة التحرير والعدالة عيسى محمد موسى في حديث له عبر الهاتف شمباس من رعاية ومتابعة امر تنفيذ وثيقة الدوحة بجدية ومسؤولية واعطاء أولوية لتنفيذ بند الترتيبات الامنية وإكمال عملية التحقق التي تشرف عليها البعثة الدولية ونزع سلاح المليشيات المتفلتة لضمان عودة النازحين واللاجئين الى قراهم ، وتكوين الشرطة المجتمعية لتأمين مناطق العودة الطوعية وقال موسى ان حركة التحرير والعدالة سستتعاون مع شمباس بنفس مفتوح في كل الجوانب التي تهمها من اجل تطبيق العملية السلمية في دارفور موضحا ان قمباري ترك مسؤولية كبيرة الى خلفه شمباس وحتى يطلع بها يحتاج الى مساعدة من كل الاطراف في دارفور وطالبه بتفعيل وتنشيط دور قوات اليوناميد لتتطلع وفق تفويضها. رئيس المكتب التنفيذي لتنسيق معسكرات النازحين بدارفور وعضو هيئة النازحين واللاجئين ( العمدة ) صلاح الدين عبدالله ابكر قال في حديث مع (الصحافة) إنهم يرحبون بالرئيس الجديد لليوناميد ويباركون له المنصب ومع انهم كنازحين ما زالت معاناتهم مستمرة لافتا ان النازحين واللاجئين لايركزون على الاشخاص بقدر ما انهم يركزون على التفويض الممنوح للبعثة ومهمة قواتها الذي كان من المؤمل ان تقوم ولكنها تخلت عنه مما أصبح عملها محل إمتعاض من الكل ومنظمات الاممالمتحدة بانه ضعيف واوضح ان قوات البعثة بسبب ضعفها المتوالي اصبحت تحميها قوات الحكومة وغير قادرة على تنفيذ التفويض الممنوح لها ،مبينا ان قمباري وقبله رودلف ادادا وعدهم بحماية معسكرات النازحين ومناطق العودة الطوعية مشيرا ان منذ ان تم نشرها وحتى الآن لم تستطع ان تحمي النازحين او تلاحق المجرمين الذين ارتكبوا جرائم فيها والمجازر ضد المدنيين في دارفور مثل معسكر كساب وهشابة الحميدية غير قادرة للوصول الى مناطق شرق الجبل . وقال العمدة صلاح ان مطلبهم كنازحين لرئيس البعثة الجديد هو تفعيل تفويض البعثة ولعب دور قوى وممنهج لحماية المدنيين في دارفور ، هذا الى جانب زيادة عدد القوات والدوريات حتى تستطيع تغطية كل الاقليم وتوفير الحماية للمدنيين والعمل على منع وقوع الجريمة قبل وقوعها ونشر قوات قوية في مناطق العودة الطوعية والزام الحكومة السودانية والسلطة الاقليمية وحركة التحرير بتنفيذ حقوق العودة الطوعية للنازحين واللاجئين التي وردت في وثيقة الدوحة و اخراج الذين إستوطنوا مجددا في حواكير النازحين واللاجئين وان يعمل بحياد لتشجيع الحركات الرافضة بالاضمام الى عملية السلام والرئيس الجديد لبعثة اليوناميديجب ان لا ينحاز لحكومة السودان ، و ان يكون شجاعاً في تنفيذ القرارات خلافا لما كان يفعله الرئيس السابق للبعثة ابراهيم قمباري . ومن جهتها ايدت حركة العدل والمساواة السودانية خطوة تعيين الدكتور محمد شمباس وقال امين الاعلام والناطق باسم الحركة جبريل آدم بلال ل(الصحافة) ان غانا لها تاريخ ناصع ساعد كثيرا في تقدم وتطوير الامة الافريقية مما جعلها مصدراً للتنوع والوحدة الامر الذي يضع شمباس الرئيس الجديد لقوات اليوناميد والوسيط في محك ، وعبر جبريل عن امل الحركة ان لايسير في نفس الطريق الذي سلكه اسلافه قمباري ورودلف ادادا مما جعلهم يفشلون فشلا ذريعا في المهمة الاساسية في دارفورهي حماية المدنيين وتحقيق السلام لافتا الى ان قمباري فشل في عهده حتى في توفير الحماية لقوات البعثة نفسها واضاف ( لذلك نأمل من شمباس ان يؤدي مهامه الموكلة اليه وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي وتفويض البعثة في القرار 1593 ويسعى للحصول على تفويض قوى يفوق التفويض الحالي لليوناميد كما يسعى في نفس الوقت لملاحقة المجرمين). وطالب جبريل المبعوث الجديد، ان يوفر حماية حقيقية لمعسكرات النازحين واللاجئين وان لايسمح للمليشيات بتكرار جرائمها التي ارتكبتها ضد المدنيين خلال فترة قمباري قائلا نطالبه كمسؤول اممي للامم والاتحاد الافريقي ان يلتزم الحياد والا ينحاز لحكومة المؤتمر الوطني وان يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف والا سيجد نفسه معزولا وفي مزبلة التاريخ كما اجبرت الضغوظ الدولية قمباري على الاستقالة. ومن جانب الحركات المسلحة عبر يحى احمد البشير الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد عبر عن امله في ان يؤدي رئيس بعثة اليوناميد الجديد رسالته بصورة جيدة وان يسعى في نفس الوقت لتحقيق الاهداف الاساسية لبعثة اليوناميدوهي حماية المدنيين في المدن والمعسكرات والقرى .وقال ان بعثة اليوناميد خلال فترة تولي ابراهيم قمباري لقيادتها حادت عن التفويض الممنوح لها بصورة كلية واصبحت لصيقة للحكومة السودانية وأصبح همها الاول والاخير هو التماشى مع سياسات الحكومة وغضت الطرف عن كثير من الجرائم التي وقعت في حق المدنيين ، الامر الذي افقدها الثقة مبينا ان الوظيفة الاولى هي الدفاع عن المدنيين. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كيمون ورئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي السيدة نكوسازانا دالاميني زوما قد اعلنا تعيين السيد محمد بن شمباس، الغاني الجنسية، ممثلاً خاصاً مشتركاً لهما بدارفور ورئيساً لبعثة الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ( اليوناميد ) وتشتمل مسؤولياته ومهامه على منصب كبير الوسطاء المشترك للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. ويأتي السيد شمباس خلفا للسيد ابراهيم قمباري النيجيري الجنسية. ويأتي السيد شمباس الى منصبه الجديد بخبرةٍ واسعة بعد مسيرةٍ طويلة ومتميزة في المحافل الدولية والحكومية على حدٍّ سواء وآخرها منصب الأمين العام لدول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ (ACP) الذي شغله في الآونة الأخيرة و كان السيد شمباس قد شغل قبل ذلك منصب رئيس للجماعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا(ECOWAS) خلال الفترة الممتدة من 2006 الى2009 والأمين التنفيذي لها خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى 2005. وقد كان السيد شمباس عضواً في برلمان بلده ومن أبرز المهام التي اُنيط بها عام 1987 منصبُ نائب وزير الخارجية في غانا. كما شغل منصب نائب وزير التربية والتعليم المسؤول عن التعليم العالي خلال الفترة الممتدة من 1997 إلى 2000. وقبل ذلك كان قد شارك السيد شمباس في جهود الوساطة في ليبريا في ما بين 1991 و 1996. السيد شمباس، المولود في غانا عام 1950 حاصلٌ على دبلوم عالي والبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة غانا وعلى دبلومي الماجستير والدكتوراة من جامعة كورنيل (Cornell University ) بالإضافة إلى دبلوم في القانون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف ( Case Western Reserve University) نيويورك 20 ديسمبر.