ظلت منطقة جبل عامر الواقعة بمحلية السريف بولاية شمال دارفور منسية بيد ان اكتشاف بعض معدني التعدين الاهلي وضعوا اسمها على ألسنة الكل ، وكانت قصة الشخص الذي عثر على قطع من الذهب قدرت بنحو ملياري جنيه دفعت الآلاف الى ولوج عالم البحث عن الذهب في منطقة جبل عامر وتحولت من منطقة يسكنها حوالي خمسين نسمة الى مدينة يستوطنها الآلاف ،الوافدون من بقاع السودان المختلفة وبعض الاجانب البعض حمل آمالهم وتطلعاتهم على معدات يدوية ابوراسين ، كوريك ، حفارة وطورية ويدفع المعدنون حوالي (300) جنيه للجنة تصديق حفر الآبار التى تقوم بتصديق الآبار . وساهمت الاخبار المتواترة عن حجم الذهب المستخرج في المنجم الى تدافع الآلاف من السودانيين والاجانب من دول الجوار وخاصة دول غرب افريقيا للمجئ للمنطقة باعداد كبيرة تفوق حد الخيال للعبور لمنطقة جبل عامر عبر الحدود المفتوحة بولاية غرب دارفور. وظلت المنطقة خلال الشهور الاولى تستقبل يوميا المئات من القادمين اليها من مختلف دول افريقيا وشهدت المنطقة فى بداية التنقيب الاهلي صراعات قبلية راح ضحيتها البعض من ابناء منطقة ام شالاية وكادت تعصف هذه الاحداث بالمنطقة ولكن تدخل الحكماء من قيادات القبائل بتلك المنطقة استطاعت التحكم والسيطرة على الاوضاع الامنية وذلك من خلال لجان الامن والمراقبة التى تم تكوينها من الادارات الاهلية والقوات النظامية، فتم تنظيم العمل بصورة جيدة وفرضت بعض العقوبات ضد كل من يعتدى على اى شخص او من يقوم بالنهب او السرقات بداخل المنجم ، فضلا عن فرض رسوم على الآبار من ( 300 ) الى (500) جنيه لتذهب هذه المبالغ لتسيير اعمال هذه اللجان ولجنة القرية حتى تساهم بها فى توفير الخدمات لاهالى المنطقة ، فأصبحت المنطقة قبلة لكل من يحلم بالثراء والرفاهية. وبسبب الاعداد الكبيرة من الباحثين عن الذهب في ظل قرية محدودة المساحة والسكان بدأت الآثار السالبة من التعدين الاهلي تظهر على الخدمات المقدمة داخل القرية خصوصا ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية. يقول المنقب عن الذهب ابراهيم دقاش ان هنالك ارتفاعاً كبيراً فى اسعار السلع وخاصة المأكولات مشيرا الى ان سعر طلب الكباب ب(20) الفراخ المشوي ب(70)ج طلب الشية (20) ج بينما يبلغ جوز الموية عشرة جنيهات ، مؤكدا ان المنطقة تنعدم فيها خدمات الصرف الصحى والحمامات مما يضطر الناس الى قضاء حوائجهم فى الخلاء مما يؤدي الى تكاثر الذباب . ويشير منسق الدفاع الشعبى بغرب دارفور محمد الامين عبدالوهاب فى الاجتماع التنويرى لغرفة الطوارئ التى كونتها امانة اشؤون الرعاية الاجتماعية بالمؤتمر الوطنى للتنوير حول الامراض المصاحبة للتعدين ان مناطق التعدين تنتشر فيها الامراض الوبائية . اكد ان مدينة الجنينة اصبحت معبرا لتلك المناطق ولفت محمد الى ان هنالك اكثر من 20ألف اجنبى دخلوا الى مناطق التعدين بالسودان عبر الحدود المفتوحة بولاية غرب دارفور مع دولتى تشاد وافريقيا الوسطى مما شجع الاقبال من الاجانب بدول غرب افريقيا فنشطت من خلالها عمليات تهريب البشر مقابل مبالغ مالية تقدر ب(500) جنيه و اشار عدد من العائدين التقت بهم (الصحافة) بموقف جبل عامر ان الاحاديث عن الذهب المكتشف في المنطقة غير صحيح مشيرين الى أن القصص مجرد شائعات ليست بالحقيقة وفى ذات الاتجاه قال الشاب محمد نور وهو عائد من مناطق التعدين ان العمل بالمنطقة رغم انه كان فى بدايته مشجعا الا ان مايقال عن وجود ذهب بكميات كبيرة غير حقيقي لافتا الى انه تم التصديق له ببئر مساحتها اربعة فى اربعة فى مربع يسمى بسوسيرا بمبلغ (500)ج من قبل لجنة المنطقة بيد انهم لم يعثروا على شئ مشيرا الى انهم تكبدوا خسائر بلغت حوالى (30)ألف جنيه مشيرا الى أن البعض صرف كل مايمتلكه من اموال فى حفر الآبار وحتى الآن لم تنسب آبارهم مما ادخلت العديد من المواطنين فى افلاس عام ، واعتبر عدد من المنقبين ان التنقيب فى جبل عامر أكبر أكذوبة وهى شبيهة بسوق المواسير لان القائمين على امر الآبار منحوا تصاديق آبار.