لا أخفي حزني الشديد على رفض أو تعليق أو سمه ما شئت، جمهورية ألمانيا الاتحادية، عقد مؤتمر اقتصادي خاص بالسودان كان المؤمل عقده ببرلين في وقت مضى، والذي اعتقد أنه جاء ردة فعل على إقدام بعض من الشعب السوداني الغيور على دينه وعلى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، على حرق السفارة الألمانية بالخرطوم. وأنا هناك لا أريد الخوض في ردة الفعل أو فعل «الحريقة» التي اندلعت في مباني سفارة ألمانيا بالخرطوم، والذي أعتقد أنه كان أسلوباً طبيعياً لشعب يحب رسوله حتى النخاع، ولا يقبل أن يمسه كائن من كان بأية إساءة من أي نوع، وفي مقال قادم أستطيع الحديث حول ذلك. وبالعودة إلى موضوع هذا المقال، فإنني حزنت لأنني كنت أرى أن انعقاد مؤتمر اقتصادي في ألمانيا يبعث أكثر من رسالة، أولها التمهيد لتطبيع اقتصادي لبلاد كانت تهجرنا وتحاربنا اقتصاديا، وبالتالي حل بعض المشكلات الاقتصادية السودانية الناجمة عن الحظر الاقتصادي المفروض من أمريكا. وثاني الرسالات أنني أعتقد أن هذا المؤتمر فرصة لإيجاد مخرج ودعم للحالة الاقتصادية التي يعاني منها السودان عقب اقتحام الجيش الشعبي هجليج في وقت مضى، وثاثلها سأتركها لمساحة أخرى. ولذلك عندما دعتني السفارة الألمانية بالعاصمة السعودية الرياض، لمقابلة صحفية مع بوريس روغه المدير العام لسياسة منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي بوزارة الخارجية الألمانية الذي كان يزور السعودية حينها، استبشرت خيراً وقلت في نفسي لماذا لا استغل هذه الفرصة وأسأل عن إمكانية إعادة الفكرة الاقتصادية الخاصة بالسودان مرة أخرى. وبالفعل أثلج صدري المسؤول الألماني بنفيه لي، أن تكون ألمانيا تعاقب السودان برفضها انعقاد قمة اقتصادية لصالح السودان فيها، بناءً الموقف الذي اتخذته أخيراً تجاهه عقب حرق جزء من سفارتها من قبل حشود شعبية في مظاهرة اندلعت أخيراً، جراء نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في بعض البلاد الأوروبية. ومع أنه أوضح أنه ليس على يقين من انعقاد هذا المؤتمر، ولكنه أكد أن ألمانيا على استعداد لمواصلة التعاون مع السودان وبحث إقامة مؤتمره الاقتصادي، مبيناً أن ألمانيا لم تتخذ خطوة عدوانية إثر الهجوم على السفارة الألمانية، مبيناً أنها لم تسحب سفيرها، وقال: «نتوقع من الحكومة السودانية أن تضمن عدم تكرار مثل هذه الهجمات مرة أخرى». يشار إلى أن روغه كان قد عقد اجتماعاً إقليمياً لسفراء وقناصل ألمانيا المعتمدين لدى دول الخليج هو الأول من نوعه أمس الأول في الرياض بمقر السفارة الألمانية، وتم خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والثقافية والسياسية الألمانية الخليجية، مشدداً على أهمية بلورة العلاقات الثنائية مع السعودية بشكل متميز. وشدد على أن الحكومة الألمانية تنظر إلى الخليج من منظور استراتيجي، مؤكداً أنه لا غنى عن بحث كافة السبل الكفيلة برفع مستوى حضورها وتفاعلها في جميع المجالات، مشيراً إلى أن الحوار بين ألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي في تزايد مستمر. وخلاصة القول رسالة أوجهها لوزارة الخارجية السودانية لإحياء هذا الأمر مرة أخرى مع المسؤول الألماني المسؤول عن شؤون السودان في الخارجية الألمانية. [email protected]