يكتب الناقد الفرنسي جيرارد في كتابه (الكذبة الرومانسية والحقيقة الروائية):- نظن اننا احرار ومستقلون في خياراتنا سوى في اختيار شخص ما او غرض وهذا وهم رومانسي الحقيقة اننا لا نختار الا الاغراض التي يرغب فيها الاخر والتي تحفزها في اغلب الاحيان المشاعر الحديثة كما يسميها « ستاندال « وهي ثمرة الغرور العام وتتمثل في الحسد والغيرة والكراهية العامة... اطرح هذه المقدمة للتأمل وللدخول الى المبادرة التي طرحها المخرج سعيد حامد لإيجاد حلول لأزمة الدراما التلفزيونية السودانية وارحب بالفكرة ان التزمت المبادرة بحدودها التي يطرحها المخرج سعيد حامد وانا سعيد وحزين لهذه المبادرة في آن واحد والسعادة تتجلى في ان سعيد حامد كمخرج سوف يتحدث بلغة الصورة بجلب المعدات التي تحقق جودة الصورة وينتج ويسوق في آن واحد وحزين لأن سعيد حامد سافر بعيدا وكان بعيدا عن التحولات التي حدثت في الحياة السودانية وقد جاء من قبل وادخل الممثل جمال حسن سعيد الى شاشة المطبخ من شاشة الدراما وسعيد حامد متميز في مجال الاعمال ولكن هنالك سؤالا يطرح هل هرب من الفلول الى الحلول ولماذا توقيت المبادرة في هذا التوقيت بالذات؟ هل لأن السودان ارض بكر لغرس قيم نبيلة وان فضاء الدراما السودانية لم يتشكل بعد وفيما تشكل من دراما فإن الاسئلة المحورية طوال سنوات لم تراوح اشكالية التمويل وغياب لغة الصورة والتسويق واخشى ان لا يجد سعيد حامد طروادة وقد جاء يمتطي حصان طروادة وقد انتج سعيد حامد واخرج افلاما مصرية تميزت في فترتها التاريخية التي عرضت فيها وهنالك تساؤل هل استطاعت هذه الافلام ان تطرح مفاهيم ورؤى عن الشخصية السودانية او عن اي ملمح من ملامح الحياة السودانية او على اقل تقدير استطاع ان يغير مفهوم المصريين عن الدرامي السوداني بأنه مجرد بواب؟ وان جاء تقديم صاحب المبادرة في المؤتمر الصحفي انه من تريعة البجة على نسق صعيدي في الجامعة الامريكية، وان ذلك ينقص كثيرا من ابداع المخرج الذي يجب ان يرتبط بفهم انساني. فسعيد حامد مخرج مبدع سوداني الدماء والمنشأ مخلوط بثقافة مصرية بعيدة عن تاريخ الدراما السودانية وتجلياتها وانكساراتها وانه يحلم بأن يحقق ملحمة درامية سودانية توازي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وعمر المختار ومن حقه ان يخرج وينتج ويسوق وهو اضافة وعليه ايضا ان يراعي ان للأمة السودانية ذاكرة متقدة في الانتاج المشترك مع ممثلين اجانب لذلك عليه الخروج من دائرة الاستلاب المصري وطباخ الرئيس الى ايجاد معادل موضوعي سوداني الملامح وانفاسه سودانية تحمل هويتنا وثقافتنا وتتداعى امام الشخصية السودانية بكل تجلياتها بأزيائها المميزة من « جلابية وتوب وسديري ومركوب « بدل « شورت وفانلة وكاب «. مع تحياتي لسعيد حامد من دون لكنة مصرية وبهموم سودانية حتى يصل ونصل الى العالمية بفهم معرفي وعقلاني انطلاقا من نظرة موضوعية لدرامتنا دون حصر ذواتنا في اطار الفهم الذاتي الضيق، مع مودتي ومحبتي لك سعيد حامد، ولأهل الدراما في كل السودان. dakhilala@ hotmail.com