من خلال استطلاع أجرته (الصحافة) اتضح تباين رؤى القوى السياسية بعدد من ولايات البلاد حيال مخرجات قمة البشير سلفاكير الاخيرة ،فهناك من اعتبر انها لم تأت بجديد ، فيما يؤكد آخرون ان لقاء الرئيسين حرك جمود الملفات العالقة بين الدولتين: حوار متربصين في قراءته لما خرجت به قمة البشير وسلفاكير يذهب عضو تشريعي ولاية جنوب دارفور عبدالرحمن الدومة الى ان الحوار بين الدولتين قائم على اجندة خاصة لكل دولة ،ويقول في حديثه ل الصحافة:في تقديري ان ملف ابيي والملفات العالقة الاخرى التي لها ارتباط مع الحرب بالنيل الازرق وجنوب كردفان والى حد ما دارفور ،يتضح ان هناك تضارباً في مصالح الدولتين ،واعني هنا ان كل دولة لديها مشاكلها الداخلية التي تلقي بظلالها السالبة على التفاوض وتنفيذ الاتفاقيات ،وفي ظل هذه المشاكل الداخلية التي تعاني منها الحكومتان من الصعب ان تحل الخلافات بين السودان ودولة الجنوب ،وذلك لأن كل دولة تحاور وتضع نصب عينها قضاياها الداخلية ذات الارتباط الوثيق بخلافاتهما ،ويرى الدومة انه اذا لم يتوفر الوضوح في الحوار بين الطرفين وتعاطي الموضوعات والقضايا بشفافية فإنه لن يكون هناك حل ،مشبها المفاوضات الحالية بحوار الطرشان ،وقال ان كل طرف يتربص بالآخر ،وانه في ظل هذه الروح من الصعب الوصول الى حلول نهائية حول مختلف القضايا ،ويعتقد عضو تشريعي جنوب دارفور ان جلوس الطرفين الى طاولة التفاوض يأتي من واقع علمهما بمتابعة المجتمع الدولي لما يدور بينهما ،مؤكدا ان امتلاك كل طرف لاجندة خاصة لن يقود الحوار بينهما الى نتائج ذات فائدة. مكابرة من ناحيته يقول رئيس حزب مؤتمر البجا بولاية الخرطوم الدكتور احمد بابكر ان المتتبع لسياسة الحركة الشعبية الحزب الحاكم بدولة جنوب السودان يرى انها منذ انتخابات 2010 اتخذت سياسة واضحة ،وقال انها تتمثل في عدم الوصول الى اتفاق نهائي مع السودان متبعة سياسة الابواب المواربة ،وقال الدكتور احمد بابكر في تصريح ل(الصحافة) ان هناك مجموعات ضغط في الجنوب لاتريد حدوث اتفاق بين الدولتين ،مبينا ان السودان ودولة جنوب السودان لايستطيعان الاستغناء عن بعضهما وذلك لوجود الكثير من الروابط الهامة بينهما ،ويرى رئيس مؤتمر البجا بولاية الخرطوم ان حكومتي البلدين تتبعان اسلوب المكابرة رغم المعاناة الداخلية التي يواجهانها ،مؤكدا ان هذا لن يقود الى تحقيق مايتطلع اليه شعبا البلدين ،ويعتقد الدكتور احمد بابكر ان وجود مجموعات ضغط بالبلدين يصعب من الوصول الى اتفاق كامل بينهما. خطوة إلى الأمام من جانه وصف الأمين العام للحزب القومى السودانى المتحد عبدالله التوم الإمام أن مشكلة جنوب كردفان لا يمكن حلها دون حل المشكلة بين الدولتين السياسية والإقتصادية بل هى جزء رئيسي فى المشكلة الأمنية، معتبرا في حديث ل(الصحافة) إتفاق البشير وسلفاكير خطوة إيجابية ومهمة تساهم فى حل المشكلة فى المنطقتين ، إلا أن الإمام يقول إن التفاصيل مهمة فى الإتفاق لتدارك سلبيات نيفاشا قبل إستفحال الأمور ويؤكد بأنها تجربة مريرة أدخلت جبال النوبة فى نفق مظلم. مربط الفرس عضو وفد التفاوض حول المنطقتين رئيس الحركة الشعبية جناح السلام الفريق دانيال كودى أنجلو يعتبر أن فك الإرتباط شرط أساسي للجلوس مع قطاع الشمال وفك الإرتباط يعنى إيقاف الحرب ويقول ل(الصحافة) إن ذلك هو هدف حزبنا ،ويوضح كودى أن الوفد الحكومى رفض تأكيدات باقان حول عملية فك الإرتباط وطالب بخطاب وضمانات من مؤسسة الرئاسة معتبرا تعهد سلفاكير أمام اللجنة الأفريقية الرفيعة جزء مهم من هذه الضمانات ، ويبين كودى أن عملية فك الإرتباط ليست سهلة لحكومة الجنوب وتحتاج لزمن ليس بالقصير للعلاقة الأزلية المتجذرة إجتماعيا وإقتصاديا بين جنوب السودان وجنوب كردفان سيما شعب جبال النوبة فضلا عن مكانة وتأثير العسكريين من أبناء السودان سيما جبال النوبة على الجيش الجنوبى ،ويقول كودى إنهم يشغلون مناطق حساسة فى الجيش الشعبى وتم تدريبهم وتأهيلهم فى دورات متطورة ومتقدمة فى (كماندوز ،المدفعية ،والطيران فضلا عن الحرس الجمهورى ) كما أن هنالك من لهم إرتباط عقدى وآخرون متزوجون فى داخل المجتمع الجنوبى ، ويعتقد كودى أن عملية فك الإرتباط لابد أن تتم فى شكل جزئين الأول للفرقتين التاسعة والعاشرة والثانى لأبناء السودان المجندين الآخرين بالوحدات العسكرية المختلفة . تحريك الجمود ويقول رئيس لجنة المشورة الشعبية بتشريعي ولاية النيل الازرق سراج احمد عطا المنان رغم اعتقاده بان القمة الرئاسية لم تتمخض عن جديد ،الا انه اعتبرها في حديث ل(الصحافة) قد حركت جمود انفاذ الاتفاقية ،واسهمت في حث اللجان على تعجيل تنزيل بنود اتفاق التعاون على ارض الواقع ،ويعتبر عضو تشريعي ولاية النيل الازرق ان لقاء البشير وسلفاكير خطوة جيدة ،لافتا الى ان اللجان التي كان مناطاً بها تنفيذ الاتفاق برئاسة ووزيري دفاع الدولتين لم تتوفق ،وان القمة كانها ارادت ارسال رسالة الى هذه اللجان بضرورة استعجال انفاذ ماتواثقت عليه الدولتان في اديس ابابا خواتيم العام الماضي ،وزاد:في تقديرنا ان القمة كسرت حاجز الجمود واحدثت حراكا في ملف التفاوض بين البلدين ،بل ان الرئيسين وضعا الكرة في ملعب اللجان المختلفة المطالبة بالاسراع في حسم القضايا العالقة حتى تصبح الحلول واقعا ،ويلفت عضو تشريعي ولاية النيل الازرق الى ان مايهم المنطقتين من لقاء البشير وسلفاكير هو الاسراع في تنفيذ بند الترتيبات الامنية خاصة الجزء المتعلق بفك ارتباط دولة الجنوب بالفرقتين التاسعة والعاشرة.