٭ أتحفنا مركز دراسات المستقبل هذ الأسبوع بلقاء فكري وسياسي مع البريطاني المسلم عضو مجلس العموم البريطاني ذائع الصيت والمعروف بمواقفه السياسية المساندة للعرب والضعفاء في العالم، وهو جورج قلوى الذي لا نستغرب إن وصل يوماً الى موقع (عمدة لندن) الذي يطمح اليه ويتطلع.. فللرجل جماهيره في العاصمة البريطانية.. وسنده في ظل التحولات الثقافية والعرقية التي رافقت العولمة (Globalization) إذ ان عدد المسلمين في بريطانيا الآن يتجاوز المليونين، ونصف السكان هناك ليسوا بيضاً كما كان الحال في السابق. قلوى الذي ادار لقاءه الفكري والسياسي الاستاذ عبد الرحيم حمدي في حضور نخبوي كبير طاف وحام كثيراً حول العلاقات مع بريطانيا والغرب اجمالاً مركزاً على ان النفط والعلاقة مع جمهورية الصين ودعم القضية الفلسطينية والموقف مع العراق عند بداية التدخل الامريكي اضافة الى الشعور بالكرامة وأمور اخرى هى التي أزمت العلاقات. وهذا كله صحيح ومتفق عليه لأن السودان في عهد الانقاذ الوطني ادار ظهره للغرب واتجه شرقاً نحو الصين التي تفجر النفط على يديها ودخلت في استثمارات أخرى وفتح لها ذلك الطريق للدخول الى اقطار افريقية وصل اليها (درب الحرير) التاريخي الذي امتد من الصين ليصل الى كل البلاد العربية ،كما حدث قبل اكثر من الف عام. وكذلك الحال بالنسبة للتعليم العالي الذي اتجه صوب ماليزيا بعد أن كان يحتكره الغرب وبخاصة المملكة المتحدة. السيد قلوى galawy وهو يسرد تلك الوقائع أمّن على أن الركوع والخضوع بالنسبة لامريكا وبريطانيا وغيرها لا يخدم غرضاً بل يزيد الطين بله غير أن السودان كما قال الرجل وهو يذكرنا بذلك قال إن السودان يشكو الغياب الاعلامي الخاص به في الغرب وبريطانيا على وجه الخصوص.. فالبريطانيون برأيه يحترمون السودانيين ويحبونهم والصورة ليست سيئة. ومشكلة السودان مع البرلمان البريطاني على سبيل المثال هى غياب المعلومة رغم وجود سفارة نشطة هناك وليس غير ذلك. هنا أيضاً يبدو ان ذلك كله صحيح لأن الحضور الإعلامي والمعلوماتي ووسائل التسويق والترويج المختلفة تصبح ضرورة ولابد منها. حيث ان هناك وسائل إعلامية مضادة كثيرة تسد الفراغ وتحشو الاذهان والعقول بمعلومات مضللة وذلك رغم التطور الذي حدث في مجال الوسائط الاعلامية السودانية التي اتسع مداها ونشاطها محلياً واقليمياً غير أن الفضاء والفراغ العالمي يبقى الوصول اليه مسألة حتمية ولا غنى عنها. ومحطة اخرى وقف عندها السيد قلوى- وان لم تكن بعيدة عن الموضوع- هى العداء الاثنولوجي ( العقدي) وتناقص المصالح بين العرب وهو ما يستغل ضدهم في العلاقات بينهم وبين الغرب. والاحالة والاشارة هنا الى العلاقات العربية الايرانية والخلاف المذهبي بين الشيعة والسُنة. وهذا أمر يحتاج الى أن يتلاقى وتفتي فيه على نحو يسحب تلك الاوراق من ايدي الغربيين الذين يستهدفون الاسلام والمصالح العربية- العربية مما يقف عقبة أمام التكامل العربي ووحدة المصالح العربية. ولاأ نسى هنا ان الدكتور قلوى الناشط فكرياً وسياسياً عالمياً له مواقفه المشهودة مع القضية الفلسطينية وضد الحصار الاسرائيلي في غزة. فهو ممن عبأوا قوافل الاسناد الانساني والسياسي الى غزة مؤخراً رغم التصدي الاسرائيلي لها ومنعها من الوصول الى أهدافها ولكن ذلك لم يقعده أويثنه من مواصلة مشواره الذي عرف به. فشكراً لمركز دراسات المستقبل على تلك السانحة وشكراً للسيد قلوى على زيارته الثانية للبلاد التي جاءت بعد وقت طويل وهو الآن محط أنظار وسمع الجميع فمرحباً به.