أسهم الغرب بشكل فعال ومؤثر في تقديم كل الدعم والوسائل اللازمة للكيان الصهيوني العنصري لإطلاق برنامجه النووي، رغم بعض الأصوات الغربيةوالأمريكية، وعلى رأسها وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ميلغن ليرد الذي طالب في العام 1970 بإيقاف اتفاقية الغموض النووي الإسرائيلي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل ومحذراً من أنها تسيء لسمعة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتظهرها على حقيقتها بأنها تكيل بمكيالين في شأن الحد من الانتشار النووي، ولعل مسلسل التواطؤ الغربي الأمريكي على التسلح النووي الإسرائيلي لن يقف عند حدود كي يبقي الكيان الصهيوني خامس أكبر قوة نووية في العالم، للسيطرة على الشرق الأوسط ولجعلها أداة قوية قادرة على حماية مصالح الغرب وتنفيذ مخططاته لتوجيه الأحداث في المنطقة العربية كيفما يرد بما فيها ضمان أمن إسرائيل وتفوقها. الأحداث تتفاعل في منطقتنا العربية، والمسماة بالشرق أوسطية بلغة الغرب، أو بلغة من يريدون أن يثبتوا أن المنطقة لأمم وقوميات متعددة،وليست للعرب وحسب، ومن الملاحظ أن سقوط الحسابات الصهيونية والأميركية بآن معاً قد جعل التركيز قائما من الطرفين على إجراء المفاوضات غير المباشرة، ثم المباشرة ،وبدون المرجعية المعروفة لأي تفاوض، لتصبح الأمور بكل نتيجة،كما يقول الكاتبان حسين آغا وروبرت مالي في صحيفة(واشنطن بوست) تحت عنوان(مفاوصات غير متوازنة) ،ستصب اللعنة على المفاوض الفلسطيني، سواء أكان هناك إتفاق أم فشلت المفاوضات، وسيكافأ الاهابي اليميني السفاح بنيامين نتنياهو حتى لو لم يتوصل إلى إتفاق، وهذا يعني أن أي إتفاق في ظل غياب المرجعية سيكون على حساب الحقوق التاريخية المشروعة للفلسطينيين، وأي فشل سيقال فيه عن خديعة جديدة للمفاوض الفلسطيني وارتهان بدون طائل، ومن الواضح أن المؤسسة الصهيونية العنصرية، إسرائيل، قد نجحت في تحويل آلية الضغط الأميركي اللازم من إسرائيل إلى الطرف الفلسطيني، وجعل المشكلة بأن الطرف الفلسطيني مطلوب منه أن لا يضيع الفرصة الأخيرة، وللترهيب فقد قالوا:(إن البديل أسوأ)، ويلمس المشاهد الدولي والعربي، كما الباحث والمحلل، أن إسرائيل تدير اللعبة كما تريد، والطرف الأميركي سهل القياد ولين العريكة ،ولا يفكر سوى كيف يرضي(الإيباك) هنالك في واشنطن لأغراض انتخابية، وإسرائيل هنا باعتباره لا يملك سياسة قومية المعايير والمصالح، بل يتعهد تطبيق السياسة الإسرائيلية وحسب، وبناء عليه نرى الارهابي القاتل بنيامين نتنياهو يتشدد في كل ما يعني الحقوق ويعتبرها تنازلات مؤلمة، فالخروج من أرض الغير وإنهاء الاحتلال تنازل مؤلم ،والدولة اليهودية في رأس كل تداول ومحصلات، و خادم الخمارات والمواخير الروسية أفيغدور ليبرمان يرى أن وقف الاستيطان مستحيل، والحل ليس في هذا الجيل، حتى ولا بالقادم، ثم يعود ليطرح بوقاحته المعهودة قضية الترحيل(الترانسفير) لعرب الثمانية والأربعين. ولافرق عنده بين اليهودية أو الديمقراطية في الكيان الصهيوني الغاشم، والثعلب الصهيوني العجوز شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني، يصعد لهجته ضد كل من يتجرأ على نقد إسرائيل والصهيونية فيما قد وصلنا إليه اليوم من ممارسة عنصرية ضد الفلسطينيين، وقد أثار نقده في اللقاء الصحفي الذي نشر على موقع إخباري إسرائيلي يدعي(تابليت)حفيظة السياسي البريطاني من حزب المحافظين سيريل تاونسنيد، فكتب في موقع(كولت نيوز) في 9/9/2010 يناقش حديث الثعلب الصهيوني العجوز شمعون بيريز في الموقع المذكور الذي أدلى به إلي المؤرخ الإسرائيلي المعروف «بيني موريس»، وقد قال شمعون بيريز بكل صراحة يوجد في إنكلترا دائما أناس موالون للعرب وحتى ،على حد قوله، إذا كان من الصعب تعميم هذا الشعور على جميع الإنكليز ،إلا أن المؤسسة الرسمية البريطانية فيها مناهضة لإسرائيل بشكل واضح،وإزاء هذا الحديث كتب سيريل تاونسنيد، يقول:(لقد جاءت تعليقات بيريز بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى تركيا وانتقاده للحصار المفروض على غزة باعتبارها معسكراً للاعتقال، لكن التصريحات التي تلفظ بها الرئيس الإسرائيلي- والقول للسيد سيريل- لم تمنع اليهود في بريطانيا من انتقاده عليها)،وقد كان في رأس هؤلاء كما يرى الكاتب الحاخام الإصلاحي البارز في بريطانيا جوناثان رومين الذي قال: (فوجئت وصدمت لتصريحات بيريز حيث بدت وكأنها منحازة ضد بريطانيا)، وعلى الرغم من محاولة السياسي البريطانيسيريل تاونسنيد، دفع التهمة عن بريطانيا بمعاداة إسرائيل، ومعاداة السامية كما يزعمون، فإنه قد اعترف بأن بعض الهيئات البريطانية مثل(هيئة الأمن المجتمعي) قد أخذت على عاتقها رصد حوادث الكراهية لإسرائيل في بريطانيا، حيث وصلت في العام 2009 إلى(924)حادثة ،وهو أعلى رقم قد تم تسجيله منذ العام 1984 ،ويؤكد الكاتبسيريل تاونسنيد، أنه إذا كانت في بريطانيا اليوم مشاعر مرتابة من إسرائيل وتجاه اليهود، فذلك راجع إلى السياسات الإسرائيلية، وتزايد عزلة إسرائيل على الصعيد العالمي، ويختم الكاتب مقالته: (إن هذه الانتقادات هي ما يوجهها اليهود أنفسهم إلى إسرائيل، لأنهم يشعرون بالخجل إزاء معاملة إسرائيل للفلسطينيين، وإزاء سلوكها المتغطرس والمنتهك للقانون، ولاسيما حين يتعلق الأمر بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة).