يفتتح الرئيس عمر البشير عصر اليوم محطة مياه الصالحة التي تغطي احتياجات أكثر من أربعة وعشرين مربعاً سكنياً وحارة وقرية بالريف الجنوبي لمحلية ام درمان، وهو انجاز تشترك فيه سلطات وزارة التخطيط العمراني بقيادة المهندس الرشيد فقيري مع الادارة العامة لمياه ولاية الخرطوم ومحلية ام درمان وبافتتاح هذا المشروع الكبير تكون روزنامة برنامج احتفالات الولاية بعيد الاستقلال قد اكتملت إلا قليلا خصوصاً وان موضوع توفير خدمات المياه كان بحسب المتابعات يمثل اولوية قصوى فقد افتتح النائب الاول للرئيس قبل يومين مشروع تأهيل محطة مياه بحري . ان الماء هو أصل الحياة ولذلك يحمد للحكومة ممثلة في ولاية الخرطوم اهتمامها بتجويد خدمة المياه ولكن ومع ذلك يرى العديد من المراقبين ان خدمات السكن والكهرباء والتعليم والصحة ينبغي ان تسير بمحاذاة خدمات المياه باعتبار ان جميعها تمثل أبسط الضروريات المطلوب توفرها في حكومة تمثل الجماهير. واذا علمنا ان الريف الجنوبي لمحلية ام درمان يعج بمشكلات السكن ويوجد عدم شعور بالامن والاستقرار لدى آلاف الاسر بسبب المعالجات الخفية لقضايا الاراضي والحق في السكن فإن زيارة السيد الرئيس لمنطقة الصالحة تعتبر فرصة ذهبية لإعادة الطمأنينة لنفوس المواطنين خصوصاً اولئك المتضررون من سكان قرية فشودة الذين كتبنا عن قضيتهم مؤخراً تحت عنوان ( مواطنو فشودة يناشدون رئيس الجمهورية ) مانصه : ( ناشد سكان قرية فشودة التابعة للريف الجنوبي محلية امدرمان ..ناشدوا السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير لإصدار توجيهاته الرحيمة من اجل إيقاف ما يتعرضون له من ظلم وإستهداف وتكسير لمنازلهم التي ابتنوها من حر مالهم رغم اعتراف سلطات المحلية بأحقيتهم في امتلاك تلك المنازل وشرعية تواجدهم في قرية فشودة بحكم الاوراق والاتفاقات وعقود الحيازة التي تثبت ملكيتهم لمنازلهم ، وقال تاج السر احد متضرري فشودة ان مشكلتهم بلغت كافة المستويات وعلم بها القاصي والداني واعترف بها المجلس الوطني ووجه بحلها السيد وزير التخطيط العمراني وكتب عنها مولانا الحبر يوسف نورالدائم وعدد من المسؤولين والناشطين في مجال حقوق الانسان والصحفيين وغيرهم وكل اولئك يشهدون بالظلم الواقع على سكان فشودة وتعرضهم لإجراءات متعسفة واضرار جسيمة تستحق التعويض والاعتذار ). واستجابة للمناشدة على ما يبدو كونت وزارة التخطيط العمراني لجنة لإنصاف المواطنين وحل مشكلتهم مثلما تعهد معتمد محلية ام درمان وبحضور كافة الجهات ذات الصلة حل مشكلة سكان منطقة فشودة بالريف الجنوبي حلاً جذرياً وأمام محفل عدلي مشهود ضم وزير العدل ومعظم رجال وزارة العدل ووكيل الوزارة والمدعي العام والمحامي العام لحكومة السودان وكبار المستشارين بالوزارة ووكلاء النيابات وجمع غفير من مواطني مدينة الصالحة بام درمان ، وقال السيد معتمد محلية ام درمان اللواء شرطة احمد التهامي رداً على صرخة تظلم اطلقتها احدى اخوات نسيبة بمنطقة فشودة في حفل إفتتاح مقر نيابة الجنايات الجديدة بمنطقة الصالحة ، قال انه يعد كافة سكان القطعة 307 فشودة بالعمل منذ اللحظة لحل مشاكلهم وتوفير الخدمات لهم وتثبيت منازلهم وعدم تعريضهم لحملات التكسير مجدداً وانه سيعمل على فتح الشوارع بتقليص بعض المنازل متر او مترين ) انتهى حديث المعتمد . ولكن المشكلة لم تحل ولم تنتهِ حتى الآن ولذلك يجدد مواطنو فشودة مناشدتهم للسيد الرئيس مرة اخرى ويخرجون اليوم للقاء الرئيس احتفالاً بتوفر المياه مطالبين بتوفير الامن والاستقرار والظل الذي يقيهم واطفالهم زمهرير الشتاء وهم إبتداءاً فعلوا ما بوسعهم واشتروا بحر اموالهم قطع اراضي سكنية بطرق قانونية وشيدوا عليها بيوتاً ولكن يبدو ان مافيا الاراضي طمعت في اراضيهم فبرزت مشكلة فشودة ،فهل تكون زيارة الرئيس الحد الفاصل بين الخير والشر ؟ هذا ما يأمله المواطنون المظلومون خصوصاً وأن نبأ هذه المافيا ومخططاتها إنكشفت وهي متابعة بواسطة الجهات المختصة التي تعمل بالتنسيق مع الجهات العليا والجهات العدلية للقضاء على بؤر الفساد والتجاوزات وما أكثرها .