دافع الرئيس عمر البشير عن قرار الحكومة بأيلولة المستشفيات للولايات، واكد ان ولاية الخرطوم اصبحت قدر التحدي وتحدى كل من يشكك في قدرتها على ادارة الخدمات الصحية، بينما قال رئيس رابطة الاختصاصيين، الدكتور محمد عبد الرازق، ان تحويل مشرحة الخرطوم الرئيسية عطل برنامج نقل الاعضاء البشرية، كما انه يبطئ من متابعة الاجراءات المتعلقة بأبراء الذمة في حوادث الوفاة والجنايات، واضاف ان السودانيين بعد عامين من عملية ايلولة المستشفيات الاتحادية الى ولاية الخرطوم يحصدون «الهشيم وانحسار الخدمات الصحية». وطالب البشير لدى افتتاحه منشآت جديدة بمستشفى ابراهيم مالك بالخرطوم امس المتشككين بالذهاب للمستشفيات الجديدة وعلى رأسها مستشفى حاج الصافي ورفض وصف ما يتم الان في الحقل الطبي بالتفريط، موضحا انه نقل للخدمات الى مقر المواطن ووجه والي الخرطوم ووزير الصحة بالاستمرار في برنامج الايلولة. وامتدح الرئيس وزير الصحة الولائي مأمون حميدة، واكد زهده في المنصب والمرتب وقال «قبل كده جبناهو وزعلاناهو وتاني رجعنا جبناه ولو عاوزنو في اي حته بيسدها». وقال حميدة ان نقل مستشفى جعفر بن عوف الذي اثار جدلا واسعا تم برضا من جمعية اختصاصيي طب الاطفال وبتوقيع كل الاختصاصيين، وقال ان ما يثار في الاعلام «ما هو الا همس لمن فقدوا المألوف واعتادوا على ما اعتادوا عليه»، واكد ان 40% ممن يرتادون مستشفيات العاصمة من الولايات. وفي ذات السياق قال رئيس رابطة الاختصاصيين، الدكتور محمد عبد الرازق ل»الصحافة» ان عملية تحويل مشرحة الخرطوم عطلت برنامج نقل الاعضاء البشرية الذي كان قد شرع اختصاصيون برئاسته في تطبيقه بالمستشفى ووضعه في «طي النسيان والاهمال». واتهم وزارة الصحة، بالعمل على اقصاء الخبراء والاختصاصيين في عمليات تفكيك المستشقى المثيرة للجدل، موضحا ان وحدة كاملة من مجمع العمليات الذي ما يزال قيد الانشاء بمستشفى الخرطوم بحاجة ماسة الى قرب المشرحة لاجراء عمليات نقل الكلى عقب نجاح برنامج نقل «القرنيات» الذي نفذ في السابق بشكل جيد. وكشف عن وجود نقص في اختصاصيي جراحة الاطفال بالمستشفيات الرئيسية كما ان وحدة المسالك البولية بمستشفى الخرطوم اصبحت «مشلولة» لعدم تعيين اطباء الامتياز من قبل وزارة الصحة الولائية. وانتقد عبد الرازق قرار نقل مستشفى الاطفال الى مشافي «ابراهيم مالك» و»بشائر» و»الاكاديمي» مؤكدا ان لجنة مكونة من الاختصاصيين والوزارة خلصت الى عدم ملاءمة مستشفيي بشائر وابراهيم مالك لاستقبال الحالات المرضية، كما ان الطاقة الاستيعابية بمستشفى الاكاديمي غير مهيأة لاستقبال اكثر من 5 حالات في اليوم. وتابع «تحويل المستشفيات تم على الورق ولكن على الارض فإن الاوضاع غير مقبولة وسيئة». وجدد عبد الرازق اتهامه لوزارة الصحة بولاية الخرطوم بتنفيذ برنامج «تفكيك» لمستشفى الخرطوم في فترة وجيزة لاتتعدى عاما واحدا،» مشيرا الى ان اعمال صيانة الوحدات وتوفير معينات العمل انحسرت بشكل كبير لاسباب تتعلق بالتفكيك، وقال «عندما نتقدم بطلبات لصيانة الوحدات والغرف والخدمات نصطدم بحجج واهية عنوانها التفكيك» وتابع بالقول «لدينا معلومات مؤكدة على ان هذه المستشفيات ستفكك تماما بالرغم من ان هناك مسؤولا رفيعا بالحزب الحاكم يعارض هذه الخطوة لكن بعض الجهات تؤيد التفكيك». وتحسر على تراجع الخدمات الصحية والعلاجية بالمستشفيات الرئيسية وقال انه بعد عامين من عملية التفكيك فإن السودانيين يحصدون «الهشيم بانحسار الخدمات الصحية». من جهتها سلمت الهيئة الفرعية لنقابة عمال المهن الطبية بمستشفى الخرطوم مذكرات احتجاجية الى وزير الصحة بالولاية مأمون حميدة وادارات الوزارة واتحاد العمال بسبب تضررهم من اعمال التكسير والتجفيف فى اجزاء مستشفى الخرطوم التعليمي وخاصة المشرحة وحوادث النساء والكرنتينة. وانتقد العاملون في مذكرتهم تجاهل وتهميش النقابة وقالوا ان عملية التجفيف ادت الى تشريد عدد من الاطباء وطالبوا بإيقاف عمليات التكسير فورا لجهة انها تسبب ضرر كبيرا لمصالح المرضى والعاملين.