اعتبرت قيادات عسكرية وسياسية هجمات المتمردين على «اللحيمر والحمرة» بمثابة أول فشل فى تدشين ل«الفجر الجديد» ،واصفين مايدور فى كل من «كمبالا ،جوبا ،كادقلى» بالعمل المخطط لاجهاض مايدور من مفاوضات بأديس أبابا لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك سيما الترتيبات الأمنية لتحديد المنطقة العازلة وفك ارتباط دولة الجنوب مع الحركة الشعبية «قطاع الشمال» ، الا أن تحركات المتمردين نفسها كانت تحت بصر ومرمى نيران القوات السودانية ، يقول الناطق الرسمى باسم الجيش السودانى العقيد الصوارمى خالد سعد ان الهجوم على «اللحيمر ،الحمرة » نفذته قوات تحالف الجبهة الثورية ، خططت وأعدت له جيدا لاحتلال مواقع متقدمة تمكن قواتها من قصف مدينة كادوقلي حاضرة الولاية واستهداف مواطنيها الأبرياء ، فيما امتد القصف لمناطق «الشعران ،الرصيرص » للمشاغلة والتمويه لتغطية الهجوم لاحتلال اللحيمر استمرت العملية نفسها «أربعة » أيام متتالية . ولكن دعونا نتساءل لماذا «اللحيمر ، الحمرة ، الشعران ،الرصيرص» وما هى أهمية هذه المناطق ؟ لا شك أنها مناطق استراتيجية عسكرية والسيطرة عليها يعنى تهديد كادقلى وربما احتلالها ،كما أن هذه المناطق ظلت تشكل تهديدا لتحركات قوات التمرد من ولاية الوحدة عبر منطقة بحيرة الأبيض وطروجى لكاودا ، فاللحيمر تبعد «18» كيلو جنوب كادقلى والحمرة «17» كيلو جنوبا أيضا وشرق اللحيمر على بعد «4» كيلومترات أما الشعران فانها تبعد «21» كيلومتر جنوب كادقلى وجميعها تقع داخل حدود محلية البرام ، ويؤكد ، الا أن تصريحات الجيش والمتمردين نفسها حول الأحداث قد تضاربت، ويقول الصوارمى ان الجيش صد هجوما لقوات الجبهة الثورية وكبدها «50» قتيلا ودمر أربع دبابات تدميراً كاملاً من جملة ثماني دبابات واستولى على كمية من الأسلحة والذخائر واحتسب عدداً من الشهداء والجرحى ، فيما نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان «قطاع الشمال» على لسان الناطق باسمها أرنو نقوتيلو بان يكون الجيش السودانى قد كبد قواته «50» قتيلا ولكنه اعترف بان قواته افتقدت «8» أفراد قتلى و«21» جريحا و«2» دبابة جراء هجومها على مواقع للجيش السوداني فى « الحمرة واللحيمر » ، وأضاف بان قواته قصفت أيضا «السرف» داخل مدينة كادقلى وكبدت قوات الحكومة «43» قتيلا ، الا أن الجيش نفى تلك المعلومات التى أوردتها قوات المتمردين، وقال انها معلومات كاذبة ومضللة . والى جنوب كردفان أحمد هارون، من جانبه أكد أن الجيش فرض سيطرته الكاملة على الأوضاع فى الحمرة واللحيمر ، الا انه لم يشر لعدد القتلى، ولكنه قال «من جاء منهم لم يرجع ثانية» فى اشارة الى الخسارة الكبيرة التى تعرضت لها القوة المهاجمة . وحول المفوضات والحوار الذى يدور فى أديس أبابا أكد الوالي أن أي اتفاق يوقف الحرب نهائيا ويجلب السلام فى ولايته مرحب به ولكن تحت ظل هذه الظروف ستستمر ولايته فى الدفاع عن نفسها ومواطنيها ومكتسباتها حتى يقتنع من يحملون السلاح بان طريق الحوار هو «الأنجع» ، فيما أكد قائد الفرقة «14» مشاة في كادقلي، دفع الله الرحيمة دفع الله أن القوات المسلحة صدت هجوما للمتمردين على كل من اللحيمر والحمرة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتدمير أربع دبابات، مؤكدا أن الجيش فرض سيطرته الكاملة على الأوضاع فيهما وانه ماض في أداء واجبه تجاه الدولة والمواطنين وفق القانون والدستور، معتبرا معركة اللحيمر بمثابة «رسالة للمتمردين الذين يتربصون بالبلاد » . فيما أكد قائد منطقة اللحيمراسماعيل اسحق مقدرة القوات المسلحة السودانية بالمنطقه وجاهزيتها لصد أي هجوم ، مبينا أن منطقة اللحيمر لن تكون معبراً سهلاً للمتمردين ،معتبرا الحوار هو الحل الوحيد أمام المتمردين للوصول الى أهدافهم السياسية وليس البندقية والاستقواء بالأعداء ضد البلاد . الا أن دوى المدافع وأزيز الطائرات لا يخف على كل من يتواجد بكادقلى وليس سرا بل يعلمه القاصى والدانى فالوضع مختلف تماما عن تلك الظروف التى تمكنت فيها قوات التمرد من قصف المدينة بصواريخ الكاتيوشا ، وأن مايتردد وسط المواطنين وقيادات سياسية تؤكد بان الجيش السودانى أوسع القوات المتمردة ضربا مبرحا لأربعة أيام متتالية هى حقائق واقعية ، وماشاهدته «الصحافة» أن سكان كادقلى يتبادلون التحايا والتهانى وأن هنالك ارتياحا كبيرا وسط المواطنين بمجرد انجلاء المعارك، فسألت بعضهم عما يدور فما أدلوا به من افادات حول المعارك التى دارت تؤكد مقتل أكثر من «100» من القوات المتمردة وعدد من الجرحى لا يقل عن ضعف عدد القتلى، فضلا عن تدمير دبابات وآليات واغتنام أسلحة، فيما احتسبت القوات الحكومية عددا من الشهداء والجرحى ،الا أن مواطنين كشفوا ل«الصحافة» أن سر الارتياح والاطمئنان يكمن فى نجاح قائد الفرقة «14» الجديد اللواء الركن دفع الله الرحيمة دفع الله ويقولون انه استطاع حسم هجمات التمرد الأخيرة بثبات وتفوق وضبط فى منتهى المهنية والاحترافية فى أول تجربة له بكادقلى قائدا للفرقة «14» ،مؤكدين وقوفهم معه ومساندته ويقولون كادقلى آمنة وليست هدفا لمرمى نيران المتمردين . الا أن الهجوم نفسه جاء فى وقت أعدت فيه حكومة جنوب كردفان برنامجا طموحا لاحتفالاتها بعيد الاستقلال يغطى معظم محلياتها انطلقت من محلية كادقلى التى خاطبها مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع استبقته زيارة رئيس المجلس الوطنى الأستاذ أحمد ابراهيم الطاهر ،الا أن زيارة نافع نفسها لم تكن بالعادية . وكشفت مصادر ل«الصحافة» ان قوات التمرد حاولت المستحيل لافشالها بقصف كادقلى كما نجحت سابقا لأكثر من «ست » مرات الا أنها عجزت هذه المرة تماما لاتساع الدائرة الأمنية وافتقادها شبكة «الطابور الخامس» ساعدها الأيمن وكأكبر ضربة موجعة يتلقاها للتمرد خطط لها جيدا ،الا أن تصريحات نافع «الملتهبة» نفسها لم ترض المتمردين، حينما أكد «أن العام 2013 نهاية التمرد فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور» ولكنها كذلك أخرجت أحد الكهول من سكان كادقلى من صمته فرد بسرعة قائلا «انت وقت هم خلوك منخسهم مالك !»، فى اشارة الى أن تصريحات مساعد رئيس الجمهورية سوف تحرك ساكن التمرد فكانت بمثابة « الهدوء الذى تعقبه العاصفة» ، الا أن خطة التمرد كما كشفت مصادر ل«الصحافة» كان مخططا لها احتلال تلودى فى الثالث من الشهر الجارى وكادقلى فى التاسع منه قبل أن تعدل من فكرتها وتفشل فى أهدافها .