٭ لدينا بنايات في غاية الأبهة، ومعمار شامخ، وهذا المعمار الشامخ والبنايات الأبهة في حاجة إلى بشر يعبئون الشكل الجميل بمحتوى أجمل. ٭ ولدينا عربات (أخر موديل) هى أيضاً بحاجة إلى سائقين مهرة، يعرفون كيف يميلون بها عند الغروب.. وكيف يهدهدونها في المساء، وكيف تمنح العربة عشقها للإشارة الخضراء والسابلة وخطوط المشاة، كيف تضاحك العربة شرطي المرور، وأطفال الروضة وتلاميذ المدارس. ٭ أمام كل موظف جهاز كمبيوتر على التربيزة يتفرس فيه طوال اليوم، لكن قليلاً ما يستنطقه أو يحاوره أو يطلب العون منه لارتياد آفاق أوسع والإبحار في ملفات المعرفة والجديد في العالم. ٭ ومعظم الوزارات دخلت عالم الشبكة العنكبوتية وترتبط وحداتها بشبكة رقمية.. ويبقى السؤال إلى أي مدى وصل العنصر البشري في التعامل مع العنكبوتية والرقمية وماهو مردود هذا التعامل على المواطن؟ ٭ وبناء القدرات هو أقصر الطرق لبلوغ الغايات وإحداث الطفرة النوعية واللحاق بمركب العالم التي أبحرت. ٭ والإنسان الذي خصه الله بالعقل، دون بقية المخلوقات قادر على قطع المسافات في لمح البصر، إذا استخدم عقله ومواهبه. ٭ والإنسان قادر على توظيف تجاربه بشكل أعمق عكس الحيوان الذي يبقى على طبيعته رغم التجارب. ٭ روى عن توماس هكسلي في تدليله على صحة نظرية التطور، وتفرد الإنسان العاقل دون بقية الرئيسات والآدميات بالتفكير العقلاني الهادف. قوله: لو أتيحت الفرصة كاملة أمام القردة لاستخدام الآلة الكتابة، فإنها قد تفلح في إنتاج نص أدبي جيد، ولكن ذلك لا يتم إلا عن طريق الصدفة البحتة ومن خلال الاستخدام العشوائي الذي لا يمكن الاعتداد به، وذلك عكس الإنسان الذي يفكر ويخطط مسبقاً مستعيناً بخبراته السابقة لتحقيق هدف معين. ٭ وقبل أعوام أجرى الباحثون في جامعة بليموث البريطانية تجربة لمعرفة كيف تتصرف القردة، إذا انفردت بالكمبيوتر، فكانت المحصلة النهائية محزنة للغاية؛ لأن القردة تعاملت مع أجهزة الكمبيوتر بطرق قد لا تخطر على البال، ابتداءً من التبول عليه إلى مهاجمته، إلى اللهو على غير هدى بمفاتيح الحروف. ٭ والإنسان هو الذي يعرف تماماً وظيفة الكومبيوتر، ويدرك أنه أروع وأحدث وأكفأ وسيلة للحصول على أي نوع وبأي قدر من المعلومات، ويعرف إمكانية الشبكة العنكبوتية وآفاق الهندسة الرقمية. ٭ فقط عليه أن يعرف كيف يوظف ذلك، وهذا لا يكون إلا ببناء القدرات. ٭ ترى هل توقف مشروع وزارة مجلس الوزراء في بناء القدرات لقيادات الخدمة المدنية أم ماذا؟! ٭ فبناء القدرات لا يتحقق عبر دورة أو دورتين، بل هو مران متصل وتدريب مستمر. ٭ من يعطي شكل السودان الجميل، مضموناً أجمل؟!