هذا العام تدخل جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الروائي التي تبنتها شركة زين للاتصالات دورتها الثالثة. والراحل الطيب صالح اسم وروائي ومثقف كان له حضوره عالمياً من خلال ما طرح من نماذج وأساليب كان لها تميزها فانتشرت بجملة لغات وعمرت المكتبات ودور النشر والتوزيع. وعندما رحل الأديب الأريب الطيب صالح في العام 9002م وكان لرحيله رحمه الله وفقده دوي ظهرت له وجوه ومناقب أخرى غير الاعلامي والثقافي. فالرجل صوفي وروحاني شفاف وذلك ما جعلنا نذكره في كتابنا (الراحلون) تحت عنوان (الطيب صالح الوجه الآخر) وفيه أشرنا الى ذلك والى هداوة البال والتواضع وحب الوطن والناس في كل مكان وبخاصة السودان ومولده في (كرمكول) والجوار الذي نشأ فيه مصطفى سعيد وخرجت منه (دومة ود حامد).. وعندما يذكر الطيب صالح الروائي العالمي والكاتب الاكثر شهرة ودوره في تغذية الروح والوجدان لدى الكتاب يذكر ويشكر لشركة زين للاتصالات أنها أطلقت مبادرتها الخاصة ب (جائزة الطيب العالمية للابداع الروائي) التي حفزت الكثيرين في الداخل والخارج وبأكثر من لغة ليعمروا المكتبات بانتاجهم وتتحرك بذلك المياه الراكدة أو التي كانت على وشك أن تركد في هذا المجال لولا الحراك والمنافسة اللذان أتت بهما (زين) قبل عامين وها هي الجائزة تدخل دورتها الثالثة ويتوقع لها المزيد على كل الصعد لاسيما وان اللجنة التي تقوم على الجائزة تضطلع بواجبها بكل مسؤولية وحرص وكفاءة كما دلت التجربة. ثم يزيد من ذلك ويرفع منه أن الشركة القائمة على الجائزة (زين للاتصالات) هي مؤسسة قطاع خاص لها مبادراتها المماثلة في أكثر من مجال اعمالاً لنظرية ومبدأ خدمة المجتمع الذي تعمل فيه وتكسب منه رغم ما يتوجب عليها وتقوم به دعما للاقتصاد والتنمية والنهوض بالامكانات والمقدرات. ومن ذلك المنطلق (منطلق المؤسسة والقطاع الخاص) لا تحتكر (زين) مبادراتها وانشطتها الاجتماعية والثقافية وانما تخاطب بها وتشرك فيها الرأي العام وجهات الاختصاص في المجتمع. ففي هذا الاسبوع وكما حدث من قبل وحسب الاعلان في الصحف سيلتقي المتنافسون من أهل الفكر والابداع الروائي والاعلام ليقفوا على حصيلة التجربة وهي تتجدد وتستمر وتفسح الطريق لأن يرى النور خير ما انتج وكان يحول بينه وبين ذلك ضعف الامكانات وغياب الحافز وبالنتيجة السوق التي يصب فيها ذلك الانتاج في الداخل أو الخارج. اليوم وقد ألقت (زين) بهذا الحجر في بركة الابداع الروائي وهو من وسائل تحريك الفكر والثقافة تكون قد أسدت للمجتمع والقراء معروفاً فقد اصبح التواصل الفكري من مطلوبات وأدوات العصر النافذة والتي لا تعرف حدوداً مع تطور التكنولوجيا والاتصالات. ومن زاوية أخرى فان الطيب صالح الروائي والكاتب والشخصية السودانية التي لها حضورها عالمياً سيظل عبر جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الروائي في حالة حضور دائم ومدرج في الذاكرة. وفي هذا، فضلا عن تحريك المياه الراكدة في الثقافة الورقية، نقول ان الجائزة (وهي عالمية) وليست حصراً على اللغة العربية تكون دخلت بالسودان عبر احد مواطنيه (الطيب صالح) الى الفضاء العالمي ولابد أن يدرج هذا في إطار الدبلوماسية الشعبية والاهلية التي تقوم بها جهات غير رسمية وانما مؤسسات قطاع خاص (ربحية) تدرج في أجندتها انشطة ثقافية وانسانية ووطنية.. والشكر لشركة (زين).