تعتبر مشكلة التلوث البيئي من أهم قضايا البيئة التي تواجه كافة المستويات الدولية والإقليمية، تتساوى في ذلك الدول الصناعية المتقدمة والنامية، حيث يؤدى التلوث البيئي إلى اختلال التوازن بين عناصر البيئة، وبالتالي التأثير على الموارد الطبيعية. والتلوث هو إفساد مكونات البيئة، بحيث تتحول من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة، لفقدانها أثرها في صنع الحياة، وغالبا ما يتم هذا بفعل الإنسان عن طريق الإهمال أو سوء الاستخدام ، والتلوث هو تراكم عناصر ضارة وغير مرغوبة و هو ايضا إدخال المواد أو الطاقة في البيئة عن طريق الإنسان والتي تكون سببا في تعرض الصحة البشرية للمخاطر أو الأذى للموارد الحية والنظم الإيكولوجية أو الضرر للمباني ، أو التعارض مع الاستخدامات الصحيحة للبيئة، كما ان التلوث يحدث بفعل أنشطة الإنسان اليومية مما يؤدى إلي ظهور بعض المخرجات التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي وتؤدي إلي اختلاله. ويحدث التلوث نتيجة عوامل طبيعية، ويقصد بها العوامل التي تنبعث من البراكين والغازات الطبيعية التي تتكون في الهواء وغاز الأوزون المنتج طبيعيا أو الغبار وغيرها من المصادر الطبيعية والتي لا دخل للإنسان بها. او نتيجة لعوامل بشرية، وهى العوامل التي يكون الإنسان هو السبب الرئيسي في إحداث التلوث والخلل في التوازن البيئي عن طريق الاستخدام غير الرشيد لمكونات النظام البيئي، وقد زاد تأثير العوامل البشرية علي البيئة بشكل عام والتلوث الهوائي بشكل خاص بعد الثورة الصناعية. ويؤدى التلوث البيئي إلى إحداث آثار اقتصادية كثيرة أهمها ما يلي: * انخفاض إنتاجية العامل بسبب أمراض التلوث وزيادة النفقات العلاجية والوقائية، وتدني الناتج القومي الإجمالي. * التأثير السلبي على إنتاجية الأنظمة الطبيعية كالمحاصيل الزراعية والثروة السمكية، وغيرها * تدمير الموارد الاقتصادية (مثل التربة والغابات والمياه... الخ) مما يعيق تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية للدولة، وانخفاض كفاءة مواردها الاقتصادية المتاحة، وانخفاض النمو الاقتصادي في المدى الطويل. * التأثير السلبي على توافر واستغلال الموارد الاقتصادية والنشاط الاقتصادي للفرد. كما يؤدى التلوث البيئي إلى إحداث آثار اجتماعية كثيرة أهمها ما يلي: * أضرار تتعلق بالصحة العامة. * توزيع غير متساو للرفاهية حيث يقع الضرر والعبء الأكبر على الفئات ضعيفة الدخل، كما أن الأضرار الناتجة عن تلويث البيئة وتدميرها والتي تصيب الإنسان والنبات والحيوان، لا تؤخذ في الاعتبار كأحد عناصر الرفاهية. * زيادة تكاليف عمليات التنظيف وإصلاح الأضرار بالمباني والممتلكات العقارية. ونحن في السودان لا زلنا نتعامل مع المشكلات البيئية بكثير من من عدم الجدية ونخلي الامور علي الله في كل سلوكياتنا، ولكن اذا قدر للمرء ان يقوم بزيارة خاطفة الي عيادات الخرطوم فقط مساءًا سيدرك ان البلد كلها تسهر صباحى في عيادات الاطباء وان الخرطوم بالليل تبدو قاتمة محزنة مخيفة، وان كثيرا من الناس يذهبون للقبر بخطوات متسارعة بدليل ان حفاري القبور تحولوا الي نجوم مجتمع يحتفي بهم الجميع وهم يحملون الاكفان لموارة قتلى السرطان وامراض الكلي وامراض الصدر !!!!!! ولا زال الامر لا يشغل بال المسؤولين بالمصانع التي تهدر صباحاً مساءً تنفث سمومها علي امدرمان وبحري والخرطوم وعطبرة والنيل الابيض وكل ارجاء السودان، ولا زالت المعاييرالبيئية في صناعة السكر والبترول والأسمنت غير مطبقة كلياً ولا يوجد تقييم لتلك المعايير ان وجدت. وبدأ الريف يأخذ جرعات اجبارية من سموم الصناعة في صمت ليزحف علي الخرطوم طلباً لعلاج لا يوجد!!! و عوادم سيارات كوريا واليابان والمانيا التي امتلأت بها شوارع الخرطوم تتوالد عند كل شارع واشارة ضوء في صورة عجيبة تذهلك ، وخليها علي الله تبدو عالية النغمة ولن نعيش اكثر من ماقسم لنا !!!! تلوثت مجاري المياه وفقد اروع انهار الدنيا والأخرة واطولها النيل نقاه في السودان، وتغير لون مياهه الزرقاء التي كانت تثير اعجاب القادمين للسودان اول مرة وتحول الي عكرة لا تخطئها العين!!!!! مصانع المنتجات البلاستيكية من اكياس البلاستيك وقارورات المشروبات الغازية تزدهر صناعتها وتشارك الأرجل خطاها في شوارع الخرطوم وتساهم في رحيل جميع مخلوقات الله في السودان من انسان وحيوان في صمت وأسي. لماذا لا تضمن شركات المشروبات الغازية تلك في مسؤوليتها الاجتماعية ولياليها السرمدية التكاليف البيئية من تلويثها بيئة اللهَ!!!!!! وشركات الاتصالات بأبراجها العليا التي تخترق البيوت حيث الاطفال والنساء وكبار السن ينامون في سلام لا ينتبهون الي ان العدو فوق رؤوسهم يسبب لهم امراض السرطانات وضغط الدم والتوتر، وهي بذلك تخرب اجسادهم بمثل ماتخرب مكالماتها جيوبهم خراب في خراب!!!!!! لماذا لا تكمل شراكات الاتصالات كرمها الحاتمي الموثق علي وسائل الاعلام وتبني مستشفيات للسرطان والضغط والسكر وبيع الاوهام لشباب السودان . تربة السودان الخصبة والتي لا تزال بكرا تتعرض للتلوث بمبيدات واسمدة منتهية الصلاحية، تأتي في عطاءات مشبوهة من قلوب سوداء لا يهمها سوي ملء جيوبها ولا احد يحاسب، لا احد يسأل لا احد يهتم موت بالغمتي ودمار سنظل ندفع ثمنه جيلا بعد جيل !!!!!! لماذاالهجمة علي الجراد فقط وترك البشر النهمين الذين خربوا باعترافاتهم تربة السودان واكلوا في ليلة واحدة كل مدخرات المزراعين البسطاء، اليس الجراد افضل منهم لانه لا يدري الضرر!!!!!!! شبكة المجاري التي انشأتها حكومة الفريق عبود في اوائل الستينيات حينما كانت المدينة صغيرة لا زال يعتمد عليها في عام 2013م دون تجديد، دون توسعة تلوث شبكات مياه الشرب وتعانق المياه الجوفية وتنشر روائحها ورذاذها علي سكان الخرطوم القديمة، ولم يفلح نظام من الانظمة التي تلت نظام عبود في عمل شبكة واحدة ورغم ذلك ثاروا عليه في اكتوبر الاخضر الي ان وصلنا اكتوبر الاسود!!!!!!!!!!!!! ان المنشآت التي تتسبب في تدمير البيئة يجب ان توقف وان يحاسب المسؤولون عن ذلك، وان يدفعوا تكلفة اصلاح هذا الدمار أوتتحملها المنشأة من أجل التوافق مع المعايير المنظمة لقوانين البيئة والتكاليف التي تنفق من أجل تخفيض أو توقف انبعاث المواد الضارة، والتكاليف الأخرى المصاحبة لعملية تسببها في تلوث المجتمعات من حولها لكي تفي تلك المؤسسات التي يطلق عليها وطنية دينها لهذا البلد وتقوم بمسؤولياتها تجاه البيئة المحيطة بها. والا توقف ولا ضرورة أن يتم تصنيع المنتجات على حساب الإضرار بالبيئة، وحتى يمكن تحقيق ذلك يجب: - ألا تستخدم فى الإنتاج مواد ملوثة للبيئة. - تقييد صدور الانبعاثات الضارة للبيئة من العمليات الصناعية. - عدم تصريف مخلفات عمليات التصنيع على حساب الأضرار بالبيئة. - العمل على إعادة تدوير أو إعادة استخدام المخلفات التى تنتج من عمليات التصنيع. ويشهد العالم المتحضر والحكومات المهتمة بشؤون البيئة والإنسان ظهور أجهزة ومعدات تكنولوجية حديثة تقلل الفاقد والانبعاثات أثناء عمليات الإنتاج مما يؤدى إلى الحفاظ على البيئة الداخلية للمنشأة، ومن ثم خفض المخاطر المحتملة من تعرض العاملين لها وعدم إحداث أضرار للبيئة الخارجية فأين نحن من ذلك!!! وبالمناسبة أين وزراة البيئة؟؟