السرطان ذلك الزائر الناعم الخبيث الذي يتسلل إلى أجساد البشر بعقد لقاءات حميمة مع خلايا الجسم لكي لا تهب مدافعة للهجوم عليه ويأمن جانبها وتتحول من مهمتها من الحماية والدفاع الى السمر مع ذلك الزائر الغريب الذي يدخل في هدوء ونعومة بعد ان ضمن عدم المقاومة، يبدأ في نهش ذلك الجزء من الجسم الى ان يتحول الى خلية سرطانية ترسل سمومها الى الجسم كله ويتحول الزائر المتسلل الى مالك حر للجسم يعمل على سرقة الحياة من الجسم ويأخذه في خطوات عجلى الى القبر مالم يكن المرء محظوظاً فيدرك حالة التسلل في وقت مبكر فيكتب له النجاة قبل ان يدخل في دوامة من الآلام والعذاب ورؤية الدنيا تغيب شيئاً فشيئاً والقبر يفتح ابوابه له ويرى الألم في عيون من حوله، هذا المرض الخبيث انتشر في سماء السودان بصورة اثارت الخوف والرعب والقلق في نفوس الجميع وامتلأت مستشفيات السرطان على قلتها وللأسف لم تجرِ دراسات وبحوث علمية لمعرفة اسباب تلك الزيادة المضطردة رغم ان كليات الطب والعلوم زي الهم في القلب ولم تشعر وزارة الصحة ان هنالك ضرورة لمعرفة اسباب تلك الزيادة المخيفة خاصة في ولايات الشمال والوسط والشرق !!!!!!! كذلك لم تحرك وزارة البيئة ساكناً لدراسة تلك القضية البيئية هل ياترى نحن قوم نحب الموت ونتلذذ بالألم لذلك لا ننشغل لموت الجملة والقطاعي !!!! ام نعشق موت الغمتي رغم ما فعله ذلك الغمتي بنا !!!!! لا يهمنا آلاف الاطفال الذين تركوا صدور امهاتهم لكي يناموا مع الانابيب والحقن وزهدوا عن لهو الطفولة لكي يتلظوا بآلام ذلك الخبيث، لا يثير خوفنا فقدان العائلات لآبائهم وامهاتهم فقد الحبان وفقد الجيران وفقد الاصدقاء وتذوق المرارة ولعق العلقم، نحن نعلم ان الأجل لا يمكن الهروب منه لكن مطلوباً منا ان نعيش حياة بنوعية صحية جيدة كبشر خالية من آلام الجسد والنفس . ان السرطان يأتي حينما يبدأ في جسم الإنسان الذي يتكون من مجموعة من الأعضاء والأنسجة والتي تتكون بدورها من ملايين الخلايا تختلف عن بعضها من ناحية الشكل والوظيفة لكنها تنقسم وتتكاثر بالطريقة نفسها وعادة يحدث إنقسام الخلايا بشكل منتظم بحيث يمكن لأجسامنا النمو والاستبدال أو إصلاح الأنسجة التالفةِ .هذا التكاثر يكون في وقت محدود والى حد معين ، لكن ان خرجت هذه العملية عن السيطرة فإن الخلايا تبدأ بالتكاثر بسرعة وينتج عن هذا ما يسمى بالورم. إن لبعض العادات مثل التدخين وبعض انواع الغذاء تأثير هام في الاصابة بالسرطان والأغذية المشبعة بالدهون والمعلبة والتي تضاف اليها مواد ملونة تمثل سبباً رئيسياً في الاصابة بالسرطان ويأتي تلوث البيئة في قائمة المسببات ونقصد بتلوث البيئة هنا "هو إحداث تغيير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلى ظهور بعض المواد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي و يؤدي إلى اختلاله " وعندما يحدث ذلك الاختلال تتداعى الانظمة البيئية ويحدث التلوث الذي يسبب جملة من الامراض يعد السرطان ابرزها وهذا التلوث يحدث بانواع عديدة كتلوث الهواء الذي نتنفسه او الماء الذي نشربه او التربة التي نعيش على انتاجها، وتتنوع ايضاً مسببات ذلك التلوث من تلوث ناتج من العمليات الزراعية او الصناعية او نمط حياتنا اليومية الممارسة من سلوكيات غذائية مضرة ،او من طبيعة تركيبة المرء النفسية فالاشخاص الذين يميلون للنكد والغضب والحقد هم اكثر الأشخاص عرضة للاصابة به وعلى عكس ذلك الاشخاص المتفائلون المرحون يبدون اقل عرضة للاصابة به وقد يبدو الأمر مربكاً اذا كنت مرحاً متفائلاً لكن تبدو الحياة من حولك كئيبة قاتمة فليس عليك سوى انتظار أجلك او تغيير مصادر النكد والألم و ما اكثرها في سودان اليوم !!!!!!. نحن نعلم ان كثيراً من الدول المتطورة او التي تملك امكانيات لمستوى معيشى افضل لديها ايضاً نسبة مرتفعة من اصابات السرطان لكن ارتفاع مستوى العناية الصحية ادى الى انخفاض نسبة الوفيات مقارنة بالدول النامية الفقيرة التي تأخذ النصيب الأكبر حيث لا توجد فرص للكشف المبكر والعلاج ناهيك عن وجود أسرة ومستشفيات متخصصة تواجه تلك الزيادة المتزايدة. ان الصناعة عموماً تبدو المسبب الأكبر للتلوث الذي يصيب البيئة وفي ظل عدم توفر الاشتراطات البيئية يبدو الامر اكثر خطورة ويمثل غياب الوعي البيئي البوابة التي يدخل منها التلوث فلو كل مواطن رفض ان تقام منشأة من اي نوع في منطقته قبل ان يطلع على دراسات التقييم للضرر البيئ الذي قد يحدث او ادرك الوسيلة التي يتم بها التخلص من مخرجات تلك المنشأة لكفي نفسه والآخرين اخطاراً كبيرة ولو كل فرد عمل على زراعة اي نوع من الاشجار حول بيته لكفى نفسه سموم الرقشات وجاز الحافلات ، ان المرء ليصيبه القلق والهم وهو يرى اننا تحولنا الى مقلب نفايات العالم خاصة من الدول التي يطلق عليها صديقة ومعروف عنها ان صناعتها لا تراعي المعايير البيئية وان قراها ومدنها يطلق عليها مدن السرطان. أن كل شيء من حولنا صار يدخل فيه مواد صناعية تسبب الضرر بدون وعي وتوعية فالاغذية التي نتناولها في يومنا تبدو مخيفة فالخضروات تغير طعمها والفواكه التي تأتي من كل بقاع الدنيا لا ندري كيف زرعت وكيف شحنت وماذا اضيف اليها لكي تصل طازجة الى افواهنا!!!!!!! الدواء الذي نتناوله ايضا يبدو انه مصنع في مبنى الأممالمتحدة من كثرة الدول والاسماء التي تملأ ارفرف الصيدليات و حين كنا صغاراً لم نكن نعلم ان هنالك جهات تصنع الدواء سوى بريطانيا وسويسرا وألمانيا!!!!! ملابسنا كانت تحمل ماركات دول معروفة لندن باريس ولم يكن هذا خاصاً بفئة معينة دون اخرى بل كانت تباع باسعار بسيطة في ارفف اسواق امدرمان والخرطوم وكنا اصحاء الآن تبدو صناعات الدول التي نستورد منها نفايات ملابس ملوثة انها قبيحة مستهلكة كأنها تم لبسها قبل وصولها لنا و لا ندري اي مواد ادخلت في صناعتها !!! كل شئ قابل لان يكون مصدرا كبيرا للسرطان ونحن لا نملك الحق في ان نعرف كيف صنع وكيف شحن وكم استغرق في التخزين ؟؟؟؟ هذه المواد قد يكون لها تأثير على نمو الخلايا او اضعاف المناعة مما يسبب قابلية الانسان لكسب الاورام. نفايات المصانع اين تذهب؟؟ مصدر مياه الشرب هل هي نقية ومصدر قياسنا البسيط حينما يأتي المقيمون في خارج السودان وما ان يتناولوا مياه شربنا من مواسير المنزل الا وبدت اعراض التسمم عليهم !!! شبكات المياه هل بها رصاص متراكم ؟؟؟ هواؤنا هل هو نقي ؟؟؟ ماذا تنفث مصافي البترول؟؟؟ اين تذهب المياه من فائض البترول؟؟؟ ولاية نهر النيل التي تأتي في المرتبة الثالثة بعد الخرطوم والجزيره مع ملاحظة قلة عدد السكان في تلك الولاية؟؟ ماذا تفعل مصانع الاسمنت بها ؟؟؟ من يهتم من يتابع من يرصد ان الصمت مريب!!!!!!! الغذاء الناتج عن الرى بالمياه الملوثة والمبيدات والاسمدة الكميائية يدخل بطوننا اسماك الجاسر في النيل الابيض تزكم رائحتها الانوف !!!!!!!!!! كما تحتوي معظم اللحوم في الأسواق على مضادات حيوية متراكمة، وهرمونات وطفيليات وهي كلها ضارة جداً وهو ما يطلق عليه الغذاء المسرطن ، نحن نأكل ونأكل ولم نستطع الهضم بعد!!!!!! إن كثيراً من الاشياء التي تحيط بنا وتدخل في تركيب حياتنا اليومية حتى اننا بتنا لا نستطيع الاستغناء عنها ونعلم كل العلم انها تؤدي للسرطان: 1- انتشار التدخين بكل انواعه: السلبي والشيشة وغيرها... 2- المواد البلاستيكية في ادوات الطعام وحافظاته 3- المواد الملونة غير المراقبة 4- المبيدات الحشرية القوية 5- المياه الملوثة التي تدخل في سقاية المزروعات 6- دخول مواد صناعية غير مدروسة في المواد الغذائية تعطي النكهة واللون بدلاً من الفاكهة الاصلية كالمشروبات الغازية 7- اجهزة الثلاجات والمكيفات التي تعمل بالغاز 8- اشعة الشمس الحارقة خاصة من الساعة العاشرة صباحاً الى الرابعة مساءً تتسلل من خلالها الاشعة فوق البنفسجية فتسبب سرطانات الجلد واختلال الخلايا الذي يقود للاورام وتسبب ايضاً المياه البيضاء (الكتاراكت) هل نحن في حاجة الى عمى اكثر!!!!! ان الأمر يستحق الاهتمام من الجهات المسؤولة عن الصحة والبيئة ومراكز الدراسات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات البيئة في معرفة كيفية ايقاف هجمة السرطانات علينا!!!!!