٭ كثير من المبدعين يعملون بصمت خلف الكواليس، ولكن طبيعة مهنتهم تفرض عليهم ذلك، فالعازفون، بأناملهم الرقيقة يتقاسمون الابداع مع الفنان، ومهندسو الصوت بالاذاعة لهم القدح المعلى في ربط المذيعين بالمستعمين، والمصممون لهم الفضل في اخراج الصحيفة بألوانها واشكالها وصفحاتها الانيقة، ولكن ما يدعو الى الحزن حقاً، اسماء ووجوه، كانت في الواجهة تنثر الابداع في كل مكان، وتضج بالحيوية خلف الشاشات البلورية، وخلقوا لهم مساحة رحيبة من الود بينهم والمشاهدين، ولكن ابتلعتهم الفضائيات والقنوات العربية، وأصبحوا يعملون خلف الكواليس، بعد أن كانوا في يجملون الشاشة بطلاتهم. ٭ ما يدعو للتساؤل، لماذا تتعامل الفضائيات العربية مع المذيع السوداني بإعتبارة صوتاً قوياً وجميلاً، وتختزل ابداعة في صوته فقط، فهل المبدع السوداني غير مؤهل لكي يتعامل مع «الكاميرا»؟ لم نجد سبباً منطقياً لهذا التعامل المجحف من الفضائيات العربية مع الإعلاميين السودانيين اصحاب المؤهلات والخبرات والكفاءة، والذين اصبحوا «صوتاً بلا صورة، ولمعاناً من غير بريق» خلف الشاشات العربية. ٭ والأمثلة كثيرة لحكايات ظلم مازال يمارسها الاعلام العربي بالتمييز غير الايجابي، مع الإعلاميين السودانيين، ويكفي عمار عبد الرحمن صاحب الصوت القوي والمميز، الذي دفن موهبته بعد ان حول اسمه الى «عمار عجول» واصبح متخصصاً في قراءة التقارير فقط، وكانت آخر «طلة» له من خلال الشاشة البلورية في تلفزيون السودان في نشرة العاشرة، ومنذ ذلك الزمان لا أحد يعرف شيئاً عن عمار عبد الرحمن، ولا ننسى أيضاً زميله الموهبة «لقمان حسن همام» الذي تشاطر مع عجول قراءة التقارير، ومن حين لآخر، وبعد فترات متقطعة نتفاجأ بصورة «الزبير نايل» في قناة «الجزيرة»، ولكن خارج وقت الذروة والمشاهدة العالية، وذلك بعد أن «ينام الأمراء» كما قال زميلنا الاعلامي الساخر. ٭ هي تساؤلات مشروعة نأمل ان نجد لها بعض الإجابات من اهل الشأن. فلماذا يرضي الإعلامي السوداني ان يلعب دور «الكومبارس» في الوقت الذي لا تقل فيه كفاءته عن الآخرين؟ ولماذا يتعامل الاعلام العربي مع المذيع السوداني بهذا الظلم والإجحاف؟ ألف مبروك يا مخير إنت بتبيع المشاعر ما البصر دون البصائر والأصل ما ببقى صورة [email protected]