اصدرت دولة جنوب السودان تعليمات بانسحاب قواتها المتمركزة بمنطقة الميل «14» بموجب الاتفاق الذي وقعته أول امس مع السودان باديس ابابا،واعلنت استعدادها لاستئناف ضخ النفط فوراً، في وقت تبدأ اللجنة السياسية العليا برئاسة ادريس عبدالقادر وباقان اموم في وضع اللمسات النهائية لمصفوفة اتفاقيات التعاون تمهيدا للتوقيع عليها كحزمة واحدة والمصادقة عليها من قبل رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت . وأكد وزيرا دفاع البلدين عبدالرحيم محمد حسين وجون كونق ان الاتفاق على مصفوفة الترتيبات الامنية سيفتح الطريق امام التطبيع الكامل بين الدوليتن ولتنفيذ الاتفاقيات الثماني الاخرى وعلى رأسها النفط والتبادل التجاري . وابلغت مصادر «الصحافة « ان رئيسي الوفدين باقان اموم وادريس عبدالقادر دخلا في مشاورات منفصلة مع الوساطة الافريقية تمهيدا لبحث مصفوفة جداول اتفاقيات التعاون الثماني المتبقية،وأكدت على اصرار الوساطة على احداث اختراق، ورجحت ان يتم التوقيع عليها كحزمة واحدة اليوم، واكدت ذات المصادر ان المصفوفة الامنية كلفت وزيري الدولتين ورئاسة الاركان بتوضيح التفاصيل الخاصة بفك الارتباط في السابع عشر من الشهر الجاري ،مبينة ان الطرفين اتفقا على ان تكون رئاسة قوات المراقبة في ابيي وبشكل مؤقت في كادوقلي واشارت الي ان تلك القوات حدد لتمركزها اربع مناطق اثنان منها في دولة الجنوب ومثلهما في دولة السودان . الي ذلك، اعلن وزير الدفاع الجنوبي جون كول في تصريحات عن صدور تعليمات لقواته بالانسحاب الفوري من منطقة الميل 14 ابتداء من اول امس، ورحب بالاتفاق واعتبره ضربة البداية في استقرار العلاقات بين الدلتين ، و أشاد كونج بهذا الاتفاق، مؤكدا أنه «لا توجد عقبات الآن امام بدء تطبيق جميع الاتفاقات التسع التي وقعها رئيسا البلدين بأديس ابابا في 27 سبتمبر الماضي بما يتضمن اتفاق التجارة وتصدير النفط»، وأشار الى أن تنفيذ الاتفاق الأمني كان أحد الشروط المسبقة لتطبيق الترتيبات المتعلقة بالاتفاقات الأخرى،موضحا ان هذا الاتفاق يقضي ايضا بسحب قوات كل من البلدين الى خارج منطقة (الميل 14). ومن جانبه، اكد وزير الدفاع، عبدالرحيم محمد حسين، ان الاتفاق سيفتح الطريق نحو التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين . وفي السياق ذاته، اعلن وزير النفط الجنوبي ستيفن ديو داو ان بلاده مستعدة لاستئناف تصدير النفط فوراً،وقال «نأمل ان يلتزم السودان بتعهداته بسحب كافة القوات من المناطق منزوعة السلاح». وعلى صعيد ردود الافعال ،رحَّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ،بالاتفاق المبرم بين السودان وجنوب السودان ويمهِّد الطريق نحو تحقيق السلام بين البلدين. وذكر مكتب المتحدِّث باسم الأممالمتحدة في بيان أن «الأمين العام يرحب بالاتفاق المبرم أمس الاول وينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود وإرسال آلية التحقق والمراقبة وتفعيل آليات أمنية أخرى»،وقال الأمين العام إنه عقب التوقيع على الاتفاق، «لا يتعيّن وجود شروط تعيق التطبيق الفوري لباقي الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في سبتمبر الماضي»،وأضاف أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم الدعم لتطبيق الاتفاق ومساعدة طرفي النزاع على تطبيق باقي الاتفاقيات المبرمة بينهما.» وحدد اتفاق تنفيذ مصفوفة البروتكولات الأمنية، ما بين 10 14 مارس بداية لصدور الأوامر الأولية من قيادة البلدين بانسحاب القوات من المنطقة منزوعة السلاح. من ناحيته، رحب الإتحاد الأفريقي بالخطوة،معرباً عن ثقته في ان حكومتي البلدين سوف تطبقان ما وقعتاه بصورة ناجزة وصادقة. وقالت الدكتورة ناكسونا دلاميني زوما مفوضة الاتحاد الأفريقي في بيان أصدرته صباح أمس، ان توقيع الاتفاق يزيل العقبة الوحيدة امام تنفيذ الاتفاقيات التسع الأخرى التي وقعها الرئيسان البشير وسلفاكير في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في ديسمبر من العام الماضي . واشار البيان إلى ان الاتحاد الافريقي يتطلع إلى التئام اجتماعات اللجنة الرئيسية في العاشر من الشهر الجاري للنظر في المصفوفه التي اعدتها اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى لتنفيذ بقية الاتفاقات بين الدولتين. من جهتها، رحبت الولاياتالمتحدة بالاتفاق الأمني الذي وقعته السودان وجنوب السودان لإقامة منطقة حدودية آمنة منزوعة السلاح، ووضع جدول زمني ثابت لانسحاب القوات، ومسار مستقبلي لنشر قوة لمراقبة الحدود المشتركة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند - في بيان لها امس - إنه يتعين على الطرفين في نفس الوقت بدء التنفيذ الفوري لجميع اتفاقيات التعاون التسع المبرمة في 27 سبتمبر، مشيرة إلى أنه يتعين تنفيذ كل من هذه الاتفاقات بشكل مستقل دون شروط أو تأخير،وأضافت نولاند:» أننا نشيد بالطرفين وبفريق التنفيذ رفيع المستوى للاتحاد الأفريقي، وقوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي على جهودهم المستمرة لتنفيذ خارطة طريق الاتحاد الأفريقي، وقرار مجلس الأمن بالأممالمتحدة رقم «2046».