ما أن صدر كتاب وقائع الثورة الليبية الذي قمت باعداده من داخل الاراضي الليبية (على اثر ثورة 71 فبراير 1102) حتى تبين لي اهمية تدشين هذا الكتاب وأهمية ان تقوم بعملية التدشين منظمة أم بادر للتنمية الانسانية التي يقودها صديقنا ابن ام بادر مختار محمد مصطفى والذي سعى لأن تكون منظمة أم بادر هي منظمة أهل سودري قاطبة. وبدأ تنفيذ الفكرة بسلسلة من الاجتماعات واللقاءات والاتصالات بين الاصدقاء من مواقع شتى وطرائق قددا حتى جاءت امسية التدشين في الثاني من مارس 3102م بدار اتحاد اصحاب العمل السوداني قاعة السيد عز الدين السيد. وتربطني بالسيد عز الدين السيد صلات طيبة من خلال العمل الصحفي وهو صديق للصحفيين من داخل السودان وخارجه. وطلب مني في احدى المرات مرافقة صحفي قدم للسودان من دولة الكويت وكان ذلك الصحفي يعمل باحدى المجلات في الكويت وقدم لي قائمة مختارة من الساسة الذين يريد مقابلتهم والعادات السودانية التي يريد التعرف عليها عن قرب وخاصة الزواج في السودان، ومن حسن حظي ان حضر زواج نجل السيد عز الدين السيد الذي أمه عدد من الحضور من كافة ألوان الطيف السياسي في السودان. وقد قدم اتحاد أصحاب العمل السوداني ممثلا في أمينه العام الاستاذ عبد السلام الغبشاوي قاعة عز الدين السيد (مجانا) وهي قاعة رحبة تسع لقرابة الالف شخص وخشينا ان تكون خالية من الجمهور وان لا تجد الكراسي الوثيرة من يجلس عليها ذلك لكوننا من اهل الهامش. والمهمشون دائما لا حظ لهم في اندية الخرطوم واعلامها وصحافتها. وكان العكس بحمد الله حيث تنادى الناس من كل مكان وغمروا عز الدين السيد حتى فاضت جوانبها وكانوا رجالاً ونساء شيوخا وشبابا مما يدل على أنها على موعد مع النهضة والزحف على المرافق الحيوية لاستلامها، فنحن لا نزحف على السلطة لاستلامها كما يفعل الواهمون من امثال العقيد القذافي الذي يتحدث عن زحف الجماهير لاستلام السلطة والسلاح وعندما زحفت عليه استنكر ذلك، جاءوا من الجامعات السودانية قاطبة طلاب وطالبات ميزوا انفسهم بالزي والحشمة والتطلع وجاءوا من شمال كردفان حيث الانتماء والعودة الى الجذور وجاءوا من احياء الخرطوم وام درمان وشندي وفتح العقليين هؤلاء القوم الاشراف أهل البيت الهاشمي الذين لا يتباهون ابدا بالانتماء اليه غير ان سمتهم كله يدل على ذاك المنبع الاصيل. جاء المشاركون في التدشين من ليبيا واهل مصراتة وزاوية المحجوب ممثلين في الاخوين الدكتور نصر الدين وعلى من اسرة محمد رحومة وهي اسرة مصراتية عريقة، وجاء اصدقاء الكاتب من الصحفيين النور أحمد النور وعادل سيد أحمد خليفة وجمال عنقرة وآمنة السيدح وعبد الوهاب موسى وعمر باشاب وعبد الحفيظ مريود، وتلفزيون الشروق وشركة افوكن فوكس للاعلام والاذاعة السودانية العملاقة ومديرها الجسور معتصم فضل. جاء اللواء عمر نمر معتمد محلية الخرطوم وجاء آدم الطاهر حمدون والدكتور بشير آدم رحمة وجاء الدكتور قطبي المهدي وجاء الدكتور عادل العاجب نائب مدير عام الشرطة وجاء صديقنا بابكر احمد دقنة وزير الدولة بوزارة الداخلية وجاء شيخنا العزيز مولانا عبد الوهاب خليفة الشيخ الكباشي وجاء العم حمد علي التوم زعيم قبيلة الكبابيش وجاء الدكتور ابراهيم حسن حسين وجاء الاستاذ مجتبى الزاكي. وجاء الشيخ عبد الله محمد فضل الله الاعيسر زعيم قبيلة الكواهلة. والذين لم يتمكنوا من حضور حفل التدشين تواصلوا معنا عبر الهاتف مبدين الاعتذار وقد بدا عليهم الأسف لعدم تمكنهم من الحضور ونحن نشكرهم وكم اسفت على عدم مشاركة الاستاذة منى ابو العزائم التي سافرت الى خارج البلاد وكانت هي رئيسة اللجنة الاعلامية للتدشين وقد اظهرت نشاطا مقدرا وعندما كانت ساعة الصفر أولت المسؤولية الاستاذ عمر باشاب الذي قام بالمهمة خير قيام. وقد تحدث في حفل التدشين كل من الدكتور محمد محجوب هارون والدكتور خالد التجاني والبروفسير عبد الله علي ابراهيم والدكتور إبراهيم الكباشي والاستاذ عثمان البشير الكباشي والاستاذ حسين خوجلي. وكان الامين العام لمنظمة ام بادر للتنمية الانسانية قد ركز على اهمية التواصل بين ليبيا وشمال كردفان ومد الطريق من أم بادر الى جبرة الشيخ وسودري وحمرة الشيخ حتى الفاشر ثم دارفور. اما استاذ علم النفس والصحفي الدكتور محمد محجوب هارون فقد اكد على ضرورة الحديث عن التنمية وربط دول الجوار ببعضها البعض كما تحدث عن البواعث النفسية والثقافية التي دعت الكاتب للسفر الى ليبيا والاجتماع بأهل البادية والريف في ليبيا ومن ثم كتابة الكتاب الذي اعتبره اضافة طيبة للمكتبة العربية في كل مكان. وتحدث الدكتور خالد التجاني رئيس تحرير صحيفة ايلاف مهنئا الكاتب على انجاز كتاب وقائع الثورة الليبية الذي يعتبر مفخرة للصحفيين والاعلاميين والكتاب. وتحدث الدكتور ابراهيم الكباشي وكان قد أعد العدة للترحيب بالدكتور عبد الله علي ابراهيم الذي رآه في عام 7991م في بادية الكبابيش يعد العدة لرسالة الماجستير حول كتابه فرسان كنجرت ديون ثورات الكبابيش وعقالاتهم ولم يره منذ ذلك الوقت الا في هذا اليوم على منصة التدشين وقد عبر الدكتور ابراهيم الكباشي عن حبه لبادية الكبابيش وحمرة الشيخ شعرا ونثرا فقال: استمعت في حيات الى الموسيقى العالمية بما فيها بتهوفن ولكنني لم اطرب لها كطربي للود والزمبارة وأكلت الاطعمة الشرقية من الولاياتالمتحدةالامريكية حيث كان طالبا الى موسكو وهو سفير للسودان هناك ولكنه لم يجد طعماً أحلى من طعم ام حليبين في البادية وركبت الطائرات والسيارات الفاخرة ولكنني لم اجد أطلى من ركوب الجمال. واستمعت للاشعار بكل اللغات ولكن قول شاعر البادية لا مثيل له: التيس على روس القلع يشرف رزم وشاشالي ريم الغروب يتكرف الوادي الغزير شتلو وغديرو مسرف يا ريت كان قبيل بيه الزمان ما عرف اما الدكتور عبد الله علي ابراهيم فقد تناول الكتاب بالتحليل وابداء الملاحظات على الفصول والأبواب.. وقال قولته المشهورة لقد حسدت الاخ حسن على هذا الكتاب وكم تمنيت ان اكون انا الذي كتب هذا الكتاب.. وقال ان الاخ حسن كباشي محظوظ وجد فرصة للسفر الى ليبيا وخاصة مدينة مصراتة التي يتمنى كل كاتب وصحفي واعلامي ان يزورها فهي (ليننجراد) الشرق.. وقال: ان الكتاب كان شجاعا عندما قال انه لم ينشأ اليه دليل على مشاركة حركة العدل والمساواة في ليبيا في الحرب الى جانب القذافي.. كما تحدث عن معارض الثورة حيث قال: تشهد ليبيا ومدينة مصراتة على وجه التحديد حركة واسعة لمعارض الثورة وهذا جميل ان توثق الثورات لنفسها ويكون ذلك على مسافة قريبة من الحدث وان فتوى هذه المعارض على الاسلحة التي استخدمتها كتائب القذافي ضد الثوار بالاضافة الى الاسلحة التي ابتكرها الثوار لصد كتائب القذافي عن مدينتهم.. وفي المعرض اسماء لضباط من الجيش الليبي اطلق عليهم القذافي اسم الخونة واستباح ونشر اسماءهم في وسائل الاعلام. وحديثه عن دور شجرة النخيل في الدفاع عن المواطنين ودور الكثبان الرملية. كما تحدث الكتاب عن دور الموبايل في التوثيق للحرب في ليبيا حيث قال الكاتب: ما يعزز ذاكرة الشعب الليبي اكثر واكثر هو جهاز الهاتف المحمول والذي تخزن به الصور والمشاهد والاصوات والاهازيج وقد يدعوك أحد الثوار دعوة خاصة لمشاهدة صور الحرب والمعارك الحربية من على الهاتف او جهاز الكمبيوتر ويطلقون عليه اسم (فيديوهات) وان الكاتب قد التقى عمران الشعبان وهو الذي سيطر على القذافي ولكنه لم يأخذ منه الافادة المطلوبة حيث جاء حديثه مغتضبا. وتحدث عن اللون الاخضر وولع القذافي بهذا اللون واذا اراد الناس ان يصفوا شخصا بموالاة القذافي يقولون انه اخضر. وتحدث عن تحرير العاصمة الليبية طرابلس والتي عرفت باسم فجر عروس البحر. وتحدث في حفل التدشين الاستاذ حسين خوجلي رئيس تحرير الوان: وقال حسين ان ما حواه الكتاب من سرد للاحداث لا يصدر الا من الصحفيين كما تحدث عن شجاعة الكاتب الذي لا يتوانى في الحديث وقد عهدناه كذلك. وتحدث حسين عن اهمية الثورة الليبية وقال للثوار عندما كنتم انتم في جبهات القتال كان حالكم افضل من حالنا لاننا تمنينا لو كنا معكم في احلك اللحظات فقد كانت الثورة همنا وشغلنا الشاغل. وأوصى حسين خوجلي ثوار ليبيا بالوحدة الوطنية والمحافظة على تراب الارض وان يجعلوا من بلادهم انموذجا للبلدان العربية الاخرى في الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان. وكان الشعر حضورا في المحفل صائلا وجائلا في عز الدين السيد: الشاعر عبد الله ود ادريس الذي تغنى للربيع العربي وتابع القذافي وسلوك القذافي وضرورة اخذ العبرة من جاء به القذافي من استبداد وظلم لشعبه والشعوب لا تستكين للظالمين مهما حاولوا سجنها في محبس الظلم ومنعها من الاستمتاع بحياتها حياة الحرية والديمقراطية. وشارك في حفل التدشين الدكتور نصر الدين محمدرحومة استاذ الاحياء الدقيقة بجامعة مصراتة والذي حيا دور السودان حكومة وشعبا في دعم ثورة الشعب الليبي كما ثمن غاليا الدور الذي قامت به الاسر السودانية في مصراتة في دعم الثورة حيث كان الثوار في حاجة الى مدنيين يبقون الى جوارهم وقد ضربت اسرة علي محمد صالح (شقيق الكاتب) أروع الامثال في الصمود والبقاء في مصراتة حتى تحقق النصر لكل الليبيين وثورتهم المجيدة. وجاء معتمد محلية الخرطوم اللواء عمر نمر ليؤكد على اهمية ان يكتب الصحفيون والاعلاميون الكتب ويوثقوا للاحداث معلنا دعم محلية الخرطوم لحركة النشر والتأليف بالخرطرم وقد حيا الحضور على الاحتشاد والاحتفاء مما يدل على ان الكتاب كوسيلة اعلام لازال يحتفظ بجمهوره على عكس ما كان يظن البعض ان الكتاب قد فقد ألقه وبريقه بعد ظهور القنوات الفضائية وشبكة الانترنت. وكان رئيس الجلسة عثمان البشير الكباشي بارعا في الحديث وتقديم متحدثيه الواحد منهم تلو الآخر مع تقديم المتحدث في كافة ابعاده الشخصية والاجتماعية والسياسية ويعتبر عثمان الكباشي شريكا اصيلا في كتاب وقائع الثورة الليبية حيث ذهبنا الى هناك معا وقضينا معا وقتا في مدنها واريافها ونجوعها واثرنا الافكار وجلسنا معا الى الثوار بدءا بعمر الشيباني ورمضان الشعبان ثم ان كان من المشجعين والملاحقين لي بأن يرى الكتاب النور فله التحية ولا انسى ان احيي اسرتي الصغيرة وابنائي على صبرهم وتحملهم غيابي عن المنزل لفترات طويلة ولا انسى دور الكريمات اخلاص وحياة ولا الصغيرات منى وفاطمة وكل المدشنين والمدشنات لهم التقدير والعرفان. كسرة: الكتاب متوفر في المكتبات بالخرطوم، دار عزة وغيرها من المكتبات.