في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان امتطاء عربة التاكسى حلما عصيا يراود السواد الاعظم من سكان العاصمة المثلثة وكانت امبراطورية التاكسى فى قمة مجدها وعظمتها فى ظل شح وسائل الموصلات ودفع ذلك الواقع القائمين على الامر لاستيراد مركبات تحمل جينات التاكسي بالوانه الصفراء ذات سعة اكبر تقارب الميني بص وحققت الفكرة اهدافها وظلت ماكينة التاكسي التعاوني تدور رغم مرور السنوات وقبل نحو « 20» عاما ورث محدثناعاطف بابكر «تاكسيا تعاونيا» من ابيه وعمل عليه بالولاية الشمالية خط « كريمة مروي » قبل ان تعرف الشمالية الطرق المعبدة واضطرلظروف اسرية للحضور للخرطوم للعمل بنفس المجال يقول عاطف ان اول دفعة من التاكسي التعاوني وصلت الى البلاد في سبعينات القرن الماضي وتميزت بقوة صناعتها الانجليزية التي تجمع في تركيا وآخر دفعة وصلت السودان 1987 ويضيف وهو يمسح براحه كفه على « بودي» مركبته ان ميزة التاكسي التعاوني في الجسم الخارجي الذي يتحمل ظروف العمل الشاق على مدى اكثر من «30» عاما مشيرا الى هيكل التاكسي الذي صمم لتقبل اي اضافات جديدة واضاف « الدنقل الخلفي والامامي يقبلان التوليف ومقدمة التاكسي تمنح المحرك التهوية والتبريد اللذين مكناه من القدرة على العمل لساعات طويلة دون ان تزداد درجة حرارته مع قلة استهلاك للماكينة ويطالب عاطف بضرورة اعادة تجديد التاكسي التعاوني مشيرا الى قيام الجهات المختصة بعدة دراسات جدوى بيد انها « ذهبت ادراج الرياح « وطالب بضرورة التفات الدولة لسائقي التاكسي التعاوني وتسهيل حصولهم على تمويل من المؤسسات الاجتماعية والمالية لضمان استمرار العمل لان التاكسي التعاوني يعول اسرا كثيرة تبوأ ابنائها مواقع قيادية ومعظم ملاك وسائقي التاكسي من متقاعدي الجيش والشرطة في موقف التاكسي التعاوني خط المركزي سوبا كان منظم المواقف الطيب محمد علي ينادى الركاب بصوت جهير « المستشفى نفرين » وما بين نداءاته المتكررة ولحظات سكون حكى لنا انه ظل يعمل بالموقف منذ اكثر من «12» عاما وان بداية عمل التاكسي التعاوني في ترحيل المواطنين تعود الى اوائل ثمانينات القرن الماضي وان التاكسي التعاوني يتميز بقوته وسعته الكبيرة التي تضاهي الهايسات والكريزات مضيفا « التعاوني يتحمل ضغط العمل ولا يستهلك قطع غيار»، وكشف ان التاكسي استجلب من تركيا بماكينة من نوع فورد التي تصنع في انجلترا ، ولفت الى ان هيكل التاكسي التعاوني يتحمل العمل لسنوات طويلة مشيرا الى ان سعر « البودي » يتراوح بين 12 الى 13 الف جنيه بينما التاكسي المكتمل يتراوح سعره بين « 23 » الى « 27» الف جنيه . ووفقا لعاملين في المنطقة الصناعية الخرطوم فان مالكي التاكسي يعمدون الى اعادة تزويده بمحرك من نوع نيسان او هايلوكس من شركة تويوتا بعد انتهاء عمر ماكينة فورد الانجليزية لضمان استمرارية عمل التاكسي ، ولم يتبق سوى خطي مواصلات يعمل به التاكسي التعاوني ولا يتعدى عدد مركبات التاكسي التعاوني سوى بضع مئات . ومع ارتفاع اسعار صرف الدولار مقابل الجنيه بالبلاد وزيادة وتيرة اسعار قطع غيار السيارات ودخول مركبات جديدة في النقل العام وجد سائقو التاكسي التعاوني انفسهم بين رحى الجديد وموجة ارتفاع اسعار السيارات وقطع الغيار . وفي مواجهة المتغيرات عمد سائقو التاكسي التعاوني الى زيادة قوى التضامن فيما بينهم ، ووفقا لمتعاملين بقطاع النقل العام فان نقابة التاكسي التعاوني تعد ركيزة اساية في الدفاع عن حقوقهم مشيرين الى نقابة التاكسي التعاوني بخط الثورة المحطة الوسطى امدرمان التي دافعت عن حقوق منسوبيها من مختلف صنوف التعدي .