دفعت الحكومة الاتحادية بوفد عالي المستوي لإطفاء حرائق الاحتراب القبلي المتطور في ولايات دارفور الخمس ويضم الوفد 14 من قيادات أبناء القبائل العربية ممن لهم صلة بالحكومة الاتحادية وولاية الخرطوم ومؤسساتها التشريعية، ويضم الوفد من بين شخصياته بعضاً من ابناء القبائل المحتربة في دارفور، أبرزهم الفريق اول آدم حامد موسى رئيس مجلس الولايات، حسبو محمد عبد الرحمن الوزير بالمجلس الاعلى للحكم اللامركزي والامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، الفريق اول دكتور حسن عبدالله جبريل رئيس الهيئة الفرعية لنواب ولاية شمال دارفور، محمد يوسف التليب الوزير برئاسة مجلس السلطة الإقليمية لدارفور، العمدة عبد المنعم امبدي رئيس الكتلة البرلمانية لولاية جنوب دارفور ، وسلطان قبيلة القمر هاشم عثمان وعضو المجلس الوطني عن دائرة محلية كلبس وعبد الله علي مسار رئيس حزب الامة الوطني ومعتمد محلية جبل اوليا محمد بريمة حسب النبي و دكتور عمر عبد الجبار والي جنوب دارفور الاسبق وقد عقد الوفد منذ وصوله الى الفاشر حاضرة شمال دارفور عدداً من اللقاءات والاجتماعات المكثفة مع القبائل والأفراد والجماعات ذات الصلة بحكومات الولايات و القبائل العربية وزار الوفد كلاً من الفاشر ومحلية السريف ومنطقة غر الزاوية. وعقد الوفد اجتماعات مغلقة مع لجان امن الولايات في كل من مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور ومدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور ومدينة نيالا ومحليتي كتيلة وعد الفرسان والضعين. وقال الفريق اول آدم حامد موسى رئيس الوفد رئيس مجلس الولايات ل(الصحافة) ان وفده عقد لقاءات منفصلة مع كل أطراف الصراع القبلي من قبيلتي البني حسين والرزيقات بولاية شمال دارفور في كل من السريف والزاوية غرة وتم الاتفاق مع إدارة القبيلتين على عقد مؤتمر للصلح في 15ابريل القادم وعقد لقاءات مماثلة مع القبائل التي تتناحر في محليتي عد الفرسان مع قبائل البني هلبة والقمر والتامة وتم الاتفاق على عقد مؤتمر للصلح في الرابع من ابريل القادم، مبينا ان المؤتمر ستسبقه مؤتمرات تمهيدية لتهيئة المواطنين للسلام وإزالة الضغائن وتقييم الخسائر المادية والبشرية، وأشار الى عقد اجتماع جامع مع بعض الاعيان للقبائل العربية بنيالا وتم التطرق فيه الى مسألة التفلتات الأمنية التي تحدث في مدينة نيالا من وقت الى آخر. وقال حسبو محمد عبد الرحمن ل(الصحافة) عقب اختتامه لجولة على مناطق الفاشر والسريف بنى حسين بجانب زالنجى والجنينة وعد الفرسان وكتيلة فضلا عن الضعين بصحبة 14 قياديا من ابناء دارفور التنفيذيين والتشريعيين «ان الهدف من الزيارات الوقوف على الحالة العامة في ولايات دارفور وتكوين آلية مشتركة تجمع كل ولايات دارفور الخمس وتعمل على معالجة الصراعات القبلية والتفلتات الأمنية ومحاسبة وملاحقة المتفلتين ورفع الوعي وتبصير اهل دارفور، وخاصة الإدارات الأهلية والقيادات التنفيذية بالأخطار والدسائس التى تصاغ لخلق الفتن وخطورة ذلك على المجتمع السوداني واهل دارفور مبينا ان الوفد وجد تعهدات من جميع المكونات التي تتصارع في الأحداث التى شهدتها محلية السريف بولاية شمال دارفور ومنطقة عد الفرسان بوقف العنف، مبينا ان الوفد سيعمل على عقد عدد من المؤتمرات التمهيدية، مبينا ان اللجنة الزائرة وجدت تعهدات جازمة من الادارات الاهلية لكل القبائل والقوات شبه النظامية بالمحافظة على الامن والسلام والاستقرار وتهيئة المواطنين الى مؤتمرات الصلح النهائية، وأشار الى ان أحداث منطقة جبل عامر بدأت بمشاجرة بين شخصين وامتدت لتسفر عن أعداد هائلة من القتلى والجرحى وتدمير عدة قرى ،واكد حسبو مقدرة وفدهم على إيجاد حل شامل لهذه الاحترابات مضيفا انهم تحركوا لاحتواء النزاعات القبلية لجهة انها مزعجة وما يحدث منها يهدد النسيج الاجتماعي والأمن فى دارفور والسودان ككل، الامر الذي جعلنا سنعمل على ايجاد معالجات لها بتطبيق القانون والعمل على تأهيل قوات حرس الحدود والاحتياطي المركزي بشكل جديد من اجل الحفاظ على الامن القومي وفرض هيبة الدولة في النزاعات التي تحدث. يذكر ان نحو 699 أسرة نزحت من جنوب محلية عدالفرسان بولاية جنوب دارفور الى معسكر السلام للنازحين جنوبنيالا جراء الصراعات القبلية التي وقعت بالمنطقة مؤخرا بين قبيلة البني هلبة والقبائل الاخرى التي تسكن المنطقة. وكشف دقاش سكرتير معسكر السلام للنازحين عن وصول (2511) مواطنا معظمهم النساء والاطفال يقدرون ب (699) أسرة ينتمون الى قبيلة التاما نزحو من مناطق جُقمة ، حلة تبلدية ، حلة آدم فضل ، النيلين وكجري الواقعة بين محليتي عدالفرسان وكتيلا بعد الصراعات التى وقعت بسبب الحدود الادارية. وقال دقاش في تصريح للزميلة الاهرام اليوم «إن النازحين الجدد يفتقرون لمواد الايواء والغذاء والصحة فيما تفقد مفوض العون الانساني جمال يوسف أحوال النازحين وأعرب عن تخوفه من تدهور الوضع الصحي للنازحين بجانب نقص المياه والغذاء بالمعسكر مؤكدا قيام المفوضية بعمل حصر دقيق لهم لافتا الى انهم إجتمعوا بالمنظمات الانسانية للتفاكر حول كيفية إيوائهم وأضاف - المنظمات إجراءاتها طويلة جدا وهي الآن في مرحلة المسح الاولي - بيد انه عاد وأكد استعداد المفوضية لايوائهم وتقديم الخدمات لهم. وفي غضون ذلك لقي أربعة أشخاص مصرعهم رميا بالرصاص في منطقة»ام دلال» غرب محلية كتيلا التي تقع جنوب محلية عدالفرسان، وينتمي الأفراد الأربعة إلى قبيلة البني هلبة، وهم «الصادق موسى ، إبراهيم حارن، احمد محمد آدم واحمد زكريا»، وتعود تفاصيل الحادث إلى ان الأفراد ذهبوا إلى التقصي عن أبقارهم التي نهبت من قبل مجموعة مجهولة، وقال بيان لرابطة طلاب عد الفرسان بالجامعات والمعاهد العليا تلقت (الصحافة) نسخة منه «ان احد الأفراد قام بالاتصال بالأفراد الأربعة وابلغهم بان أبقارهم موجودة في احد قرى محلية كتيلا وعليهم التوجه لاستلامها وعندما ذهبوا تمت ضيافتهم ولكن بعدها تم تقييدهم وإعدامهم رميا بالرصاص» ووصف البيان الحادثة «بالبشعة» وحذر من انها خلقت أجواء تنذر بالخطر مع غياب تام لحكومة ولاية جنوب دارفور التي لم تلعب أي دور تجاه حفظ الأمن، على تعبير البيان، ونوه البيان إلى ان الحادث عبارة عن مخطط لنسف الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى ان عد الفرسان هي حاكورة لقبيلة البني هلبة وان قبيلة «القمر» لها حاكورة تقع في ولاية غرب دارفور تسمى منطقة «كلبس»، يذكر ان منطقة عد الفرسان شهدت مواجهات قبلية بين البني هلبة والقمر خلال الايام الماضية، بسبب النزاع في منطقة حدودية.