هناك العديد من الظواهرالتى يمارسها الشعب السودانى، منها ما هو حميد ومنها الذى لا يلاقى غير الاستنكار من المجتمع، خصوصاً تلك التى تعكس وجهاً غير حضارى أو يتنافى مع السلوك الرشيد، وهذه تحتاج إلى اجتهاد من علماء السلوك والتربويين والمستنيرين فى المجتمع للقضاء عليها أو التقليل من ممارستها على الأقل، عبر التوعية والإرشاد الإيجابى، سواء بالمدراس أو بمراكز الشباب والأندية. ومن الظواهر السالبة والمنتشرة فى المجتمع ظاهرة السواك خارج البيوت فى الفترة الصباحية، حيث نجد أن الكثير من الناس خاصة فئة الشباب يمارسونها بشكل كبير، وأحياناً تجد فى الشارع الواحد أكثر من شخص يستاكون وهم إما متجهين إلى الحائط أو يتلفتون فى الشارع. والكثير من الذين يمارسون العادة هم من الذين يقومون من نومهم متأخرين، فاللحظة التى يخرج فيها الشخص لكى يستاك يكون معظم الناس متجهين إلى أماكن عملهم، فيشاهدون منظراً لا يحب أى شخص أن يشاهده، خصوصاً أن منظر الشخص وهو يستخدم الفرشاة لا يروق لا للمارة ولا حتى للشخص نفسه. عدد من المختصين الاجتماعيين وصفوا الظاهرة بالمنفرة، مشيرين إلى أنها تنم عن فهم غير متحضر، وأنها تسبب الاشمئزاز للكثيرين لقبح منظر الشخص وهو يستاك، وقالوا إن أنسب مكان للسواك هو الحمام، أما السواك فى الشارع فهو كما ذكروا تعدٍ على حرمة الشارع ونوع من الأذى النفسى للمارة. أحد المواطنين الذين استنكروا الظاهرة قال أن تأذى المارة لا يكون فقط من المنظرالقبيح الذى يشاهدونه، إنما أيضا من الأصوات التى تصدر من فم الشخص والتى تكون شبيهة بصوت الشخص وهو فى حالة استفراغ، وأبانوا أن هذه الأصوات لا تزعج المارة فقط بل تزعج حتى من هم داخل المنازل المجاورة. أحد رجال الدين دعا من يمارسون عادة السواك خارج المنازل إلى أن يتقوا الله فى خلقه، وأن يحترموا حرمة الشارع، حتى لا يتضرر أى شخص، كما دعاهم لأن ينظفوا أسنانهم فى أماكن مستورة دون أن يشاهدهم أحد أو يصله صوت غير محبب. «م. ن» قال إنه كان يمارس هذه العادة قبل سنوات وأقر بأنها غير كريمة ومحرجة لمن يمارسها ولمن يستخدمون الشارع كماذكر، وقال إنه أقلع عنها بعد أن حدثت له الكثير من المواقف المحرجة مع الجيران والمارة، وأضاف أنه صار ومنذ إقلاعه من المناهضين لها خصوصاً وسط أهله، وأنه نجح فى إثناء العديد منهم. هناك من طالب المدارس بضرورة توعية التلاميذ بخصوص هذه الظاهرة حتى لا يتأثروا بمن يمارسونها، مؤكدين أن المدارس يمكن أن تغير الكثير من السلوكيات الخاطئة التى يقلدها الأطفال دون أن يدركوا كنهها أو عواقبها.