يبدو أن الظواهر السالبة بولاية النيل الأبيض لا تجد من يلتفت إليها من جانب المسؤولين ،فمهما جأر المواطنون بالشكوى ومهما سلطت عليها من أضواء لا تجد أى إهتمام أو متابعة منهم ،وقد وضح ذلك جليا من خلال تزايد الظواهرالتى شوهت من صورة مدن الولاية فى السنوات الأخيرة،وجعلتها مسخا بعدأن كانت فى سنوات مضت مثال التحضر والرقى. قبل أيام تناولت الصحافة ظاهرة الأغنام التى تحوم فى شوارع بعض المدن ،والتى شكلت هاجسا كبيرا للمواطنين وتسببت فى أضرارإقتصادية وصحية وبيئية بليغة ،إلا أن الأمرلم يجد أى تحرك من أجل القضاءعلى هذه الظاهرة،ما رسم الكثيرمن علامات الإستفهام حول موقف الجهات المختصة من مثل هذه القضايا وفى مقدمتها رئاسة المحليات،وكذلك إدارات الصحة، ما جعل الكثيرين يتساءلون هل عجزت المحليات وتلك الجهات عن حسم مثل هذه الأمور ام تراها تفتقر لارادة التغيير؟. ولم يكدالمدادالذى كتبنا به عن ظاهرة أغنام الشوارع يجف ،حتى أطلت ظاهرة أخرى شبيهة ولا تقل خطورة عنها،أصبحت هى الاخرى مصدرقلق للمواطنين ،ألاوهى ظاهرة الحميرالضالة والتى نشاهدها فى شوارع بعض مدن الولاية و فى مقدمتها مدينة الدويم ،وبصورة ملفتة ،مماجعل الكثيرين يتساءلون عن أسبابها ،ولماذا لم تهتم السلطات بها وتعمل على إخراجها من داخل المدن ؟خاصة أنها تعتبرصورة غيرحضارية وتشوه وجه المدينة. بعض المواطنين وجهوااللوم لأصحاب هذه الحيوانات بتركهم لها فى الشوارع ، تعتدى على ممتلكات الآخرين ، وطالبوا الجهات المسؤولة بمحاسبتهم حتى لايتركوها فى الشوارع . البعض الآخر إتهم السلطات بالتلكؤ فى معالجة مثل هذه الظواهر مشيرين إلى أنها لم تهتم بها ولم تعطها حجمها الحقيقى رغم أنهاالمسؤول الأول والأخيرفى مثل هذه الأمور . ولكن ومن الملاحظ أن ظاهرة الحميرالضالة أو المتشردة لا تقتصرعلى المدن وحدها ،فقد لاحظت (الصحافة) ومن خلال سفرها وجود عدد ليس بالقليل منها على جوانب الطريق القومى الذى يربط ولاية النيل الأبيض بالخرطوم ،خاصة المسافة ما بين الدويم وربك،حيث تشاهد أعدادا ليست بالقليلة ترعى على حواف الطريق وإتخذت من الأشجارالتى على جانبه ملاذا،وقدإشتكى منها مرتادو الطريق من سائقى البصات السفرية والشاحنات والسيارات الخاصة،بعدأن تسبب بعضها فى بعض حوادث السيروالتى أودت بالعديدمن أرواح المواطنين ،بسبب قطعها للطريق مرارا،وأحيانا تقف عندمنتصفه مما يسبب إرباكا للسائقين خاصة فى الليل. هذه ناحية ومن ناحية أخرى معروف أن هذه الحيوانات تنقل الكثيرمن الأمراض الخطيرة للإنسان،مثل مرض طاعون الخيل الإفريقى (النجمة)والذى يصيب الحميركمايصيب الخيل،و يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عن طريق بعض أنواع البعوض،والتى تنقل الفيروس المسبب له من إفرازات الحيوان المريض،كما يمكن أن ينتقل عن طريق الكلاب والقطط فى حالة أكلها للحم حمارميت ،وهذا المرض من الأمراض القاتلة وسريعة العدوى،وهناك مرض اسمه (الدورين)الذى يسببه طفيل (التريبانسوماأكوبيردم) وهو من الأمراض القاتلة والذى تنتقل عدواه بواسطة السوائل الحيوية للحيوان ،وغيرهما من الأمراض الفتاكة والتى تتسبب فى إزهاق الأرواح وخسارة إقتصادية كبيرة. معتمدالدويم كان وقبل فترة قدأبدى تبرمه من ظاهرة الحميروالأغنام التى تحوم فى شوارع المدينة ،وكان المواطنون ينتظرون منه خطوة من أجل القضاءعلى هذه الظاهرة،ومحاسبة المتسببين فيها حتى يصبح وجه المدينة فى صورة جميلة تسرالناظرين،ومازالوا فى إنتظارصدورقراريمنعها ويضع حدالمعاناة الناس من مثل هذه الظواهر،كما يأمل المواطنون وخاصة السائقين أن تهتم الجهات المسؤولة بالطريق القومى وتعمل على تنظيفه من الحيوانات الضالة ،فهل من مجيب؟