اعلن وزير الدفاع، الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين، استعداد الحكومة للتفاوض مع الحركة الشعبية - قطاع الشمال- وفقا لاتفاقية السلام الشامل وبروتوكولات المنطقتين، مؤكدا ان الخرطوم وجوبا تجاوزتا صعوبات كبيرة واتفقتا على انشاء آلية جديدة لمراقبة مناطق مابعد 40 كلم منزوعة السلاح شمالا وجنوبا ل»لجم» المعارضات المسلحة وتجفيف الدعم والايواء، وأكد ان السودان وجنوب السودان ليس لديهما قوات جنوب وشمال خط الصفر بعد ان نفذا عملية انتشار وسحب جيشي البلدين. وقال وزير الدفاع في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم امس عقب عودته من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ان القيادة السياسية تسلمت خطابا من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت تحدث عن فك الارتباط مع قطاع الشمال وتعكف على دراسته، مؤكدا ان الايام المقبلة ستشهد انفراجا حقيقيا بشأن التفاوض مع الحركة الشعبية -قطاع الشمال-، معربا عن امله في انعاش العملية السلمية بالمنطقتين خلال الفترة المقبلة، واعلن جاهزية الخرطوم للتفاوض معها وفقا لبروتوكولات المنطقتين واتفاقية السلام الشامل. وقال حسين ان جولة المباحثات الاخيرة احدثت اختراقا حقيقيا وعملت على خلق تقارب بين السودان وجنوب السودان على صعيد الاتفاق على المنطقة منزوعة السلاح التي تمتد الى 10 كلم داخل حدود البلدين بجانب تكوين آلية لمراقبة المناطق التي تقع خارج ال 20 كلم منزوعة السلاح داخل عمق حدود الدولتين، مضيفا ان الآلية ستنشأ في جولة المباحثات المقبلة مطلع ابريل لايقاف عملية الدعم والايواء للمعارضات المسلحة ولجمها. وتابع « هذه الخطوات ستزيل المعارضات المسلحة بين الجانبين بينها فك الارتباط عمليا مع قطاع الشمال والمعالجة في اطار الترتيبات الامنية». وحول وجود المنطقة العازلة مع وجود آليات التحقق والمراقبة ومدى مساهمة ذلك فى تقليل الدعم للحركات المسلحة، بجانب الضمانات لإنفاذ الاتفاق، قال الوزير هناك آلية خاصة تراقب المنطقة (40 كيلومترا) جنوب وشمال المنطقة منزوعة السلاح ولفت الى ان الاتفاق الجديد نص على آلية اخرى تراقب ما بعد ذلك وتابع « الآلية الجديدة ستنظر فى الشكاوى والاهتمامات الامنية لما وراء ال 40 كلم فى الدولتين .» ورأى الوزير ان اعمال اللجان كفيلة بإعادة الثقة بين الدولتين وخلق الاطمئنان وازالة عوامل الشك والريبة وفتح علاقات واسعة بين الشعبين الشقيقين . كما اعلن وزير الدفاع عن تحديد اجتماع للآلية الفنية للاتفاق حول 10 معابر حدودية بين السودان وجنوب السودان والذي سيعقد قبل 3 أيام من اجتماع رئيسي وفدي البلدين والذي غالبا ما سيكون مطلع ابريل المقبل لاتخاذ تدابير بشأن تلك المعابر لانسياب حركة التنقل والتجارة والهجرات، واضاف « المباحثات المقبلة ستشمل الاستماع الى تقرير من قائد اليونيسفا». واشار الى ان بعثة المراقبة السودانية بدأت عملها في 19مارس الجاري في مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان كما ان اللجنة الخاصة بشأن مراقبة المناطق منزوعة السلاح بدأت اعمالها في ذات الوقت، وكشف حسين عن اسناد عملية تلقي الشكاوى الى رئيسي وحدات الاستخبارات بالبلدين بشأن المناطق التي تقع خارج ال20 كلم داخل حدود الدولتين في الوقت الحالي الى حين جولة المباحثات المقبلة وتكوين آلية مختصة لمراقبة تلك المناطق. وشدد وزير الدفاع على ان السودان وجنوب السودان ليس لديهما قوات جنوب وشمال خط الصفر بعد ان نفذا عملية انتشار وسحب جيشي البلدين، وينتظر اكتمال العملية بحلول 24 مارس الجاري ومن المرجح التحقق من العملية في 26مارس الجاري من قبل الآلية المختصة. وقال حسين ان جولة المباحثات الاخيرة افرزت روحا ايجابية وعملت على تعزيز الثقة بين البلدين، معربا عن تقديره لمفاوضي جنوب السودان وتحليهم بروح ايجابية اسهمت في بناء الثقة واحداث اختراق حقيقي وتابع « كانوا عمليين وايجابيين جدا وفتحنا صفحة جديدة لبناء الثقة لان كل طرف كان ينتظر الآخر لابداء حسن النوايا «. وافاد ان تنفيذ الاتفاقيات الامنية سينعش اتفاقيات التعاون التسع بين البلدين على الارض لارتباط تلك الاتفاقيات التي تشمل النفط والتجارة وحركة المواطنين بالترتيبات الامنية والحدود المرنة الآمنة.