أكّدت مصادر (الرأي العام)، أنّ إدريس عبد القادر رئيس وفد الحكومة المفاوض وباقان أموم رئيس وفد دولة الجنوب، سيوقعان اليوم على اتفاق مفصل بشأن تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الذي وقعه الطرفان في 27 سبتمبر الماضي. وقالت المصادر إنّ لجنة صياغة مشتركة عكفت على الصياغة أمس بعد مباحثات مطولة أجرتها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى مع وفدي التفاوض طرح فيها كلاهما ملاحظاته ومقترحاته على الجدول الزمني لتنفيذ ملفات الاتفاق. وأوضحت المصادر أنّ الآلية اجتمعت أيضاً مع الوفدين - كلاً على حدة -. وأعقب ذلك تشكيل لجنة فنية من الجانبين لوضع التوقيتات الخاصة بتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع، ولفتت المصادر إلى أن الاتجاه العام داخل أروقة التفاوض هو ألاّ تكون هنالك فرصة لفتح ملف التفاوض من جديد وأن يقتصر النقاش غالباً حول بعض الجوانب الفنية المتعلقة بجدول تنفيذ الاتفاق كالبترول وهل يتدفق من تاريخ التوقيع. ووصفت المصادر الجو العام للتفاوض بالجيد ويسوده تفاؤل كبير، وقالت إن وفدي البلدين في اللجنة الأمنية المشتركة سيعودان إلى أديس أبابا في السابع عشر من مارس الحالي لمواصلة مباحثات الملفات الأمنية المتبقية. وكان ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية عقد اجتماعات طويلة مع الوفدين - كلاً على حدة -، استمر لأكثر من أربع ساعات تم التطرق فيها للملفات المتبقية كافة المختلف حول ووسائل وآليات تنفيذها، وضرورة استعجال حسم المواقف السياسية في أقصر مدة ممكنة. وفي السياق، وصف الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس اللجنة السياسية الأمنية في مفاوضات أديس، جولة المفاوضات حول ملف الترتيبات الأمنية، بالمُهمّة والناجحة لجهة أنها تجاوزت النقاط الخلافية الأساسية بإخلاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، بجانب مناقشة قضايا لم يشملها التوقيع وورقة أخرى عن شكاوى كل طرف والاهتمامات الأمنية وقضية فك الارتباط والدعم والإيواء، وأبان أن ذلك يفتح الباب لعلاقة جوار طبيعية وتعاون ما بين دولتي السودان. وقال الوزير في تصريحات عقب عودته من أديس أمس، إنّ إنفاذ الانسحاب الفوري للقوات من المنطقة منزوعة السلاح الآمنة يبدأ منذ الأمس للطرفين، على أن يكتمل خلال سبعة أيام، فيما تم التمديد لمدة (14) يوماً لعدد قليل من القوات، وأوضح أن المنطقة المنزوعة السلاح تبلغ مساحتها (2175) كيلو متراً أو أكثر بقليل بعرض عشرة كيلو شمالاً وجنوباً ويشمل ذلك منطقة (14 ميل) المتنازع عليها والتي شكّلت عقبة أمام جولات المفاوضات السابقة، على أن تكون منزوعة السلاح بصورة كاملة وفقاً لخرائط الآلية الأفريقية رفيعة المستوى. وأضاف الفريق عبد الرحيم بأنّ لجنة المراقبة الخاصة تراقب المنطقة بعرض (40) كلم شمالاً وجنوباً، ونوه إلى أنه لا وجود للقوات السودانية داخل تلك المنطقة، واعتبر أن الاتفاق الأمني طوى صفحة الخلاف والترتيبات الأمنية تماماً، وأن الروح التي سَادَت الجولة كانت إيجابية ومضت فيها النقاشات بسلاسة، ومهّدت الطريق لإنفاذ الاتفاقيات الثماني السابقة على أرض الواقع، وأشار إلى أنّ الجولة المقبلة للمفاوضات والمزمع عقدها في 17 من الشهر الحالي، سينظر فيها إدراج الترتيبات الأمنية في مصفوفة الاتفاقيات الثماني.