تختتم اليوم الخميس بمباني متحف السوداني القومي ورشة تدريبية متقدمة حول طرق ترميم الاحجار الاثرية السودانية القديمة تنظمها الهيئة العامة للاثار والمتاحف بالتعاون مع المعهد العالي للصيانة والترميم بروما اكبر واقدم واعرق معهد في العالم، واستمرت الورشة لفترة اسبوعين وضمت «25» دارساً ينتمون إلى كليات الهندسة والمعمار والفنون الجميلة بجامعات الخرطوم والسودان للعلوم والتكنلوجيا ومؤسسات ووزارات ومعاهد ومتاحف سودانية مختلفة. وقال السفير الإيطالي بالسودان أرماندو باروكو ل «الصحافة» التي وقفت معه على سير المحاضرات النظرية والعملية بالمتحف، إن الورشة تعزز التعاون بين البلدين، موضحاً أن البعثة الأثرية الإيطالية لإفريقيا والشرق تضم ستة فرق بالسودان، مشيراً الى ان ايطاليا بها اكبر عدد من الاماكن الأثرية بالعالم تحت حماية اليونسكو، وقال إن الورشة تهدف الى تدريب الكوادر السودانية لترميم الأحجار الاثرية خاصة الموجودة بالمعابد الخمسة خارج المتحف القومي، مشيراً الى معبد بوهين وسمنا غرب وشرق، والآثار التي تم جلبها من الولاية الشمالية بسبب قيام السد العالي، مبيناً أن إعادة ترميم الآثار بمناطق السودان المختلفة تزيد من قيمتها الفنية وتساعد في جذب مزيد من السياح الذين يتافدون الى البلاد بدعوة من إيطاليا، ويجدون مساحة للسياحة والإقامة في البجراوية وكريمة ويساهمون في دفع عجلة الاقتصاد، مشيراً الى بداية تعاون لترميم اهرامات نوري ومقابر الكرو. وأكدت رئيس البعثة الايطالية دكتورة لورنثي اهمية ترميم الآثار، وقالت ل «الصحافة» انها اكتشفت في جبل البركل بمعبد الاله مون القديم وجود تلف بسيط في الجزء الخارجي وظهور طبقة سوداء اللون بالداخل قريباً من الرسومات ناتجة عن ترسب الدخان الذي التصق بها من نيران استخدمها بعض الاهالي في الطبخ في السنوات الاخيرة، ودعت السكان الى الحفاظ على المواقع الاثرية نظيفة وخالية من النفايات الضارة، وعدم الدخول اليها بصحبة الحيوانات. وقالت رئيس البعثة الثانية الدكتورة داي بالما ل «الصحافة» إن ترميم الآثار واجب اخلاقي يحفظها لاجيال الحاضر والمستقبل، مبينة أن التدخل الميكانيكي للمرممين يكون بأقل مقدار ممكن حتى لا تتلف القطع الاثرية النادرة، وحتى تترك البعثة مساحة لتدخل آخر قريب في حال تطورت وسائل الترميم وظهرت تقنيات جديدة، مشيرة إلى أن بعض الآثار السودانية تحتاج الى ترميم عاجل بسبب عوامل الطبيعة والتعرية والرياح والامطار، ودعت الى رفع الوعي بأهمية الأثار للسودان.