*ذكريات رائعة وأيام لا تنسى تتخللتها لحظات ستظل باقية هى تلك التى قضيناها فى أكبر المدن الغانية «العاصمة أكرا مدينة كوماسى معقل قبيلة ونادى الأشانتى كوتوكو وحاضرة الشمال الغانى مدينة تامالى الساحرة» أكثر من إسبوعين كنا هناك إبان إستضافة غانا للنهائيات الأفريقية قبل خمس سنوات وكان الوجود السودانى المكثف لافتا للأنظار حيث ضمت البعثة الرسمية والإعلامية والضيوف والذين من بينهم نجوم منتخب سبعين بقيادة الكباتن أمين زكى عبد العزيز عبدالله نجم الدين حسن سليمان عبدالقادر وقدامى اللاعبين المتميزين ضمنهم الراحل المقيم كابتن عزالدين الصبابى نسأل المولى عز وجل أن يرحمه ويغفر إليه ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والأولين كنا أكثر من مئة سودانى وشكلنا أكبر بعثة كروية فى تاريخ كرة القدم فى السودان *كانت لنا أيام لن ننسى ذكراها ولا تفاصيل الحياة الجماعية فيها لقد كانت قمة الروعة و غاية الجمال وخاصة تلك التى قضيناها فى مدينة كوماسى حيث كانت تحتضن المجموعة التى لعب فيها منتخبنا وضمت إلى جانبه منتخبات «مصر الكاميرون - زامبيا» كنا وقتها نقيم فى استراحات جامعة نكروما العملاقة «سيبويه يوسف عبده فزع عاصم وراق نصرالدين الجيلانى عطاف الرشيد بدوى ويوسف محمد يوسف والمهندس عادل وشخصى» مجموعة من الزملاء الأفاضل جمعت بينهم المودة والتعاون وروح الجماعية والتفاهم والانسجام و شكلوا مجموعة واحدة صلبة وكانوا على قلب رجل واحد. *لن ننسى تلك الرحلة الطويلة إلى أقصى الشمال الغانى حيث تقع مدينة تامالى معقل الإسلاميين فى غانا والتى تجاوز زمنها العشر ساعات عبر الطريق البرى المظلل بالأشجار والمتعرج بطريقة جعلت الخوف يسيطر على دواخلنا وقد كانت القرعة قد فرضت على منتخبنا أن يؤدى آخر جولاته فى البطولة أمام المنتخب الكاميرونى الذى كان يضم الأفذاذ من اللاعبين العالميين وكان يشرف عليه فنيا الخبير الألمانى أوتوفيستر المدير الفنى للمريخ والذى انتقل مباشرة من الخرطوم إلى دوالا ليقود ذاك المنتخب الشرس ثلاثة ايام قضيناها فى تامالى النائية الجميلة وبين أهلها الذين يعتنقون الإسلام ومعاملاتهم كافة تقوم عليه وعدنا بعدها إلى كوماسى ومنها إلى أكرا قبل حضورنا للخرطوم *ما دعانى لسرد السطور اعلاه التى هى ذكريات هو المباراة التى سيؤديها منتخبنا الوطنى اليوم أمام نظيره الغانى بمدينة كوماسى حيث يحرص الاتحاد الغانى على قيام مباريات المنتخب كافة بها لما لها من خصائص ومميزات قد تنعدم فى العاصمة أكرا وعلى رأسها حب قبيلة الأشانتى لكرة القدم وتشجيعهم القوى لمنتخب بلادهم واهتمامهم به وهنا لابد من الإشارة إلى أن مباراة اليوم هى الرابعة لمنتخبنا فى مدينة كوماسى وقد تعادل صقور الجديان مع نظيرهم الغانى فى أخر جولة جرت بها *سيخوض صقور الجديان مواجهة اليوم وهم عزل «بضم العين وتشديد الزال» فى وضع إستثنائى ومعقد ومحبط بعد قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والذى قضى بسحب ثلاث نقاط من رصيدنا «أربع نقاط ليصبح نقطة واحدة» ذلك بعد الشكوى التى تقدم بها المنتخب الزامبى والذى تفوقنا عليه أداء ونتيجة وحطمنا غروره وجردنا نجومه من العظمة وهزمناه داخل الملعب بهدفين نظيفين فى أول مبارة يؤديها بعد تتويجه كبطل لأفريقيا عندما طعن فى صحة مشاركة اللاعب سيف مساوى وبالطبع فإن آثار قرار الفيفا ستسجل حضورا فى لقاء اليوم والذى سيؤديه صقور الجديان وفى رصيدهم نقطة واحدة نالوها بتعادلهم خارج الأرض وليس أمامهم سوى أن يلعبوا من أجل الفوز وإثبات جدارتهم وقوتهم «على أمل أن تتغير الظروف وتظهر مفاجآت جديدة قد تعيدنا لدائرة المنافسة» *كل الدلائل والمؤشرات تقول أن فوز منتخبنا فى مواجهة اليوم صعب وأقرب للمستحيل بحسابات الواقع والظروف والترشيحات ولكن كرة القدم لا تؤمن بالتوقعات هذا من جانب ومن آخر فمن الوارد والممكن أن ننتصر اليوم ونفوز أيضا على زامبيا فى لوساكا وعندها سيبقى لنا أمل لا سيما وأن لدينا مواجهتين سيؤديهما صقور الجديان هنا أمام كل من المنتخبين الغانى والسوازيلاندى» *لا يختلف إثنان على صعوبة مهمة صقور الجديان فى مواجهة اليوم وأى منا يتوقع الخسارة ولكن هذا لا يعنى أن منتخبنا سيظهر مستسلما أو ضعيفا أو أنه سيخوض المباراة بروح إنهزامية ليهدى الفوز للغانى وما نتوقعه هو أن يكون صقور الجديان عند حسن الظن بهم رجال مواقف أشداء وأقوياء وأن يواصلوا مشوار الإنتصارات فى المنازلة - ننتظر منهم أن يقاتلوا حتى آخر دقيقة وأن يحرجوا الغانى ولا نستبعد أن يفاجئوه لا سيما وأن معظمهم يتمتع بالخبرة والتمرس والتعود على أداء مثل هذه المواجهات «هيثم مصطفى المعز نجم الدين مساوى علاء الدين يوسف مهند الطاهر حمودة بشير بشة راجى بلة جابر رمضان عجب» فكل هؤلاء النجوم مشبعون بالخبرات والتمرس ولهم من الإمكانيات ما يجعلهم جديرين بتحقيق التفوق *غادر منتخبنا الوطنى «منتخب السودان الدولة الضجة والكبيرة والعريقة والشهيرة» إلى غانا بطريقة تصنع الإحباط وتقتل الهمم وتحطم المعنويات وكالعادة لم يحظ بالإعداد الأمثل وكانت المعاناة فى تجهيز نثريات البعثة وقد اكتفى المسؤول بالفرجة والحيرة والإعتذار وهنا يبقى مربط الفرس المتمثل فى سؤال نوجهه مباشرة لوزير الشباب والرياضة الاتحادى هل قامت الوزارة بواجبها تجاه منتخب السودان الأول لكرة القدم بمعنى هل دفع الوزير قيمة التذاكر ونثريات البعثة ونرجو أن تكون الإجابة بيضاء وإيجابية *نتمنى لمنتخبنا التوفيق فى لقاء اليوم وأملنا كبير فى صقور الجديان وننتظر منهم أن يحققوا نتيجة إيجابية برغم بصعوبة المهمة *قوون جديرة بالأفضلية *إستحقت صحيفة قوون العريقة والمتميزة دائما جائزة التفوق وهى جديرة بلقب و شرف الأفضلية من واقع أنها تحتكم لقواعد المهنة وتمارس الموضوعية بنسبة كبيرة خاصة فى أشكال العمل الصحفى «الخبر التحليل المتابعة» وإن كان البعض يأخذ عليها بعض الأراء المستفزة والتى تسخر من الآخرين وتجرح مشاعرهم وتطعن فى معتقداتهم فهذا لأن الرأى يقوم على الحرية وهو مسؤولية صاحبه وحتى وإن أخذنا سلبية هذه الأراء فنرى أنها «أخف وطأة وأقل سوءا وإنفلاتا من الأراء الأخرى القبيحة و المليئة بالشتائم التى تنشر فى غيرها التحية للأخ رمضان أحمد السيد وهو يعزز تفوق الصحيفة ويحافظ على مركزها الصدارى والتهانى تمتد للزملاء الأجلاء كافة فى صحيفة قوون وهم يواصلون الجهد ويلتزمون بالمبادئ ويقدمون المفيد ويحترمون عقول القراء.