تنطلق اليوم بحاضرة ولاية جنوب دارفور نيالا فعاليات مؤتمر العودة الطوعية لنازحي ولاجئي دارفور فى ظروف تتسم بالغموض سيما حول كيفية وصول المشاركين من الداخل والخارج الى المؤتمر تحت تلك الظروف التي تمر بها ولايات دارفور، وستنطلق فعاليات المؤتمر الذى تم تأجيله لأكثر من مرة آخرها كانت انتشار مرض الحمى الصفراء الذي ضرب الاقليم مؤخرا، حيث يبدأ المؤتمر فى غياب تام للمعارضين الذين فضلوا الصمت بمعسكراتهم ويرون فى أنفسهم هم القيادات الفعلية للنازحين اكثر من الذين تفاعلوا به ، كما ان الحركات المسلحة الرافضة للسلام لم تشارك باعتبارهم جزءً أصيلاً فى القضية وبين هذا وذاك حسب التقديرات فإن مسألة توفير الضمانات للمشاركين من اللاجئين وبعض ممثلى الحركات كانت عقبة كبيرة ولم تحسم بعد، ويرى مراقبون بان الأمر يناقش قضية مهمة لابد من توفير ضمانات وحماية للمشاركين من كافة الأطراف دون استثناء حتى تكتمل حلقات المؤتمر وتجد توصياته حظها من التنفيذ. ويرى عدد من النازحين ان الظروف الأمنية الأخيرة التى شهدتها العديد من قرى وبلدات دارفور من جراء الصراعات القبلية الأخيرة التى وقعت بمناطق السريف بشمال دارفور بجانب الصراعات المسلحة الاخيرة بجنوبنيالا و التي ادت الى ازدياد نشاط الحركات المسلحة فى العديد من المناطق التى جعلت من مدينة نيالا اشبه بالجزيرة المعزولة التي لا يمكن الوصول اليها، علاوة على عمليات النزوح الاخيرة للمواطنين صوب المعسكرات الامر الذى جدد الجراح مرة اخرى فى نفوس المشاركين من عدم امكانية المشاركة فى المؤتمر وكيفية الوصول . ومن المقرر ان يبدأ مؤتمر النازحين اليوم بمدينة نيالا بمشاركة فاعله من كل الأطراف المعنية بالقضية وخاصة المشردين داخليا وخارجيا ، وبالرغم من ان الورشة التحضيرية التى سبقت المؤتمر الا ان هنالك بعض قيادات النازحين يرون ان الظروف غير مناسبة لقيام المؤتمر فى ظل التوترات الامنية والتي غالبا ما تفرز يوميا تدفقات كبيرة للاسر من القرى صوب المعسكرات. ولكن المعضلة الحقيقية لإنجاح المؤتمر بحسب مراقبين تقف فى كيفية مشاركة أصحاب المصلحة الحقيقيين والذين لديهم تأثير بالغ وسط مجتمعاتهم. وهنا يقول أبكر عيسى من معسكر الحميدة بزالنجى «انهم يسمعون عن المؤتمر ولكن الظروف غير مواتية لقيامه وانهم كنازحين ان مثل هذه المؤتمرات لن تخدم قضيتهم طالما هنالك بعض الاطراف غير مشاركين ومازال هنالك من يحمل السلاح ويهدد امنهم»، داعيا السلطة الاقليمية ان لا تهدر الاموال فى اشياء لن تحل ولا تربط وعليها ان تسخرها فى توفير الدواء والاكل والشرب للذين يعانون سوء التغذية بالمعسكرات من اطفال وعجزة وان يسعوا جادين فى لملمة قضية درافور بكلياتها على حد تعبيره، لافتا الى ان المؤتمر لن يأتى بجديد والعودة الطوعية لن تتحقق فى ظل الأوضاع الراهنة ، ومن جانبه قال رئيس مشائخ نازحى ولاجئى دارفور الشيخ على عبدالرحمن الطاهر «نحن غير معنيين بالمؤتمر والذين يدعون هم مشاركون من معسكر لا علاقة له البتة بالمعسكرات وغير ملمين بقضايا اهل المعسكرات»، ومن ناحية اخرى اكد مفوض العودة الطوعية بالسلطة الاقليمية لدارفور ازهرى الطاهر شطة اكتمال كافة الترتيبات لانعقاد المؤتمر اليوم وسيشرفه نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف ورئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجانى سيسى وعدد من البعثات الدبلوماسية والمانحين لافتا الى ان هنالك مشاركة واسعة للنازحين من مختلف معسكرات ولايات دارفور الخمس بجانب بعض من قيادات النزوح بمعسكرات اللجوء بدول الجوار، وقال ازهرى ان مشاركة اللاجئين مقتصرة فقط على اللاجئين بدولتى تشاد وافريقيا الوسطى بيد انه عاد وقال ان هنالك بعض الهنات ظهرت قد تحول فى عدم مشاركة بعض قيادات النازحين من دولة تشاد وخاصة المعسكرات فى شرق تشاد وذلك نسبة لفشل اللجنة الاهلية التى تم تكوينها برئاسة رئيس مجلس السلطة السلطان سعد بحر الدين من الوصول فى وقتها للاجئين وإخبارهم بضرورة المشاركة الامر الذى اضطرهم الى تكليف لجنتين اخريتين للاتصال باللاجئين الا انهما لم يتمكنا ايضا من القيام بعملهم لعدم امكانية الاتصال بالمفوضية السامية للاجئين بتشاد فضلا عن اللجنة الاخرى لم يسمح لها بالدخول لمعسكرات اللجوء بشرق تشاد وقطع من عدم امكانية وصول لاجئ دولة تشاد نسبة لتأخير الاجراء وتزامن المؤتمر المزمع قيامه بنيالا مع المؤتمر الاقليمى بدولة تشاد لمناقشة قضايا اللجوء والنزوح والسلام بإفريقيا والذى تسبب فى انشغال الحكومة التشادية به. بيد انه عاد وقال ان هنالك لجنة واحدة تمكنت من الوصول للاجئين شمال تشاد واقنعت حوالى 25 من القيادات بضرورة المشاركة فوصل منهم ثمانية بينما الآخرون عالقون حتى الآن لم يتمكنوا من الوصول نسبة لتوقف رحلات طيران اليوناميد . وقال شطة ان هنالك بعض العراقيل وقفت تواجه اللاجئين بدولة افريقيا الوسطة فى كيفية الوصول للمشاركة وعزا ذلك الى التطورات الامنية الاخيرة التى تشهدها الدولة بين المعارضة والحكومة تسببت فى عدم وصول مفوضية شؤون اللاجئين بمعسكر (بمبرى ) با فريقيا الوسطى وإخطارهم وأضاف شطة «هذه المعسكرات تسيطر عليها الحركات المسلحة ويصعب الدخول فيها بينما هنالك بعض المعسكرات المفتوحة استطاعت بعض اللجان الدخول عليها واختارت مشاركين. فى ذات السياق اشار عدد من النازحين بمعسكرات شرق ولاية دارفور من عدم امكانية وصولهم نسبة لسوء الظروف الامنية بجانب عدم توفر الطيران، ولكن شطة قال ان سوء الاحوال الامنية بين ولايتى شرق وجنوب دارفور قد يحول من عدم وصول النازحين، منوها الى توفير بعض الإجراءات لوصولهم وتم الاتصال بهم لتأجير 8 عربات لاندى كروزر حتى يتمكنوا من الوصول، بينما اشار شطة الى ان هنالك نازحين عالقين ايضا بولاية وسط وغرب دارفور بسبب عدم توفر طيران اليوناميد وتمت معالجة عملية ترحيلهم بتأجير بصات لهم متوقعا وصولهم مساء امس وفيما يتعلق بالنازحين الجدد يقول ازهرى شطة انهم جاءوا لظروف أمنية تسببت فيها الصراعات القبلية وهم ليسوا بنازحين بسبب صراعات مسلحة بين الحكومة والمتمردين ولكن المؤتمر سيناقش امرهم باعتبارهم من ضمن المتضررين بدارفور منوها الى ان المؤتمر سيناقش 9 أوراق تتعلق( بالامن والحماية والسلام ، العودة الطوعية واعادة الاعمار ، السلام الاجتماعي ورتق النسيج ، استخدامات الاراضى ، الوضع الانسانى ، التعويضات ورد الممتلكات ، قضايا المسارات ، المرأة والطفل وقضايا المال). وفى الاتجاه ذاته رغم الاستعدادات الا ان الشارع العام غير متفاعل من الحدث الذى من شأنه ان يتكلل بالنجاح وينهى معاناة آلاف الاسر التي ظلت قابعة بالمعسكرات عقدا من الزمن تتجاذبهم التغيرات واصبحوا مهددين فى حياتهم، بجانب الحرمان من التمتع بحياة كريمة. ويتساءل عدد من المواطنين كيف يعود الناس الى ديارهم وكل يوم جديد هنالك نزوح لعشرات الاسر صوب المعسكرات، ولكن يقول شطة انهم كسلطة اقليمية غير معنيين الآن بعودة النازحين الى قراهم قبل ان توفر لهم الحياة الكريمة بالمعسكرات وازالة الغبن من دواخلهم لاعادة الثقة المفقودة بينهم وبين الدولة ومن ثم التفكير فى عودتهم بعد ان توفر لهم كافة سبل الراحة والامان بقراهم التى هجروا منها.