يشهد سوق المحاصيل بولاية القضارف حراكا كبيرا هذا العام وذلك بفضل الانتاجية العالية للموسم الزراعي الصيفي الذي ماتزال عمليات حصاد محصولاته مستمرة وانعكس التدفق الكبير للمحاصيل على حركتي البيع والشراء ،وللتعرف على حجم التداول والوارد جلست (الصحافة) الى مدير اسواق محاصيل حسن كرار ونتابع في المساحة التالية افاداته: {ماهو تقييمكم للموسم الزراعي الاخير بالولاية من حيث الانتاجية؟ - في البدء لابد ان نتوجه الى الله بالشكر وذلك لانه انعم على العباد والبلاد بموسم زراعي ناجح بكل المقاييس وذلك من حيث المعدلات العالية للامطار التي هطلت بغذارة،وهذا السبب الاساسي لنجاح الموسم الزراعي ،علاوة على ذلك كان هناك جهد مقدر من المنتجين تمثل في التأسيس الجيد واستعمال التقانات الحديثة ،ولتوفر كل عوامل النجاح جاءات الانتاجية عالية قابلتها اسعار مجزية في التسويق ،وماحدث هذا العام في حركة بيع وشراء المحصولات الزراعية يختلف كليا عن المواسم السابق التي كان ارتفاع الانتاج فيها يعني انخفاض الاسعار ،ولكن هذا العام وبحمد الله كانت الاسعار جيدة ولم يشكُ المنتجون من انخفاضها ولم يدخلوا في اعسار الوفرة. {محصول السمسم حقق معدلات جيدة من الإنتاج ،فكم بلغ وارده الى اسواق المحاصيل بالقضارف؟ -هذه حقيقة فإنتاج هذا المحصول النقدي الهام كان جيدا ،حيث بلغ الوارد الى اسواق المحاصيل مليون و600 الف جوال ،وبلغ اعلى سعر للقنطار( 45 كيلو) 569 جنيها ،وماتزال كميات كبيرة من السمسم ترد الى سوق المحاصيل ،وهذا الامر خلاف لما كان حادثا في الاعوام الماضية التي كان وارد السمسم ينتهي في خواتيم شهر يناير وهذا مؤشر لارتفاع الانتاج. {وماذا عن محصول الذرة؟ -أيضا شهد انتاجية عالية حيث بلغ الوارد قرابة الثلاثة مليون جوال ،ولكم ان تعلموا ان هذا الرقم رغم ضخامته لايمثل سوى 40% فقط من الانتاج الكلي المتوقع ،اما الاسعار فقد كانت ايضا جيدة حيث بلغ سعر الاردب(جوالين) 375 وادناه 320 جنيهاً. {ولكن الوارد من محصول زهرة الشمس تراجع هذا الموسم؟ -هذه حقيقة ،فقد بلغ الوارد 138 الف جوال وسعر الطن وصل الى 2700 جنيه ،وفي تقديري ان هذا المحصول النقدي والاستراتيجي يحتاج لعناية واهتمام مكثفين وذلك من واقع حاجة البلاد اليه في استخلاص الزيوت منه وتصديره لجلب عملات حرة،وسعره الذي يباع به حاليا غير مجز ولايوجد مشترين ما يؤثر على زراعته مستقبليا ،واذا حظيت زراعته بتشجيع واهتمام من الدولة سيكون عائده جيدا على صعيد الاستهلاك المحلي والصادر. {علمنا ان انتاجية الصمغ العربي ايضا تدنت ؟ -نعم، فماورد الى اسواق المحاصيل حتى الآن بلغ 14 الف جوال فقط تتراوح اسعار القنطار مابين 550 جنيها و280 جنيها ،والتدني الذي حدث في اسعاره بالتأكيد سينعكس سلبا على المنتجين ،وهذا المحصول ايضا يحتاج لاهتمام اكثر وذلك لاننا اذا عقدنا مقارنة بين الانتاج خلال هذا العام والمواسم السابقة نجد ان هناك انخفاض واضح في الانتاجية حيث كان الانتاج يتجاوز الخمس وثلاثين الف جوال في الموسم. {كم بلغ حجم الصادر ؟ - يمضي في تطور ملحوظ فخلال العام الماضي صدرنا من اسواق محاصيل القضارف 59 الف طن من المحصولات ،وفي هذا العام وخلال شهري يناير وفبراير فقط تم تصدير 17 الف طن من السمسم و12 الف طن من الذرة وذلك الى دول الصين،تركيا،ارتريا،الصومال ودول الخليج. {وكم بلغ معدل السحب الى الأسواق المحلية؟ - يتراوح السحب اليومي للاسواق المحلية مابين خمسة الى عشرة الف جوال لكل ولايات السودان ،ويذهب الى مزارع الدواجن التي تشتري كميات مقدرة من الذرة. {هل ترد اليكم محاصيل من ولايات أخرى؟ -نعم،فالمنتجون والتجار في عدد من ولايات البلاد يتعاملون باسواق محاصيل القضارف وترد الينا محاصيل من النيل الابيض،سنار،كسلا،جنوب كردفان وغيرها ،وهذا يعود الى اكتمال البنية التحتية لاسواق محاصيل القضارف والمتمثلة في السعة التخزينية الكبيرة والغرابيل ووجود هيئة المواصفات والجودة والمحطة الجمركية ،علاوة على القوة الشرائية الملحوظة التي تتبدى في وجود 26 مصرفا بالقضارف و67 شركة ،كما ان اسواق الولاية تدير عمليات الصادر ،وبلغ حجم التداول خلال شهر واحد وهو نوفمبر 450 مليار. {ماهي خططكم المستقبلية ؟ -نسعى لتحويل اسواق المحاصيل بالقضارف الى بورصة عالمية وقطعنا خطوات جيدة في هذا الصدد وذلك تحت رعاية سوق الخرطوم للاسواق المالية حيث يجري تأهيل 30 من الشباب الخريجين وتم ابتعاث بعضهم الى مصر ونتوقع في 2016 ان نصل مرحلة التداول الالكتروني ،وكذلك نهدف الى تطوير البنية التحتية وابرزها تشييد جملونات وذلك بهدف استمرار عملية التداول طوال العام .